هبطت على السلم وهي لا تكاد ترى الطريق ولا درجات
السلم المصفوفة تنازليًا أمامها.. كانت عيناها شاخصتان تحدقان في مجهول، مجهول
تراه ولا يراه غيرها.. إنها ترى عمرها الذي انقضى، وهو قليل بميزان الزمن والبشر،
وعمرها الآتي الذي يهل مقبلًا من بعيد، وهي لا تعرف عدده ولا حصره.. لكنها تعرف
شيئًا واحدًا، أنه ليس لديها استعداد أن تعيشه وهي تبرر نفسها، وتختلق الأعذار،
وتقبل الدنية في نفسها، وتعيش نهبًا لسوء الظن، ولرجل يفرض تنازلاته الخيالية
عليها، ويظن أنه يحسن إليها إذ يقبلها بعد ما (حدث) لها، حبيب يرفض أن يقف بجانبها
في أدق لحظاتها وأكثرها صعوبة، ويريد أن يمد يديه، هو وأمه وأهله وأهلها تحت
ثيابها؛ لينقبوا عن الشيء الأهم والأكثر قيمة عندهم.. حصروا وجودها في شيء صغير
تمتلكه ملايين غيرها، وتفتقده ملايين أخريات، وجعلوه مدار وجودها وسببًا من أسباب
بقائها.. إنها تدرك الآن وتفهم، بعدما جرى أمامها بأعلى، بعدما رأت أمًّا محمولة
ميتة، وقد فارقت الحياة منبوذة وقد فقدت حياتها وأولادها وزوجها وتحطمت أسرتها،
وفقدت الرغبة في البقاء والعيش والاستمرار، تفهم وتدرك كيف يفكر خطيبها، وما يدور
بخلده تحديدًا.. إن الحب يصنع هالة زائفة حول المحبوب، خاصة المحبوبة التي تتخذ
شكل آلهة الطهر والإخلاص والنقاء.. يرفع الرجل حبيبته إلى منزلة الآلهة، إلى منزلة
المرأة السماوية المجردة من شهوات الأرض وأهوائها، يسبغ عليها صفات علوية ويعتبر
سائر نساء الأرض من أهل الأرض، بينما حبيبته وحدها من أهل السماء، فقاعة زائفة
تنفجر وتتلاشى حينما ينالها لأول مرة، بزواج أو بدون زواج، يتغير داخله شيء ويتبدل
لون حبه لها، إنه يكتشف أن حبيبته ليست إلا زوجًا من الأفخاذ وثديين وجذع وساقين
ورحم.. تهوي صورتها من عل، ويبدأ ينظر إليها بمنظار جديد.. صورة الأم المقدسة
المختلطة بخيالات الشعراء السابحين في الوديان، الباحثين عن أجداث حبيباتهم ليموتوا
فوقها، تنهار وتتفكك وتتلاشى.. ثم ترتفع في السماء كسحابة غبار وتنطلق كل ذرة في
طريقها.. وتستمر الصورة تبهت وتزول مع استمرار العشرة ودوام الحياة ومخالطة
الزوجين في كل الأوضاع.. لذلك كثيرًا ما لا يصمد حب ما قبل الزواج إلى ما بعده؛
لأنه حب مبني على تصور خيالي، على صورة رمزية.. لكن الأمر يزدوج ويتعقد ويصبح أكثر
خطورة في حالة سقطت الفتاة بين يدي محبوبها قبل أو بدون زواج.. إنها تحطم أيقونة
في داخله وتعلن له أن آلهته الوثنية ليست إلا وهمًا.. إنها مجرد امرأة، فتاة، تملك
كل ما تملكه الأخريات، وتفتقد كل ما يفتقدنه.. الفتاة التي تعطي نفسها لمن تحب
بدون زواج تجعل خطًا مستقيمًا داخله يتعرج وينحني.. كراهية الشاب لها بعد ذلك
ونفوره منه يكون شبيهًا بنفور المؤمن من عالم يثبت له ببرهان قطعي أن إلهه الذي
يعبده ليس إلا وهمًا وخيالًا.. إن المؤمن يكره الملحد لأنه يحطم ثابتًا داخله
ويزحزحه.. وكذلك يفعل الرجل مع المرأة التي أحبها ومنحته نفسها بدون قيد رسمي..
