التخطي إلى المحتوى الرئيسي

قضية " راشيل دوبكينز " The Murder of Rachel Dobkin.

 


قضية قتل غريبة ومميزة اُرتكبت في خضم الحرب العالمية الثانية، والتي لم يتوقع أحد أن يتم الكشف عن مرتكبها نهائيا، بل ربما الجاني نفسه لم يتخيل أن القضية ستسجل كجريمة قتل عمد على الإطلاق .

في البداية نقول أن الجاني كان ذكيا جدا، إذ أنتهز فرصة اشتداد الحرب العظمي الثانية، وازدياد عنف الغارات الألمانية على مدينة لندن، ليحاول اخفاء سر جريمته، التي أعتقد أنها يسوف تعتبر حالة وفاة ناجمة عن القصف الجوي، ولن تعلق به أية شبهة، تاريخيا تعرضت بريطانيا لسلسلة ممنهجة ومطردة من الغارات والهجمات الألمانية، التي ركزت جهودها على تدمير عاصمة الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، فبدأت القوات الجوية الألمانية من يوم 7 سبتمبر عام 1940 في قصف لندن في غارات منتظمة وكبيرة، مخلفة خسائر مهولة، وذلك تنفيذا لأوامر الفوهرر المتعلقة بذلك الأمر والتي صدرت قبلها بيوم واحد، وبلغ من عنف تلك الغارات وشدتها أنها تسببت فيما عرف بحريق لندن الثاني ( 29 ديسمبر 1940)، وقد بلغ من جسارة الألمان أنهم لم يتورعوا عن صب نيران طائراتهم على لندن حتى في وضح النهار، لكن وبداية من شهر نوفمبر 1940م أصبحت الغارات ليلية بشكل أساسي، استمرت الغارات الألمانية التي اشتهرت باسم (Blitz) حتى شهر مايو عام 1941م، وقدر عدد المنازل التي دمرت أو تضررت بسببها بحوالي مليون منزل، أما الضحايا من المدنيين فقد بلغ عددهم نحو أربعين ألفا ( 40000)، وأكثر من نصفهم قتل في مدينة لندن وحدها !
من بين هؤلاء الضحايا امرأة وجدوا بقاياها تحت أنقاض كنيسة معمدانية تسمي ( كنيسة فوكسهول)، عُثر على الرفات في مايو 1942م، ولم يكن الامر ليثير أية شكوك، فهي مجرد جثة لضحية من بين حوالي عشرين ألف ضحية للغارات النازية الوحشية !
 لكن مهلا، فإن الأمور لا تسير هكذا دائما، فقد كانت هناك شكوك وأمور تثير الارتياب، اولها أن الجثة كانت مغطاة بطبقة من الجير المطفأ ( هيدروكسيد الكالسيوم) slaked lime، او ما يعرف بجير البنائين، ومن الواضح أن تغطية الجثة بهذا النوع من الجير كان من أجل تدميرها، لكنه بالعكس عمل على الحفاظ عليها ومنعها من التحلل بشكل كامل، لأن من قام بذلك العمل لم يدرك الفارق بين هذا النوع من الجير، وبين الجير الحي quicklime ( أكسيد الكالسيوم )، وبهذه الطريقة وجدت أدلة مقلقة ومثيرة للشك، منها أن العظم اللامي أو الإسفنجي، في مقدمة الرقبة، كان مكسورا، وهذه دلالة مؤكدة على حدوث عملية خنق عمدي، لكن أليس من الممكن أن كسر العظم اللامي حدث بسبب الاصابات التي نتجت عن الغارة الجوية، أو الدفن العنيف تحت الانقاض، كان الجواب هو مستحيل، فالعظم اللامي يصعب جدا كسره بطريقة عارضة، كما أن حالة رفات الجثة لا تدل مطلقا على أنها تعرضت لحروق أو اصابات بسبب الغارات الجوية .
لكن يظل السؤال معلقا : من هي تلك المرأة، ومن هو المتورط في جريمة قتلها ؟!
هنا بدأت المهمة الحقيقية للدكتور " كيث سيمبسون"، بعد أن أدي مهمته الأولي في تأكيد أن الجثة هي لامرأة، وانها قتلت خنقا، لكن حالة الجثة والجمجمة لا تعطي أي أمل في التعرف عليها، فلا توجد أي ملامح أو صفات مميزة، يمكن عن طريقها تحديد شخصية المجني عليها، أو التعرف إليها، وفي حالة كتلك تكون سعة الآفق مفيدة جدا، فهل يمكن بدلا من الأساليب التقليدية، التي لن تفيد هنا كثيرا، اللجوء إلي وسائل وطرق مستحدثة وجديدة ؟!
نعم ممكن جدا، ولم يكن هناك أي وسيلة نافعة هنا سوي العلم الجديد، الذي لا يتقبل بعض المشتغلين بعلم الأمراض الاعتراف به حتى الآن .. علم طب الأسنان الجنائي Forensic Odontology !
