التخطي إلى المحتوى الرئيسي

لويز بيت، دوقة الموت : السفاحة المبتسمة ! Louise Peete: Duchess of Death

 


لويز بيت .. بدموعها خدعت قضاة ومحلفين ومحققين !

النشأة الأولي : سرقة وعهر : جنوح مبكر !


جاءت " لوفي لويز بريسلار إلي الحياة في يوم 20 سبتمبر 1880 ، في مدينة " بينفيل " بولاية لويزيانا الأمريكية لأب ثري يعمل ناشرا ولديه صحيفة خاصة ..

وقد كان والداها مثقفين ومن الطراز المثالي ، ولكن الفتاة التي ألٌحقت بمدرسة خاصة في ( نيوأورليانز ) قد تم طردها من المدرسة وهي بعمر الخامسة عشرة لسببين هما : السرقة وسلوك مسلك غير أخلاقي .. فقد كانت الفتاة المثقفة الثرية تمتهن البغاء في أوقات الفراغ !

جنوح مبكر وعجيب وغير مبرر إطلاقا .

وكانت " لويز " غاوية للرجال فلم تستطع أن تبقي بدونهم طويلا ، وعندما وصلت إلي سن الثالثة والعشرين ، أي في عام 1903 ، تزوجت من بائع متجول يدعي " هنري بوسلي " ، وبقيا معها ثلاث سنوات ، انتهت بأن أطلق الزوج النار على رأسه !

والسبب أنه وجد زوجته المصونة برفقة رجل آخر في الفراش ، فلما واجهها كلمته ببرود وسماجة ، وثبت أنها لا تشعر إطلاقا بجريمة الخيانة التي ارتكبتها .. وأمام برودها أحترق الزوج داخليا فلم يجد حلا يريحه سوي الانتحار !

ولا أحد يعرف ما إذا كانت " لويز " قد اتفقت على تقديم خدماتها للآخر مقابل أجر مالي .. أم أنها فعلت ما فعلت متطوعة في سبيل الخير وسعادة الإنسانية !

عموما لم تفت وفاة زوجها في عضدها ، فقد جمعت كل ما كان لديه وهجرت منزلها إلي مدينة تدعي " شريفبورت " بلويزيانا ، وهناك احترفت الدعارة رسميا .. وكان من عاداتها أن تصطحب زبائنها إلي منازلهم ولا تغادر قبل أن تسرق من محتويات المنزل شيئا !

بوسطن / واكو / بريق الماس الشيطاني !

بعد خمسة أعوام انتقلت " لويز " إلي بوسطن ، وغيرت جلدها كما غيرت اسمها أيضا إلي " لويز م جولد " ، مدعية كونها وريثة لرجل من دالاس يدعي " ر ه روسلي " ، وادعت أن عائلتها قد طردتها ، وقد تمكنت " لويز " بملامحها الأرستقراطية وذكاءها من دخول بيوت عدة عائلات ثرية ، وقد تمكنت من إبرام صفقة مع احدي الأسر تقوم بموجبها بتوريد بضائع وسلع إلي الأسرة من بعض المتاجر المترفة في المدينة ، وقد دأبت ، كعادتها ، على انتهاز الفرص لاختلاس المال من العائلة ، التي استضافتها في منزلها ، أو من العاملين لديها ، أو من الأصدقاء الذين يترددون على المنزل !

إلا أن شخصيتها ك " لويز بوسلي " ، أرملة البائع الجوال الذي انتحر ، أو " لويز بيت " سابقا ، افتضحت أخيرا .. واضطرت المرأة إلي مغادرة المدينة تجنبا للإحراج !

 

وكدأبها تركت " لويز " المكان الذي تبدأ فضائحها في الظهور فيه ، وانتقلت إلي تكساس ، وهناك في مدينة واكو " تعرفت برجل ثري ، وهو من أباطرة البترول ، يدعي " جو آبل " ، والذي كان مولعا بقطع الألماس ، ويرتدي خواتم ومشبك رابطة عنق من الحجر الثمين ، وقد أنخدع بها " جو " وأتخذها عشيقة له .. ولكن بعد أسبوع واحد وجد الرجل مقتولا برصاصة في الرأس ، وقد اختفت جواهره الثمينة ، وقد جري توقيف " لويز " بتهمة القتل ، وتمت محاكمتها .. وفي المحاكمة بلغت بها الصفاقة والوقاحة حد إدعاء أنها قامت بقتل الرجل دفاعا عن نفسها لمحاولته اغتصابها !