يكفر بها وبحبه له، ويعرف أنه واهم، وأنه لم يحب إلا امرأة عادية.. امرأة لا يمكن
الحصول عليها بعقد زواج رسمي وحسب.. بل أيضًا بلا عقود ولا عهود مكتوبة!
هذا
تفكيره في حالة إذا كان الخطأ معه وبين يديه، فما بالها لو كان يشك أنه اعتُدي
عليها من رجل آخر، رجل غريب، لامس جسدها وكشف لحمها ومزق ثيابها، وجعلها جارية
لأهوائه ولو لمجرد لحظة واحدة عابرة من الزمان.. ليس بوسعه أن يغفر أو ينسى لحظة
كتلك!
كانت
ستتقبل طريقة تفكير كتلك لو كان "حسين" زوجًا افتراضيًا وخطيبًا عرفته
على كنبة الصالون، لكنه حبيبها وقد اختاره قلبها، ومرا بآلاف المواقف الصعبة
معًا.. خطيب عادي كان يمكنها أن ترد إليه شبكته وهداياه وتكسر وراءه مائة قلة
وتنساه قبل حلول الصباح.. لكنه حبيبها وحبة قلبها وانتقته بعينها وقلبها، فكيف يتخلى
عنها في لحظة كتلك، ولما يحاصرها بسوء ظنه، ويتركها فريسة ونهبًا لقرارات أمه
وتحرشات المنقبين عن عذريتها، والخائفين على شرفها لكن عليها هي لا!
ماذا
لو كانت قد اختطفت من الطريق العام، واغتصبت هل كان سيتخلى عنها ويبعدها ويتركها
بلا ألم ولا ندم؟!
إنها
تحبه نعم، وسوف تظل تحبه.. لكن من لا يقبلك في محنتك لا يستحق أن يشاركك لحظات
فرحك.. ولا أن تكون أنت سببًا في منحه لحظات من الفرح!
شعرت
بقوة مفاجئة تسري في عروقها، ففتحت حقيبتها بهدوء وأخرجت هاتفها المحمول، كان مطفأ
فشغلته وانتظرت حتى انتهى تحميل البيانات.. أضاءت شاشته في وجهها وانعكس الضوء على
قسمات وجهها وقد تجمدت، أصبحت ملامحها مرسومة على وجهها كدائرة مرسومة بالطبشور
على الأرض، جامدة خاوية من الحياة، ضعيفة يمكن إزالتها بجرة خرقة أو قدم تعبر
فوقها، لكنها تزول بدون أن تتألم أو تصرخ.. تذهب في هدوء، وتختفي غير مخلفة أثرًا،
لكن يكفيها فخرًا أنها قوية لا تستنجد بأحد، ولا تملأ الدنيا صراخًا وعويلًا مثلما
يفعل البشر!
أغمضت
عينيها للحظة، وتنفست بعمق، كانت تشعر بالحرية تسري في أعطافها، وبالقوة تصعد إلى
قلبها ومراكز عقلها.. راجعت قائمة مكالمتها الواردة الأخيرة، كان اسم "حسين"
هو أول اسم فيها.. ضغطت زر الطلب دون تردد، وفي أقل من لحظة وجدته يرد.. سمعت صوته
حزينًا مكسورًا يقول لها دون مقدمات:
-
كنت بحاول أكلمك من بدري تليفونك كان مقفول.. عايزك ضروري!
ردت
عليه بهدوء:
-
أنا اللي عايزاك!
-
أجيلك البيت ولا أنت في الشغل!