كانت هناك معلومات مبدئية يمكن أن تسهل الأمور، فحالة العظام تدل على شيئين أن الضحية بين الأربعين والخمسين، وأن موتها حدث من حوالي سنة إلي سنة ونصف، إذن فعلي المحققين البحث عن امرأة مفقودة تنطبق عليها هذه المواصفات، ولحسن الحظ كانت الضحية فيما يبدو مهتمة بنفسها لأنها عالجت أسنانها بشكل كبير قبل موتها، فكانت الكثير من أسنانها معالجة أو مزودة بحشوات، ومن خلال سجلات الأشخاص المفقودين وجد بلاغ عن اختفاء امرأة اسمها " راشيل دوبكين " Rachel Dobkin، وتاريخ البلاغ يعود إلي عام وثلاثة شهور قبل العثور على الجثة، وعمرها هو 47 عاما، وهي مطلقة بعد خلافات كبيرة مع زوجها، واستمرت الخلافات والقضايا القانونية بينهما، حتى بعد الطلاق.
 توافقت كل المعلومات الأولية، وكانت الفرصة كبيرة لتكون ضحية كنيسة فوكسهول هي نفسها " راشيل دوبكين"، لكن كيف يمكن التأكد من ذلك، جاء دور طب الأسنان العدلي، فتم الحصول على عنوان طبيب الأسنان الخاص بالسيدة " دوبكين"، وذهب المحققون لزيارته، وطلبوا منه اعداد رسم يوضح حالة أسنان مريضته " راشيل دوبكين"، طبقا لنتائج فحصه في آخر زيارة لها إلي عيادته، فقام الطبيب بتنفيذ الأمر، وحين تمت مقارنة الرسم الذي وضعه بفك جثة كنيسة فوكسهول المجهولة العلوي تطابقا بشكل كامل .. إذن زالت كل الشكوك وهذه الضحية هي ( راشيل دوبكين ) دون أي شك، وعليهم الآن التعرف إلي قاتلها، وإلقاء القبض عليه، ولم يكن هناك شخص يمكن أن يتورط  في قتل تلك المرأة أكثر من زوجها  السابق " هاري دوبكين" !
كانت قصة زواج الثنائي غريبة جدا ومليئة بالتفاصيل المحزنة، فقد تزوجا في شهر سبتمبر عام 1920، ولم يدم زواجهما أكثر من ثلاثة أيام، أنفصلا بعدها، لكن لسوء الحظ فإن هذا الزواج القصير جدا نتج عنه ميلاد طفل، ورغم وجود ابن له فإن " هاري" أمتنع عن دفع أي نفقات له ولوالدته، فاضطرت " راشيل " إلي اللجوء إلي القضاء، وحصلت على حكم بنفقة لصغيرها ضد والده، لكن " هاري " تهرب من تنفيذه مرات كثيرة، وبسبب ذلك شكته طليقته، وتم توقيفه وسجنه أكثر من مرة، غير أن الأمور لم تنتهي بوصول الابن إلي سن الرشد، فحتي عام 1941م، ورغم تجاوز ابن " هاري دوبكين " سن العشرين، فإن والدته ظلت تلاحق أبيه بمطالبها المالية، وفي النهاية بدا أن " هاري" لم يجد وسيلة لإسكاتها والتخلص من مضايقاتها له، سوي التخلص منها شخصيا !
مستغلا عمله كرجل إطفاء دبر جيدا للأمر، فألتقي ب" راشيل" يوم 11 إبريل 1941، ومن ثم اختفت بعدها ولم يراها أحد مرة أخري، ويبدو أنه قتلها خنقا، ثم واري جثتها في سرداب كنيسة فوكسهول المعمدانية، التي كان مقر عمله يقع بالقرب منها، وحاول " هاري" لاحقا اخفاء جريمته عن طريق اشعال حريق متعمد في سرداب الكنيسة بعد اختفاء طليقته بثلاثة أيام، أي ليلة 14 إبريل، وعندما لاحظ شرطي مناوب الحريق، وجاء لاستطلاع الأمر، وجد " هاري " هناك وتظاهر الأخير بأنه يحاول اطفاء الحريق، وغالبا فإن " هاري" حاول حرق الجثة في القبو، لكن اكتشاف الحريق أفسد تدبيره، فقرر دفنها بعد تغطيتها بالجير لتتحل سريعا، غير أن جهله بالفرق بين طبيعة الجير الحي والجير المطفأ، جعلته في الحقيقة يساعد على الحفاظ على بقايا جثة ضحيته .. وليس العكس كما أعتقد !
لكن لحسن حظ هذا الرجل فإن الكنيسة تعرضت لغارة ألمانية دمرتها في الليلة التالية، فنسي الناس الشكوك حول الحريق الأول، ولم تكتشف بقايا جثة " راشي" سوي بعد خمسة عشر شهرا من وقت ارتكاب الجريمة !
قام " كيث سيمبسون" بدور مهم جدا في تأكيد الشبهة الجنائية في القضية، وإثبات أن قتلها كان عمدا، ومع توفر ركن سبق الاصرار لم يكن هناك أمام " هاري دوبكين" أية فرصة للإفلات من عقوبة جريمته .
أحيل  إلي المحاكمة في محكمة اولد بيلي يوم 17 نوفمبر 1942م، ومع الادلة القوية، وشهادة " كيث سيمبسون" الدامغة، لم يحتاج المحلفون إلا إلي ثلث الساعة للخروج بقرار الإدانة الجماعي، عشرين دقيقة تحدد فيها مصير " هاري دوبكين"، فحكم عليه بالإعدام شنقا !
ويوم 7 يناير 1934 انتهت حياة " هاري دوبكين" بحبل مشنقة ألتف حول عنقه في سجن واندسوورث، وكان عمره حينها أثنين وأربعين عاما فقط !