ضحكة شريرة !

الغريبة أن هيئة المحلفين اقتنعت بذلك التبرير الواهي والحجة المفضوحة ، وتمت تبرئة تلك الشيطانة وإطلاق سراحها  ولم يتساءل أحد عن السبب الذي حدا بالمرأة ( الشريفة ) إلي سرقة جواهر الرجل بعد قتله ؟!

وبعد عامين انتقلت " لويز " إلي دالاس ، حيث تعرفت بموظف صغير في فندق سان جورج ، ويدعي " هاري فاروت " ، ومن ثم تزوجته .. وأمضت معه وقتا قصيرا ، ولكنها لم تستطع أن تتغلب على نوازعها الشريرة ، وميلها الطبيعي للتمرغ في الوحل ، فأقدمت على اختلاس مجوهرات بقيمة 20 ألف دولار ، من خزانة أمانات الفندق ، وقد تم استجواب الزوج وتبرئته ، كما حامت الشبهات حول الزوجة ، لكن لم تكن ثمة أدلة على تورطها .. وقد أدي هذا الأمر ، مع خيانات " لويز " المتعددة له ، إلي سوء حالته النفسية .. ومن ثم أقدم " هاري " على الانتحار .. ليكون ثاني رجل ينتحر بسببها .. والضحية رقم ثلاثة لها !



لويز بيت وزوجها وطفلتها .. ليس للأمومة أثر في حياة العنكبوتة السوداء !

ولكن بعد عامين تزوجت " لويز " للمرة الثالثة ، من بائع يدعي " ريتشارد بيت " ، بل وأنجبت أيضا بعد عام واحد ، رزق الزوجان " بيت " بابنة سُميت " فرانسيس آن " ، وقد حدث ذلك في آخر مكان استقرت به المرأة وهو ( دنفر ) ،، ولكن وجود " بيتي " ، وهو تدليل الابنة ، لم يستطع أن يمنع حب الإجرام المستقر في دماء الأم ، فسرعان ما انفصلت عنه والد ابنتها ، وتركت الفتاة مع أبيها ، وسافرت إلي ( لوس انجلوس ) ، وهناك أوقعت في حبائلها رجل ثري يدعي " جاكوب دانتون " وانتقلت للعيش في قصره الصغير ، وقد قالت إنها عاشت في القصر كمستأجرة ، بينما قيل أنه أستخدمها كمدبرة منزل ، لكن في الحالتين فإن الرجل قد آوي أفعى في بيته ، وقد كان الرجل قد ترمل بابنة مراهقة ، وقد أكتنز الملايين ، قبل أن يتقاعد من عمله كمهندس تعدين .. لكن كالعادة فقد ذهب الرجل في رحلة عمل ، كما نشرت " لويز " في المدينة " لكنه لم يعود منها .. وبعد أيام قليلة شوهد بستاني مستأجر وهو يقوم بنقل حمولة من التراب إلي الطابق السفلي من منزل " دانتون " ، وقد قدمت " لويز " حجة غريبة مؤداها إنها قامت بنقل التراب إلي هناك لأنها تريد زرع الفطر ، بعد ثلاثة أيام ، أقدمت المستأجرة على محاولة سحب نقود من حساب " دانتون " في البنك ، ومحاولة التوصل إلي مدخراته المحفوظة هناك ، مستندة إلي أوراق ممهورة  بتوقيعه ، الذي ما لبث أن شك فيه مسئولي البنك ، ورفضوا صرف النقود ما لم تقدم حاملة الأوراق تفسيرا لاختلاف توقيع السيد " دانتون " .. وقد كانت القصة التي قدمتها " لويز " من أغرب وأوقح ما يمكن .. حيث أدعت أن مضيفها تعرض لعملية إطلاق نار نجم عنها بتر ذراعه ، من قبل سيدة إسبانية غامضة ، وبررت اختلاف التوقيع بأنها اضطرت لمساعدة الرجل المصاب في تحرير الأوراق وتوقيعها ، وأنه لا يغادر المنزل بسبب حالته الصحية وخجله من ذراعه المبتور !!!!!!!!!!

لكن الحقيقة أن الرجل كان قد تم بتر حياته كله .. ولم يكن استحضار التراب إلي بدروم المنزل إلا بغرض دفن جثته فيه .. حيث كانت الآنسة " بيت " اللطيفة قد قتلته وأخفت جثته !