ردت
عليه بملامحها المتصلبة:
-
لا ده ولا ده.. تعالى في شارع (عبدالمنعم رياض) عند نمرة (9) هتلاقيني منتظراك
تحت!
اعترته
دهشة عارمة وهتف متسائلًا بقلق:
-
ليه يا "بتول" هنعمل إيه هناك؟!
ردت
عليه بحسم قبل أن تغلق الهاتف وتنهي الاتصال دون سلام ولا كلام إضافي:
-
هتعرف لما تيجي.. متتأخرش!
انتهت..
ثم تحركت إلى وسط الشارع وأوقفت سيارة تاكسي وأملت للسائق نفس العنوان الذي أعطته
لـ "حسين" منذ دقيقة!
...
نزل
من التاكسي ليجد نفسه في شارع مزدحم.. كان هذا وقت الذروة والسيارات تندفع في
الاتجاهين.. وبالمثل كانت الأفكار تندفع في الاتجاهين في داخل رأسه.. إنه حائر
مبلبل مرتبك، لقد غادرت أمه المنزل ليلة أن ذهب يحاول إقناع أهل "بتول"
بتزويجه إياها بدون حضور عائلته، ذهبت إلى بيت خالته في (الصف)، مهددة بعدم العودة
في حالة نفذ ولدها ما يضمره وأدخل عليها هذه الفتاة (رد السجون) عروسًا في بيتها!
كانت
أمه متشددة جدًا وقد رفضت كل الحلول الوسط التي عرضها عليها، بل إنها لم تتورع عن
التشهير بخطيبته أمام أختها وزوجها الغريب، وأولادها الذين لا يكاد يعرفهم أو
يعرفونه، قالت له متحدية بعناد:
-
أُمال لما هي سليمة مش عايزة تكشف ليه؟! والله البت دي ما مظبوطة ولا عدلة.. دي
شمال!
كانت
تلك أول مرة تستخدم امرأة كأمه مصطلح (شمال)، الذي يطلقه جيله من الشباب والأجيال
الأصغر، على كل بنت لا يعجبهم سلوكها، أو كل بنت ترفض تودد شاب لها، أو تسير
برأسها رافضة وصاية أهله وأهل الحي وأهل المدينة كلهم عليها.. ابتسمت خالة
"حسين" وقالت ملمحة إلى شيء فهمه الشاب على الفور:
-
والله أمك عندها حق! ما كنا بنات لا عمرنا نزلنا مظاهرات ولا دخلنا أقسام ولا حد
شاف كعب رجلنا.. هو في أحسن من البنت اللي قاعدة في بيتها كافية خيرها شرها لا حد
يجيب في سيرتها ولا تجيب في سيرة حد!
وفي
تلك اللحظة، وكأنها مصادفة كونية، دخلت ابنة الخالة، التي حصلت على دبلوم الزراعة،
وجلست في البيت تنتظر العريس لتقدم لهم (الساقع) وهي تبتسم بخفر وحياء!
رمقتها
الخالة بإعجاب ورفعت حاجبيها قائلة في خبث نسائي مكشوف وساذج جدًا:
-
آدي البنات اللي الواحد يأتمنها على عرضه! مش اللي دايرة على حل شعرها وعاملة
نفسها راجل!
وقف
كلام الأم في حلق "حسين" وشعر أنه سيختنق، فقد فهم من كلامها أنها لم
تقرر فقط الوقوف في طريق إتمام زواجه من "بتول"، بل إنها تخطط لشيء آخر
ولن تني عن الزن على رأسه وتسويد عيشه حتى
يحقق لها ما تريد!
استأذن
منصرفًا بسرعة.. وقد قرر أن يحسم الأمر- اليوم وليس غدًا- مع حبيبته!
لكنها
كانت أسرع منه.. وقد قررت أن تتخذ هي زمام المبادرة في تلك المرة!
...
حينما
نزل على الناصية اليمنى من الشارع لم يجد "بتول" تنتظره كما أخبرته..
