التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, 2024

ابنة مؤقتة !

  أغلق الباب في وجهها فعادت تدق عليه بإلحاح .. جلس على الأرض خلف الباب وقال لها بصوت مبحوح يخنقه البكاء : " أذهبي من هنا .. لن أفتح لك مهما حدث ! " وذلك لأنه أكتشف منذ أسبوع واحد إنها ليست ابنته ! وهم جميل عاش فيه ثلاث وعشرون عاما ، تبدد في سبعة أيام قليلة هي أصعب ما عاشه في حياته ! رزق بها بعد زواج سبعة أشهر من أمها التي كانت حبيبته الأولي والأخيرة .. ومنذ أن خرجت من الرحم وهم يقولون له بقصد أو بدون قصد : " إنها لا تشبهك مطلقا ! " كان يضحك ويقول لهم : " نعم .. فهي تشبه أمها ! " لكنها في الحقيقة لم تكن تشبهه ، كما لم تكن تشبه أمها .. بل كانت شبيهة بشخص آخر لا يعرف من يكون ولا يريد أن يعرف ! جاءته لتحيل حياته جنة .. تعلق بها منذ أن قدموها إليه ملفوفة في فوطة قطنية بيضاء وهي ترتجف ، أمسكها وحمله بقرب قلبه .. ابتسمت له علي الفور ، فاهتز قلبه ووجد نفسه يولج أصبعه الأوسط بين أصابعها الصغيرة المضمومة ويرفعها ليقبلها بشغف وحماس .. كم كانت تلك اللحظة سعيدة ! ابتسمت له وهي بعمر بضع دقائق ، ولم تتوقف عن الابتسام له طيلة ثلاث وعشرون عاما قضتها في كنفه وتحت رعايته .. ...

القضية الغريبة ل " آلان روبيشو" ! The Mysterious Death of Allen Robicheaux

  بالرغم من أنَّ قصتنا هذه المرَّة لا تتضمن جريمةً بالمعنى المعروف, أي عدوان أو أذى من نوع ما يوقعه شخصٌ بشخص آخر؛ فإنها تضمَّنت لغزًا مروِّعًا احتاج لعشرين عامًا كاملة ليتم حلُّه, وتدميرًا لأسرة, وحياة بائسة لامرأة مسنَّة قضت نحبَها وهي لا تعرف أين زوجها, أو ماذا حصل له؟! إنَّ قضايا الاختفاء الغامض كثيرة, وتقريبًا تبدأ كلها بنفس الطريقة؛ يعود شخص ما إلى المنزل ليجد أحد أقاربه وقد اختفى, أو يخرج أحدهم في رحلة عملٍ أو نزهة ثمَّ ينقطع أثره, ولا يعرف أحدٌ أين ذهب. كان الشخص الذي اكتشفَ حالة الاختفاء هذه المرة هي الزوجة "لوسي ماي", سيدة في السبعينيات, تعيشُ في منزل بشارع فرانكلين/ جريتنا/ لوس أنجلوس, وكان من الواجب أن يكون زوجها "آلن روبيشو" Allen P. Robicheaux موجودًا بانتظارها يوم 15 ديسمبر 1973م عند عودتها من زيارة عائلية, لكنه لم يكن كذلك. انتظرت المرأة عودةَ زوجها لكنه لم يعدْ, لا في هذا اليوم, ولا فيما تلاه من أيام, فأينَ يمكن أن يكون الرجل ذو الثلاثة والسبعين عامًا قد اختفى؟! لم تكن هناك دلائلُ على حصول عنفٍ في المنزل, لا مذكرات تقول إنَّه ينوي مغادرة البيت لبضع...

الموءودات ( رواية مسلسلة ) الفصل الحادي عشر ( والأخير)

      من ينتظرون لكل قصة نهاية يتجاهلون حقيقة مهمة واضحة وبسيطة .. أنه ما من شيء له نهاية في هذا الكون ! كل شيء فيه لا نهائي .. يبدأ ولا ينتهي .. فالموت ليس نهاية ولا الولادة ولا الحياة نهايات ! كل شيء في الكون يدور حول نفسه ليبدأ من جديد والقصة التي تنتهي تكتب سطر بداية لقصة جديدة تنبع من ذيلها .. حتى الموت ليس نهاية مناسبة لأي قصة ! فهناك ميت لكن هناك أحياء يتركهم من خلفهم هم علي كل حال جزء منه وهو جزء منهم .. حتى الميت نفسه تنتظره حياة أخري خلف القبر ، ليس مهما أن تعرف عنها شيئا أو لا تعرف .. لكن الروح الصامدة الراسخة تقول لك بوضوح منذ لحظة صرخة الوليد بوجهك حين يلج الدنيا برأسه ، أو بقدميه أحيانا ( أنا لا أموت .. أنا خالد وبعد أن أنتهي أبدأ من جديد ) بدايات جديدة وليست نهايات هي إذن .. ... " سناء " مرت عليها أوقات صعبة وأيام طويلة مؤلمة بعد وفاة البنت القصيرة الصغيرة " إسراء " مدهوسة تحت الأقدام .. لم يكن موت الفتاة هو سبب ألمها المبرح حقيقة بل ما جري بعد حادث الموت .. فما من أحد عوقب علي ذلك الخطأ الجسيم الذي نتج عنه موت طفلة صغيرة ضعيفة البنيان غضة الإهاب ! ...

الموءودات ( رواية مسلسلة ) الفصل العاشر

  في الساعات المتأخرة من الليل آتاها المخاض .. عنيفا مفاجئا حارقا ، ورغم أن " نعمة " جربت الولادة أربع مرات من قبل ، فإنها لم تشهد مخاضا حاميا كهذي المرة ، حتى في ولادتها الأولي البكرية .. كانت أم " نعمة " تقيم برفقتها وتنام بجوار ابنتها منذ أن تعدت منتصف شهرها التاسع من الحمل .. وهي أول من سمع أناتاها وصرخاتها وأول من هرع لنجدتها في البيت .. ترامي الصوات المكتوم إلي أذني " عبد الرحيم "   الذي يرقد مفتح العينين بجوار زوجته الثانية النكدية .. كانت " ثريا " قد نكدت عيشه تلك الليلة وجعلته يقضي ساعات في الجحيم من كثرة كلامها وشكاواها وزنها ، الذي كزن النحل لا ينقطع ، علي أذنيه .. كان موضوع الحوار الذي فُتح وظل مفتوحا تتداول فيه الألسن منذ نحو شهر هو موضوع ولادة " نعمة " .. فمنذ أن دخلت الزوجة بحملها الشهر التاسع والحماة وكنتها الجديدة لا حديث لهن سوي عن الولادة وتكاليف الولادة .. كانت " نعمة " مصرة علي أن تلد عند طبيبها تلك المرة ، لأنه حذرها في آخر زيارة لها من أنها تعاني ضعفا في الرحم ، ومن الأفضل أن توضع تحت إشراف طبي وتعقيم ك...