بيد أن جيران السيد " دانتون " ورفاقه السابقين بالعمل لم يتركوا الأمر يمر مرور الكرام ، ودأبوا على الحضور إلي المنزل للسؤال عنه ، محاولين مقابلته .. وبرغم محاولات " لويز " للتغطية على الأمر عبر تقديم عدة قصص متباينة ، ليس آخرها إنها أدعت كونه في رحلة عمل طويلة ، وتكرارها لقصة المرأة الإسبانية الغامضة وإطلاق النار وبتر الذراع عدة مرات ، لكن سلوكها وإقدامها على إنفاق أموال الرجل ، والظهور وهو تقود سيارته ( الكاديلاك ) ، كما قامت برهن ممتلكاته وجواهره ، بل وقامت بتأجير غرف في قصره وقامت بجمع الإيجار لنفسها مدعية كون صاحب الأملاك في ( فينكس ) حاليا ، كما قامت باستئجار ثوبين باهظي الثمن من متاجر ( بولوكس ) مقدمة نفسها كزوجة السيد " دانتون " ، ولكن مع تصاعد الضغوط والحصار حولها ، لمعرفة مصير " جاكوب دانتون " ، تركت " لويز " المدينة ، بعد أن قامت بتأجير القصر ، ورحلت عائدة إلي دنفر ورجعت إلي زوجها وابنتها الوحيدة .. وفي تلك الأوقات كانت ابنة " دانتون " تتابع مع مخبر خاص قصة اختفاء أبيها ، ورغم أن الفتاة حاولت الضغط على " لويز " لتكشف لهم عن مكان الأب ، إلا إن أحدا لم يتمكن من إجبار القاتلة الخطرة على الإفصاح عن سر اختفاء المهندس المتقاعد .

ولكن جهود الابنة أسفرت أخيرا عن العثور على بقايا جثة متحللة ، بعد تفتيش القصر جيدا بمساعدة المخبر ، في التراب الذي وضعته " لويز " في غرفة حجرة خشبية أسفل درج المنزل ، حيث أدعت إنه مخصص لزراعة الفطر !

وقد تم توقيف " لويز " ، والتحقيق معها ، من ثم حُولت إلي المحاكمة ، حيث قدمت قصصا كثيرة غير معقولة ، وعادت إلي رواية ( المرأة الإسبانية الغامضة ) السخيفة ، بل وادعت إن الجثة ليست للسيد " دانتون " ، كانت الجثة مرداة بطلق ناري في الرأس وملفوفة بغطاء قديم ، وعند فحصها تأكد كذب قصة " لويز " ، حينما أدعت أن المرأة الغامضة قد أطلقت النار على ذراع السيد " دانتون " اليمني ، لكن الذراع المشار إليها كانت سليمة ، وبرغم كل محاولاتها لتزييف الحقيقة فقد اقتيدت " لويز بيت " إلي لوس أنجلوس ، حيث قُدمت إلي المحاكمة بتهمة القتل من الدرجة الأولي !

في 21 يناير من عام 1921 بدأت المحاكمة ، التي حظيت بتغطية إعلامية باهتمام صحفي واسع جدا ، وتابع الآلاف المحاكمة ، ودأبوا على انتظار وصول المتهمة إلي مبني المحكمة لمشاهدتها وهي تدخل إليه .. وبعد أقل من شهر ، 17 فبراير ، تمت إدانة " لويز بيت " بتهمة القتل من الدرجة الأولي .. وكان الحكم هو السجن مدي الحياة !

المدهش في الأمر أن زوج جين " ريتشارد " ، الذي غادرته بدون طلاق ، ظل يراسلها طوال فترة المحاكمة ، وخلال أول عامين لها في السجن ، معربا عن استمرار حبه لها ودعمه ورغبته في انتظارها إلي الأبد ، وقد دأبت هي على الرد على رسائله وإحياء آماله في أن يكونا معا مرة أخري ، لكنها ملته بعد فترة وطلبت منه الطلاق بحجة إنها تريد أن تتزوج من جديد !

وبرغم رفض الزوج فقد مضت هي في إجراءات الطلاق ، ثم توقفت عن الإجابة على رسائله ، ورفضت لقاءه في السجن ، مما دفعه إلي الجنون

 .. فأردي نفسه قتيلا في غرفة بفندق ( أريزونا ) وكان ذلك في عام 1924 .. وقد تلقت " لويز " الخبر ببساطة ، وعلقت بأن زوجها السابق قد انتحر لشعوره بالذنب والقنوط بسبب تردي حالته الصحية !