تلفت حوله وقد خطر له أنها ربما كانت تسخر منه، وتدبر له مقلبًا سخيفًا.. ثم سمع
صوتًا ينادي اسمه.. كان الصوت صادرًا من أعلى فرفع رأسه غريزيًا ليجد خطيبته تطل
عليه من الدور الثاني لعمارة كبيرة فاخرة البناء.. لم يعرف لماذا أحضرته إلى هنا،
ولا لأي هدف.. كانت تلك أول مرة يزور هذا العنوان، ولا يعرف أحدًا فيه.. خطر له أن
الفتاة تستدرجه لتحدثه بعيدًا عن أبويها وأمه.. لكن ماذا جاء بها إلى هنا ولماذا
هنا تحديدًا؟!
هل
جاءت وحدها أم معها أحد؟!
ارتجف
حينما ضبط نفسه يفكر فيها بتلك الطريقة، وشعر بالعار، ثم انتبه إلى أن واجهة
العمارة مملوءة بيافطات كبيرة معظمها تحمل أسماء أطباء مختلفي التخصصات.. أنف وأذن
وحنجرة، قلب، أوعية دموية، جلدية وتناسلية، أورام، نساء وولادة!
تعجب
من الأمر.. فهل تكون "بتول" مريضة وتخفي الأمر عن أهلها؟!
فجأة
وجدها أمامه، كانت عيناها متورمتان قليلًا ووجهها محمر صاخب، لكنها صلبة باردة
وحادة النظرات.. هم بأن يسلم عليها ويسألها عما تفعله هنا، لكنها عاجلته ببرود
قائلة:
-
تعالى ورايا!
نظر
إليها مندهشًا ولم يتحرك من مكانه.. لكنها مدت يدها وجذبته خلفها.. ثم دخلا معًا
إلى العمارة الفخمة.. واستقلا المصعد إلى الدور الثاني!
...
وجد
نفسه معها في عيادة نساء وتوليد شبه شاغرة.. كانت هناك تمرجية تجفف الأرضية، التي
انتهت من مسحها لتوها، وممرضة ترتدي ملابس بيضاء وحجاب صغير أنيق مربوط حول رقبتها
تجلس إلى مكتب مصقول نظيف تتكدس فوقه الأوراق.. هتفت حينما وقعت عيناها على
"بتول" مشيرة نحو الغرفة التي توجد على جدارها لافتة صغيرة بحروف بارزة
عليها اسم الطبيبة:
-
اتفضلي يا آنسة "بتول"!
التفتت
"بتول" خلفها ونظرت إلى "حسين" وكأنها لا تراه وقالت له آمرة:
-
استناني هنا!
دخلت
غرفة الكشف وأغلقت خلفها الباب.. ولم تكد تمضي عشر دقائق، قضاها "حسين"
جالسًا على خازوق من نار، حتى خرجت ووجهها هادئ ثابت الملامح.. لم يتغير فيها شيء
لكنها وجهت إلى "حسين" أمرًا نافذًا قائلة:
-
الدكتورة عايزاك!
رفع
حاجبيه مندهشًا وعجز عن الكلام وعن الحركة والتصرف.. لكن "بتول" دفعته
نحو غرفة الكشف وأدخلته.. ثم أغلقت خلفه الباب!
...
خرج
بعد ثلاث دقائق مطأطئ الرأس منكس الذقن ووجهه مسودًا.. كانت "بتول" قد
وقفت تنتظره بمجرد أن سمعت صوت دوران رتاج الباب، اقتربت منه بهدوء وألقت عليه
نظرة طويلة صامتة.. همهم بكلمة غامضة ثم ظهر صوته مضعضعًا وهو يقول:
-
"بتول" أنا والله..
همست
له وهي تضع أصبعها على شفتيها وقد لمعت عيناها وصار شكلها مرعبًا حقًا:
-
متتكلمش!