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أكبر من أن يكون ملاكا !!

  لمعت نظرة مريبة في عينيها وهي تراقب الصغير يلهو أمامها ، لم تكن هي بدورها إلا صغيرة مثله ، طفلة لم تتعد أعوامها الإحدى عشرة ، ولم تقفز بعد فوق حاجز شرود الطفولة ونزق الطبيعة الثائرة ، التي تتمشي ف هوادة ، في العروق البارزة ، ملامح رقيقة ، لكن غموضها أضفي عليها طابعا يبعدها عن القلوب ولا يقربها ، كان لها رفاق بالطبع لكنهم كانوا رفاق ضراء لا سراء ، كل مهمتهم أن يوسعوا الصغيرة سخرية ، وأن يتهكموا عليها بكل ما أوتوا من قوة ، تنمر الأطفال الذي لا يدانيه في وحشيته وقسوته شيء .. وبدورها كانت " ماري " الصغيرة أكثر تنمرا وقسوة من رفاقها المشاكسين ، بيد أن الأمر كان مختلفا بالنسبة إليها ، كان الأطفال يكتفون بإلقاء الكلمات اللاذعة ،والسخريات المريرة ، والتعريض ببقع البول التي تلوث ملاءة السرير ، نشرتها أم " ماري " علنا ،معرضة بابنتها التي ( تفعلها ) في فراشها حتى الآن ، وربما تمادوا حتى مرحلة الإيذاء البدني البسيط ، رمي حجر أو قطعة حصى ، أو دس كسرات الزجاج الحادة في طريقها لكي تؤذيها ، كلمات جارحة وأفعال مؤذية ، لكنها لا تزال في مستوي ( الأفعال الطفولية ) ، مهما بلغت قسوتها ...