حتى وهي بين الأسوار لا تكف عن القتل والإيذاء !



خُلق الرجال لكي تقتلهم " لويز بيت "!


أفلتت من المحاكمة الأولي لتواصل القتل !

 

في البداية كان " لويز " تقضي مدة عقوبتها في سجن ( سان كوينتين ) ، ثم تم نقلها إلي ( مؤسسة كاليفورنيا العقابية للمرأة ) ، وهناك أظهرت سلوكا نموذجيا ، فعملت كمساعدة لطبيب الأسنان بالسجن ، واهتمت برعاية حديقة السجن ، كما تذكرت ماضيها ( الثقافي ) ، باعتبارها من أسرة مثقفة وتعمل في مجال الطباعة والنشر ، فكتبت بضع مقالات في جريدة السجن ، وقد خدع سلوكها الحسن ، وتم الإفراج المشروط عنها ، بعد قضاءها ثمانية عشر عاما ( 18 ) في السجون .. وكان هذا الإفراج تحت عهدة امرأة تدعي " جيسي مارسي " ، التي ناضلت من أجل إطلاق سراح " لويز بيت " ، وقد استخدمتها لاحقا كمدبرة للمنزل لديها .. إلا أن المرأة المحسنة سرعان ما توفت !

ثم لحقت بها امرأة ثانية تدعي " إميلي لاثام " ، والتي كانت مكلفة بمهمة مراقبة المحكومة " لويز بيت " ، وقد كانت " إميلي " متعاطفة مع " لويز " ومن أجل ذلك قدمت لها عملا كممرضة ومدبرة منزل مقيمة لديها ، ولكن "  إميلي " دفعت ثمن تعاطفها فقد توفيت في عام 1943 ، بشكل مفاجئ ، وكان تشخيص حالة الوفاة يشير إلي أزمة قلبية .. ولكن بسبب سوء سمعة " لويز بيت " ، التي لقبتها الصحافة ب( المرأة النمر ) ، جري استجوابها في كلا حالتي الوفاة .. إلا أنه لم تتوفر أي دلائل لإدانتها أو لإثبات أن الوفيات حدثت لأسباب جنائية .. وهكذا أفلتت " لويز " من المحاكمة ، كما تمكنت بطريقة قانونية من تغيير اسمها .. وحصلت على اسم جدد هو " آنا لي " !


لا نفرق بين الناس .. نحن نقتل الجميع !

 


محاكمة لويز كانت حدثا مشهودا

وسرعان ما انتقلت لتقيم بالقرب من حواجز المحيط الهادي برفقة الزوجين " آرثر ومارجريت لوجان " ، وكانت الزوجة تعمل كأخصائية اجتماعية قبل تقاعدها ، حيث كانت تؤدي مهامها في السجن الذي توجد فيه " لويز بيت " ، ونشأت بينهما علاقة أشبه بالصداقة .. وفي منزل الزوجين قامت " لويز " بعمل مزدوج كمدبرة منزل مقيمة ، وممرضة للزوج " آرثر " ، ولما كانت " مارجريت " تعطف على " لويز " وتعتقد في براءتها ، فقد تعاملت معها بقدر غير اعتيادي من سلامة القلب وحسن النية .. ودفعت ثمن ذلك غاليا جدا ودون إبطاء  !

في الثاني من مايو من عام 1944 تزوجت " آنا لي " ، " لويز بيت " سابقا ، بالمصرفي " لي بوردن جودسون " ، والذي لم يكن يعلم شيئا عن ماضي زوجها غير المشرف ، ولا إدانتها في قضية قتل عمد ، وقضائها ثمانية عشر عاما خلف القضبان .. وظلت الزوجة في خدمة آل " لوجان " برغم زواجها ، إلا أنها بدأت تشكو للجيران من اعتداءات جسدية متكررة يقوم بها " آرثر لوجان " ، المقصود بالضرب ، نحوها ونحو زوجته " مارجريت " في نوبات غضبه العنيفة .. ولكن بعد فترة وجيزة ، وفي الأول من يونيو ، اختفت مسز " لوجان " ، ثم قامت " لويز " بإدخال الزوج " آرثر " إلي مستشفي مدينة ( باتون ) مدعية كونها أخته المتبناة ، وعندما بدأ جيران " مارجريت " وأقرباؤها بالتساؤل حول مكان وجودها ، أدعت " آنا لي " أن الزوجة المختفية قد تعرضت لعدوان شرس من زوجها أدي إلي تشويه أنفها ، وربما تعمدت " لويز " تقديم حجة غياب طويلة لتحد وقتا تختلق فيه طريقة لإخفاء مصير " مارجريت لوجان " الحقيقي !