كانت
تمسك شيئًا تضم عليه أصابعها في اليد الأخرى.. فأمسكت يد "حسين"، الذي
كان كدمية مطاطية لا تستطيع الحركة ولا المقاومة ولا التحكم في أوصالها، تناولت
يده وفتحت كفه.. ألقت في كفه المفتوح شيئًا ثم ضغطت على أصابعه وأغلقت كفه عليه..
كان شيئًا دائريًا ثمينًا صغيرًا.. كان حلم خمس سنوات وانتظار ليالٍ طويلة، وشوق
للاجتماع بمن تحب والبقاء معه من الموت وحتى الموت.. كانت عاصفة صيف عاتية وقد
أطاحت بكل أحلام الربيع، وأوهام الخريف، وخيالات الشتاء الدافئة الكاذبة.. في صيف
واحد تكتشف أن حلم خمس سنوات باطل ولا طريق يوصل إليه.. ما أغرب الفصول وما أعجب
تقلباتها!
كانت
دبلة خطبتهما في كفه المضمومة الآن.. أملاكه رُدت إليه.. لكن "بتول"
نفسها كانت قد انفلتت من بين يديه ومضت.. مخلفة إياه واقفًا وحده وسط العيادة
الخاوية!
...
هرول
في الشارع باحثًا عنها.. كانت قد سبقته بعدة أمتار فأحد خطاه ليلحق بها.. كانت
تسير في هدوء وقد وضعت يدًا حول حقيبتها، بينما انطلقت الأخرى حرة تلامس وجهها
وطرحتها بحرص.. كانت تسير سيرًا حثيثًا بينما يجري هو، لكن لأنها انطلقت قبله فقد
كادت تصل إلى نهاية الشارع قبله.. ناداها مرتين فلم تستدر ولم تلفتت إليه.. خشي أن
يفقدها وأن تستقل تاكسيًا وتغيب عن بصره.. فضاعف من سرعته في الجري.. الغريب أنه
لم يكن قادرًا على اللحاق بها رغم ذلك.. فقد أخذت المسافة بينهما تتسع حتى أصبح
الشارع كله يفصل بينهما!
كانت
تسير أمامه مخفية وجهها عنه.. هادئة رزينة ثابتة لكنها لم تكن تدرك أنها تبكي وأن
الدموع تملأ عينيها!
كان
يناديها لكنها لم تكن تسمعه، دموعها كانت تحجب صوته عنها.. إنها تسمع طوال حياتها
أن الدموع تحجب الرؤية.. لكنها تعرف للمرة الأولى أن الدموع يمكن أن تحجب الصوت
والسمع أيضًا!
فجأة
انتبهت "بتول" لظاهرة غريبة.. أن الشمس تتقلص وتكاد تختفي عن عينيها..
الدنيا تغيم أمام وجهها ومدى الرؤية يتقلص!
من
المدهش والغريب أن تغيب الشمس الآن، أو أن يخفيها الضباب في هذا الجو الصحو
الصافي.. توقفت الفتاة مكانها ورفعت وجهها لتنظر إلى السماء مستطلعة هذه الظاهرة
الخارقة..
تطلعت
إلى السماء لكن ستارًا شفافًا كان يحجبها عنها.. تعجبت وأحاطت وجهها بكفيها ونظرت
ثانية وهي تسأل نفسها تاركة دموعها تسيل أخيرًا وتخلي سبيلها:
-
هي الشمس راحت فين؟!
ثم
واصلت طريقها وهي تفكر بأنها يجب أن تكتب قصتها يومًا ما.. ولسوف تبدأها بذلك المشهد
الغريب.. المشهد الذي احتجبت فيه الشمس عن عينيها في منتصف الظهيرة ولسوف تبحث
بإصرار ودون تهاون عن إجابة هذا السؤال الذي يطن في أذنيها الآن ويصدع رأسها!
"بتول"..
أين ذهبت الشمس؟!
ماذا
فعلوا بها؟!
تعليقات
إرسال تعليق