لويز بيت، دوقة الموت : السفاحة المبتسمة ! Louise Peete: Duchess of Death

  لويز بيت .. بدموعها خدعت قضاة ومحلفين ومحققين ! النشأة الأولي : سرقة وعهر : جنوح مبكر ! جاءت " لوفي لويز بريسلار إلي الحياة في يوم 20 سبتمبر 1880 ، في مدينة " بينفيل " بولاية لويزيانا الأمريكية لأب ثري يعمل ناشرا ولديه صحيفة خاصة .. وقد كان والداها مثقفين ومن الطراز المثالي ، ولكن الفتاة التي ألٌحقت بمدرسة خاصة في ( نيوأورليانز ) قد تم طردها من المدرسة وهي بعمر الخامسة عشرة لسببين هما : السرقة وسلوك مسلك غير أخلاقي .. فقد كانت الفتاة المثقفة الثرية تمتهن البغاء في أوقات الفراغ ! جنوح مبكر وعجيب وغير مبرر إطلاقا . وكانت " لويز " غاوية للرجال فلم تستطع أن تبقي بدونهم طويلا ، وعندما وصلت إلي سن الثالثة والعشرين ، أي في عام 1903 ، تزوجت من بائع متجول يدعي " هنري بوسلي " ، وبقيا معها ثلاث سنوات ، انتهت بأن أطلق الزوج النار على رأسه ! والسبب أنه وجد زوجته المصونة برفقة رجل آخر في الفراش ، فلما واجهها كلمته ببرود وسماجة ، وثبت أنها لا تشعر إطلاقا بجريمة الخيانة التي ارتكبتها .. وأمام برودها أحترق الزوج داخليا فلم يجد حلا يريحه سوي الانتحار ...

الهفوة التي قضت على 22 مليون إنسان .. كيف أدي عناد رجل واحد إلي تحطيم العالم !!

  بعضُ الأخطاء التي وقعت كانت قدريةً بنسبة مائة في المائة, لم تكن ناجمة عن غباء أو خطأ في الإدراك لدى مقترفها, بل بشكل كامل هو تدبيرٌ من فعْل القضاء والقدر, وفي حالات معينة يكون هذا الخطأ سببًا ليس في دمارِ حياة إنسان ما وحسب, بل ربما- ولا سيَّما في حالتنا هذه- قد يكون سببًا في خراب العالم وتدمير حياة الملايين من الناس الأبرياء! أشهرُ هذه الأخطاء القدرية الصِّرفة هو الغلطة التي وقع فيها وليُّ عهد النمسا والمجر, الأميرُ المكروه الذي يتميز بالصَّلافة والغطرسة, وليّ العهد الذي وصلت إليه معضلةُ الوراثة دون انتظار, ولسبب جريمة غامضة وحادثة شهيرة حدثت لمن كان وريثًا شرعيًّا ومؤكدًا لعرش هذه الإمبراطورية, التي لم تعمِّر طويلًا, وحفل تاريخها بالمآسي والرزايا, واستكمالًا لتربُّص القدر بمملكة النمسا والمجر, وصلَ وليُّ العهد, الأرشيدوق "فرانز فرديناند" Archduke Franz Ferdinand 50 عامًا, وزوجته الأميرة "صوفي" Sophie , 46 عامًا, يوم 28 يونيو عام 1914م, إلى مدينة سراييفو, العاصمة الرسمية لإقليم البوسنة والهرسك, الذي كانت إمبراطورية النمسا تضع يدَها عليه, بمعنى أنَّ الزيارة كانت ...