أما زوج " آنا لي " نفسه " ، السيد " جودسون " الغافل ، فقد صحا أخيرا من سباته العميق ، وأخذ يتساءل عن مكان مخدومة زوجته ، فقالت له " لويز " أن " مارجريت " ذهبت إلي مكان بعيد وأنعزلت عن الجميع ، ريثما يتم إصلاح أنفها المشوه بعملية جراحية !

 


لويز بيت تستعرض جمالها .. كانت ساحرة كقنينة سم !

وخلال ستة أشهر تالية أقامت " لويز " وزوجها في منزل آل " لوجان " ، وكدأبها أنفقت أموال الأسرة ، واستخدمت اسميهما في تعاملات مالية .. ثم لحق الزوج " آرثر لوجان " بزوجته ، التي لم يكن مصيرها قد أتضح على نحو نهائي بعد ، ومات بالمستشفي وقد قامت الولاية بتسليم الجثة إلي ( أخته بالتبني ) ، كما أدعت ، مسز " جودسون " التي رأت أن توفر على نفسها مصاريف الجنازة والدفن .. فتبرعت بالجثة للأغراض العلمية !

ولكن جريمتها لم يقدر لها أن تختفي طويلا هذه المرة ، فقد شك أحد موظفي البنك الذي يحتفظ بأموال الزوجين " لوجان " في توقيع " لويز بيت " المزور وأبلغ الشرطة ، وتم اعتقالها ومن ثم تفتيش منزل الزوجين ، وحيث كانت تقيم " لويز " مع زوجها ، وهناك ، في الفناء الخلفي ، وفي حفر ضحلة تحت شجرة أفوكادو ، عُثر على جثة " مارجريت لوجان " متحللة .. كانت المحسنة قد تعرضت لإطلاق الرصاص على مؤخرة عنقها ، وللتأكد من موتها قامت "لويز" بضربها على رأسها بعقب البندقية !

اعتقلت " لويز " هي وزوجها ، ووجهت إليها تهمة قتل " مارجريت " .. لكن أخلي سبيل الزوج لعدم وجود أدلة على ضلوعه في تلك الجريمة ، أما السفاحة ، التي تم تتبع ماضيها الأسود والكشف عن جرائمها السابقة ، فقد قدمت قصة سخيفة كالعادة ، مدعية أن الزوج الراحل ، " آرثر لوجان " ، هو الذي أردي زوجته قتيلة برصاصة في الرأس .. ومن ثم أجبر " لويز " على دفنها بعد أن هددها !

وتم إسقاط تهمة القتل ضد الزوج ، لكنه ، وبعد ثلاثة أيام ، ألقي بنفسه من الطابق التاسع لمبني بلوس أنجلوس مخصص للمكاتب ويسمي " سبرينج أركاد

 " ، وقد توفي الزوج على الفور .. وللمرة الأولي أبدت " لويز " أسفها حينما بلغها خبر وفاة " لي " .. وعلقت بأنها تعتبر نفسها الملومة على ذلك !

مات " لي جودسون " الضحية السابعة ل" لويز بيت " ، وإن كانت لم تقتله بيديها ، أما هي فقد قٌدمت إلي المحاكمة بتهمة القتل للمرة الثالثة في تاريخها الحافل في يوم 23 إبريل 1945 ، وقد تبين أثناء المحاكمة أن الدافع الرئيسي الذي حدا بتلك العنكبوتة السوداء لقتل من أحسنت إليها يرجع إلي طمعها في أموالها ، وتم تقديم دليل إدانة ضدها يتمثل في شيك موقع باسم " مارجريت لوجان " ، بينما ثبت أن التوقيع مزور وأنه بخط " لويز " .. وفي المحاكمة ، كما هي عادة بعض السفاحين والقتلة ، ورغبتهم في الظهور بمظهر الحكماء والعارفين ، وكأن القتل يشعرهم بسمو وتعالي على بقية البشر ، حاولت " لويز " الظهور بمظهر الساخرة غير المبالية ، وانهمكت في قراءة كتاب بعنوان ( أهمية الحياة ) ، وهو كتاب من الفلسفة الصينية ، مؤلفه هو " لين يوتانج " ( الذي عاش بين عامي 1895 و1976 ) ، ولكن تظاهرها المقيت ، وأكاذيبها المنمقة السمجة ، لم تنطلي على أحد تلك المرة وأدينت .. ونالت حكما عادلا مستحقا بالإعدام !

 

الغاز القاتل يليق بها !

 


لويز بعد إعدامها في سان كوينتين.. فقد العالم شيطانا آخر !

حاولت " لويز " إنقاذ نفسها بعدة عرائض والتماسات بالعفو أو تخفيف العقوبة ، لكن كل محاولاتها ذهب أدراج الرياح .. وفي يوم 11 إبريل 1947 تخلص العالم من عنكبوتة سوداء كبيرة .. عندما جلست " لوفي لويز بيت " في غرفة مغلقة ، بسجن سان كوينتين ، ينتشر فيها غاز له رائحة الحبهان المتعفن ، غاز سام ، واستنشقته لتموت بعد عشر دقائق .. وفي عدالة شاعرية قدرية تعذبت " لويز بيت " دقائق طويلة مثلما عذبت وقتلت ضحاياها دون رحمة أو شفقة !

" لويز بيت " هي ثاني امرأة يتم تنفيذ حكم الإعدام بها في تاريخ ولاية كاليفورنيا كله .. وقد تم دفن جثمانها في مقبرة Angelus-Rosedale بلوس أنجلوس !

وقد حظيت قصة " لويز بيت " الملهمة ، وقصص جرائمها باهتمام إعلامي هائل ، وتم تمثيلها دراميا مرات كثيرة ..

 



خبر إعدام لويز يتصدر الصحف .. آن للعالم أخيرا أن يتنفس الصعداء !

لكن وبرغم كل جرائمها لم تفقد " لويز بيت " لقبها كجامعة بين النقائض .. فقد اشتهرت بابتسامتها التي لا تفارقها .. مثلما عٌرفت بقدرتها الهائلة على إبداء الأسى والحزن .. والبكاء على ضحاياها وكأن قاتلهم شخصا آخر غيرها هي !


ملحوظة : يطلق لقب ( العنكبوتة السوداء ) black widow على السفاحة التي تتخصص في قتل الرجال ، خصوصا لو كانوا أزواجها ، وعلى الجانب الآخر يعرف الرجل قاتل زوجاته بلقب ( ذو اللحية الزرقاء )

المصادر :

1- موسوعة ويكيبيديا ( مادة لويز بيت louise peete  )

2- موسوعة الجرائم (murderpedia )

http://murderpedia.org/female.P/p/peete-louise.htm

3- كتاب ( السفاح : دراسة نفسية اجتماعية للقاتل المتسلسل ) دكتور " أشرف عزيز "

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أكبر من أن يكون ملاكا !!

  لمعت نظرة مريبة في عينيها وهي تراقب الصغير يلهو أمامها ، لم تكن هي بدورها إلا صغيرة مثله ، طفلة لم تتعد أعوامها الإحدى عشرة ، ولم تقفز بعد فوق حاجز شرود الطفولة ونزق الطبيعة الثائرة ، التي تتمشي ف هوادة ، في العروق البارزة ، ملامح رقيقة ، لكن غموضها أضفي عليها طابعا يبعدها عن القلوب ولا يقربها ، كان لها رفاق بالطبع لكنهم كانوا رفاق ضراء لا سراء ، كل مهمتهم أن يوسعوا الصغيرة سخرية ، وأن يتهكموا عليها بكل ما أوتوا من قوة ، تنمر الأطفال الذي لا يدانيه في وحشيته وقسوته شيء .. وبدورها كانت " ماري " الصغيرة أكثر تنمرا وقسوة من رفاقها المشاكسين ، بيد أن الأمر كان مختلفا بالنسبة إليها ، كان الأطفال يكتفون بإلقاء الكلمات اللاذعة ،والسخريات المريرة ، والتعريض ببقع البول التي تلوث ملاءة السرير ، نشرتها أم " ماري " علنا ،معرضة بابنتها التي ( تفعلها ) في فراشها حتى الآن ، وربما تمادوا حتى مرحلة الإيذاء البدني البسيط ، رمي حجر أو قطعة حصى ، أو دس كسرات الزجاج الحادة في طريقها لكي تؤذيها ، كلمات جارحة وأفعال مؤذية ، لكنها لا تزال في مستوي ( الأفعال الطفولية ) ، مهما بلغت قسوتها ...