الرجل الذي حول زوجته إلي نقانق !

  "لويزا بيكنيز"   Louisa Bicknese هي امرأةٌ أمريكية سيئةُ الحظ, في البداية بدَا وكأنها أكثرُ النساء حظًّا في العالم؛ إذْ تزوَّجت برجل مهاجر, ألماني الأصل, ورجلِ أعمال ثري, يملك أكبرَ مصنع للنقانق في شيكاغو. كان الزوج يدْعى "أدولف لوتجيرت" Adolph Louis Luetgert , وكان أرملَ معَ طفلين, تزوَّجته "لويزا" عام 1878م, وعاشا معًا حتى عام 1897م, حيث رزقَا بأربعة أطفال. كان للسيد "لوتجيرت" مصنعٌ شهير للنقانق, ولُقِّب بملك النقانق, لكن طباعه كانت سيئةً إلى حدٍّ ما, فقد كان عنيفًا تجاه زوجته, كما شوهِد ذاتَ مرَّة وهو يطاردها حاملًا مسدسًا. لكن على أي حال, ففي أوَّل أيام شهرِ مايو من ذلك العام خرجتِ الزوجة لزيارةِ أختها, وقال الأبُ ذلك لأطفاله حينما سألوا عنْ والدتهم في اليوم التّالي, غير أنَّ "لويزا" لم تعدْ من زيارة أختها مطلقًا. بدأتِ الشكوك والتساؤلات, ولاحقًا قامَ شقيق الزوجة المفقودة بالإبلاغ عن فقدانها. ثمَّ ظهرت أدلةٌ مقلقة حول تورُّط الزوج في مصاعبَ مالية, وعلاقته بأرملةٍ ثرية, مما دفع البعضَ إلى الاعتقاد بأنه تخلص من زوجته ليتزوَّج الأرم...

القضية الغريبة ل " آلان روبيشو" ! The Mysterious Death of Allen Robicheaux

  بالرغم من أنَّ قصتنا هذه المرَّة لا تتضمن جريمةً بالمعنى المعروف, أي عدوان أو أذى من نوع ما يوقعه شخصٌ بشخص آخر؛ فإنها تضمَّنت لغزًا مروِّعًا احتاج لعشرين عامًا كاملة ليتم حلُّه, وتدميرًا لأسرة, وحياة بائسة لامرأة مسنَّة قضت نحبَها وهي لا تعرف أين زوجها, أو ماذا حصل له؟! إنَّ قضايا الاختفاء الغامض كثيرة, وتقريبًا تبدأ كلها بنفس الطريقة؛ يعود شخص ما إلى المنزل ليجد أحد أقاربه وقد اختفى, أو يخرج أحدهم في رحلة عملٍ أو نزهة ثمَّ ينقطع أثره, ولا يعرف أحدٌ أين ذهب. كان الشخص الذي اكتشفَ حالة الاختفاء هذه المرة هي الزوجة "لوسي ماي", سيدة في السبعينيات, تعيشُ في منزل بشارع فرانكلين/ جريتنا/ لوس أنجلوس, وكان من الواجب أن يكون زوجها "آلن روبيشو" Allen P. Robicheaux موجودًا بانتظارها يوم 15 ديسمبر 1973م عند عودتها من زيارة عائلية, لكنه لم يكن كذلك. انتظرت المرأة عودةَ زوجها لكنه لم يعدْ, لا في هذا اليوم, ولا فيما تلاه من أيام, فأينَ يمكن أن يكون الرجل ذو الثلاثة والسبعين عامًا قد اختفى؟! لم تكن هناك دلائلُ على حصول عنفٍ في المنزل, لا مذكرات تقول إنَّه ينوي مغادرة البيت لبضع...