قضية " راشيل دوبكينز " The Murder of Rachel Dobkin.

  قضية قتل غريبة ومميزة اُرتكبت في خضم الحرب العالمية الثانية، والتي لم يتوقع أحد أن يتم الكشف عن مرتكبها نهائيا، بل ربما الجاني نفسه لم يتخيل أن القضية ستسجل كجريمة قتل عمد على الإطلاق . في البداية نقول أن الجاني كان ذكيا جدا، إذ أنتهز فرصة اشتداد الحرب العظمي الثانية، وازدياد عنف الغارات الألمانية على مدينة لندن، ليحاول اخفاء سر جريمته، التي أعتقد أنها يسوف تعتبر حالة وفاة ناجمة عن القصف الجوي، ولن تعلق به أية شبهة، تاريخيا تعرضت بريطانيا لسلسلة ممنهجة ومطردة من الغارات والهجمات الألمانية، التي ركزت جهودها على تدمير عاصمة الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، فبدأت القوات الجوية الألمانية من يوم 7 سبتمبر عام 1940 في قصف لندن في غارات منتظمة وكبيرة، مخلفة خسائر مهولة، وذلك تنفيذا لأوامر الفوهرر المتعلقة بذلك الأمر والتي صدرت قبلها بيوم واحد، وبلغ من عنف تلك الغارات وشدتها أنها تسببت فيما عرف بحريق لندن الثاني ( 29 ديسمبر 1940)، وقد بلغ من جسارة الألمان أنهم لم يتورعوا عن صب نيران طائراتهم على لندن حتى في وضح النهار، لكن وبداية من شهر نوفمبر 1940م أصبحت الغارات ليلية بشكل أساس...

الهفوة التي قضت على 22 مليون إنسان .. كيف أدي عناد رجل واحد إلي تحطيم العالم !!

  بعضُ الأخطاء التي وقعت كانت قدريةً بنسبة مائة في المائة, لم تكن ناجمة عن غباء أو خطأ في الإدراك لدى مقترفها, بل بشكل كامل هو تدبيرٌ من فعْل القضاء والقدر, وفي حالات معينة يكون هذا الخطأ سببًا ليس في دمارِ حياة إنسان ما وحسب, بل ربما- ولا سيَّما في حالتنا هذه- قد يكون سببًا في خراب العالم وتدمير حياة الملايين من الناس الأبرياء! أشهرُ هذه الأخطاء القدرية الصِّرفة هو الغلطة التي وقع فيها وليُّ عهد النمسا والمجر, الأميرُ المكروه الذي يتميز بالصَّلافة والغطرسة, وليّ العهد الذي وصلت إليه معضلةُ الوراثة دون انتظار, ولسبب جريمة غامضة وحادثة شهيرة حدثت لمن كان وريثًا شرعيًّا ومؤكدًا لعرش هذه الإمبراطورية, التي لم تعمِّر طويلًا, وحفل تاريخها بالمآسي والرزايا, واستكمالًا لتربُّص القدر بمملكة النمسا والمجر, وصلَ وليُّ العهد, الأرشيدوق "فرانز فرديناند" Archduke Franz Ferdinand 50 عامًا, وزوجته الأميرة "صوفي" Sophie , 46 عامًا, يوم 28 يونيو عام 1914م, إلى مدينة سراييفو, العاصمة الرسمية لإقليم البوسنة والهرسك, الذي كانت إمبراطورية النمسا تضع يدَها عليه, بمعنى أنَّ الزيارة كانت ...

معطف الحرب الأزرق ( قصة قصيرة )

    تسير وسطهم مرفوعة الرأس ، ترمق الطريق الملقي أمامها بنصف عين ، وعين ونصف عليهم .. كان مصيرها معروفا ونهايتها مكتوبة من قبل ، وقد تجرعتها ألوف النسوة قبلها .. خرجت من بيتها مرتدية آخر معطف عندها ، بلا قميص حقيقي تحته ، إنه صدر سترة أخيها وكمي زوجها الراحل ، المغدور الأول والمغدور الثاني ، القتيل الأول والقتيل الثاني ، من بين ألوف وملايين الأسماء .. ماذا كان اسميهما ؟! لعل أحدا لم يسأل هذا السؤال بينما كان يتم إلقائهما في حفرة ضحلة ، ورمي الجير فوق جثتيهما .. ولعلهما يرقدان في قبر واحد فقد ظلا دوما معا ! فقدت الأخ والزوج ، صديق الدم وصديق الرفقة والقلب ، صارت وحيدة وتهدمت المدينة فوق رأسها ، مثلما تهدم بيتها وسقط العالم مكوما فوق بعضه .. لماذا لا يموت الجميع في لحظة واحدة ؟! لماذا يبقي البعض ليدفن البعض ، ثم يلحق بهم بعد أوجاع وآلام ولحظات مريرة ، الجير الحي مخيف ، وطلقة في الرأس مخيفة ، لكن الوحدة وسط وحوش متربصة أكثر تخويفا وترهيبا ! هجر الجميع المدينة ، من بقي على قيد الحياة ، إن كان قد بقي أحد على قيد الحياة ، لا ينجو أحد من الحرب ، فيما عدا القتلى وحدهم ربما ، يعاين الأ...

القضية الغريبة ل " آلان روبيشو" ! The Mysterious Death of Allen Robicheaux

  بالرغم من أنَّ قصتنا هذه المرَّة لا تتضمن جريمةً بالمعنى المعروف, أي عدوان أو أذى من نوع ما يوقعه شخصٌ بشخص آخر؛ فإنها تضمَّنت لغزًا مروِّعًا احتاج لعشرين عامًا كاملة ليتم حلُّه, وتدميرًا لأسرة, وحياة بائسة لامرأة مسنَّة قضت نحبَها وهي لا تعرف أين زوجها, أو ماذا حصل له؟! إنَّ قضايا الاختفاء الغامض كثيرة, وتقريبًا تبدأ كلها بنفس الطريقة؛ يعود شخص ما إلى المنزل ليجد أحد أقاربه وقد اختفى, أو يخرج أحدهم في رحلة عملٍ أو نزهة ثمَّ ينقطع أثره, ولا يعرف أحدٌ أين ذهب. كان الشخص الذي اكتشفَ حالة الاختفاء هذه المرة هي الزوجة "لوسي ماي", سيدة في السبعينيات, تعيشُ في منزل بشارع فرانكلين/ جريتنا/ لوس أنجلوس, وكان من الواجب أن يكون زوجها "آلن روبيشو" Allen P. Robicheaux موجودًا بانتظارها يوم 15 ديسمبر 1973م عند عودتها من زيارة عائلية, لكنه لم يكن كذلك. انتظرت المرأة عودةَ زوجها لكنه لم يعدْ, لا في هذا اليوم, ولا فيما تلاه من أيام, فأينَ يمكن أن يكون الرجل ذو الثلاثة والسبعين عامًا قد اختفى؟! لم تكن هناك دلائلُ على حصول عنفٍ في المنزل, لا مذكرات تقول إنَّه ينوي مغادرة البيت لبضع...

الرجل الذي حول زوجته إلي نقانق !

  "لويزا بيكنيز"   Louisa Bicknese هي امرأةٌ أمريكية سيئةُ الحظ, في البداية بدَا وكأنها أكثرُ النساء حظًّا في العالم؛ إذْ تزوَّجت برجل مهاجر, ألماني الأصل, ورجلِ أعمال ثري, يملك أكبرَ مصنع للنقانق في شيكاغو. كان الزوج يدْعى "أدولف لوتجيرت" Adolph Louis Luetgert , وكان أرملَ معَ طفلين, تزوَّجته "لويزا" عام 1878م, وعاشا معًا حتى عام 1897م, حيث رزقَا بأربعة أطفال. كان للسيد "لوتجيرت" مصنعٌ شهير للنقانق, ولُقِّب بملك النقانق, لكن طباعه كانت سيئةً إلى حدٍّ ما, فقد كان عنيفًا تجاه زوجته, كما شوهِد ذاتَ مرَّة وهو يطاردها حاملًا مسدسًا. لكن على أي حال, ففي أوَّل أيام شهرِ مايو من ذلك العام خرجتِ الزوجة لزيارةِ أختها, وقال الأبُ ذلك لأطفاله حينما سألوا عنْ والدتهم في اليوم التّالي, غير أنَّ "لويزا" لم تعدْ من زيارة أختها مطلقًا. بدأتِ الشكوك والتساؤلات, ولاحقًا قامَ شقيق الزوجة المفقودة بالإبلاغ عن فقدانها. ثمَّ ظهرت أدلةٌ مقلقة حول تورُّط الزوج في مصاعبَ مالية, وعلاقته بأرملةٍ ثرية, مما دفع البعضَ إلى الاعتقاد بأنه تخلص من زوجته ليتزوَّج الأرم...