خمس دقائق كاملة مرت وهم يحاصرونها بنظراتهم.. جلسوا
بعد تبادل القبلات، وعبارات الترحيب، المحملة بقدر لا يستهان به من المداهنة
والنفاق، والتأكيد على فخر الأسرة وفرحتها بالنبي الذي زارها أخيرًا، وشرف في حجرة
الجلوس الخاصة بها، بينما يوشك الأنبياء كلهم أن يتقلقلوا في قبورهم اعتراضًا على
هذا النفاق المبالغ فيه.. جلست الحماة المستقبلية، باعتبار ما كاد يكون مرتين من
قبل، والمفترض أن يكون خلال شهور قليلة، بجوار زوجة ابنها على كنبة الصالون
العريضة المريحة.. أما العريس وأخوه وشقيق العروس الأكبر، الذي أيقظوه من نومه،
فجاء ناعسًا بالبيجاما وعيناه شبه مقفلتين، ووالد العروس فقد جلسوا صفًا واحدًا
على أربعة مقاعد متجاورة.. بينما جلست الأم وبجوارها ابنتها على مقعدين بالقرب من
الباب المفتوح، كانت الأم تخطط لأن تجلس مع ابنتها في أعماق الغرفة، تاركة صدارة
الجلسة، التي تبدأ من عند زاوية فرش الصالون بداية من الباب لزوجها ولبقية
الرجال.. لكنها عندما عادت و"بتول" في يدها وجدتهم قد اختاروا مجالسهم
على هذا النحو، فسلمت أمرها لله، وجلست رفقة ابنتها في هذا المكان الحيوي، ويبدو
أن القدر قد اختار أن يجعلها تهيمن على هذه الجلسة منذ بدايتها؛ لأنه سيكون لها
دور عظيم فيها!
سلطت
والدة "حسين" وزوجة ابنها الأكبر عينيهما على "بتول"، الجالسة
لصق أمها.. كانت المرأتان تنظران إليها بطريقتين متباينتين، وكل منهن لديها في
رأسها خواطر تختلف جذريًا عن خواطر الأخرى، وتصوراتها الخاصة بشأن البنت.. زوجة
الابن، التي سوف تصبح تبعًا للترتيب العائلي، عديلة لـ "بتول" وسوف
يقتسمان الأخوين والمنزل الكبير معًا، وسوف تتعاونان في كل شيء تقريبًا، أختان
مرشحة كل منهما لأن تكمل الأخرى، وتمدها ببعض صفاتها ومميزاتها، وهكذا كانت
"هند" تنظر إلى الفتاة، خطيبة أخو
زوجها، نظرة دهشة وغبطة وحسد وخوف ممتزجة كلها مع بعضها.. إنها من قبيلة
(الطيب أحسن)، وقد عاشت عمرها لا تفارق الخط المرسوم لها ولا تحيد عنه، تلهو
وتتقافز يمينًا ويسارًا، وتتلاعب حول نقطة الوصول، لكنها لا تزال، كقطار جاد،
ملتزمة بخطها الأساسي.. حياتها يمكن توقعها وتصورها ورسم كل تفاصيلها، حتى بدون أن
تربطك معرفة مباشرة بها، بل وتوقع نهايتها بدقة دون أن تقع سوى في خمسة أو ستة
أخطاء صغيرة، هي غالبًا أخطاء في صياغة الحدث لا في كيفية حدوثه، سوف تموت يومًا
بشعر أبيض كالقطن، وحولها أبناءها وبناتها وأحفادها، وتحظى بلقب (المرحومة الحاجة
فلانة)، ويظل الجميع يذكرها بخير، وأولادها يحرصون على زيارة قبرها في العيدين،
وربما في بعض المناسبات الأسرية الخاصة، حاملين الفاكهة والقرص لتفريقها- رحمة
ونور- على روحها، وإخراج صدقة العيد الصغير على روحها سنويًا، يحدث هذا لمدة عام
أو عامين، خمسة أعوام ربما.. ثم تبدأ زيارات الأبناء والأحفاد تتباعد، وتبدأ
المبررات وحجج الغياب في الظهور بقوة، وتشحب ذكراها في قلوبهم، ثم تموت ذكراها
وتلحق بها في قبرها.. وخلال عشرة أعوام- على أقصى تقدير- تكون قد ماتت الميتة
الثانية والأعظم.. ميتة الذكرى وزوال الذكريات، وتلاشي لحظاتها وصورتها من ذاكرة
من كانوا يعرفونها.. وتظل وحيدة مهجورة في قبرها، لا يصلها سوى دعاء يطلقه أحد
لروحها، حينما تأتي سيرتها عفو الخاطر في مجلس من مجالس السمر الرجالي، أو النميمة
النسائية، أو ترحم عابر أو صدقة مفاجئة يخرجها أحد باسمها، وتظل هكذا حتى يفتحون
عليها ليدفن ميت جديد بجوارها، حينئذ تعود العجلة إلى الدوران.. وعلى بدء يرجع ما
انتهى لعود من جديد!
ذلك
هو ملخص حياتها وأملها الأكبر هي، وقبيلة هائلة العدد من أمثالها منتشرة حول كل
مكان في العالم.. أن تعيش ثم تموت في هدوء.. لذلك كانت تشعر بمشاعر مختلطة وغريبة،
وهي تتطلع إلى الفتاة المرشحة لأن تكون معها، وتعاشرها معاشرة الإخوة عما قريب،
الفتاة التي خرجت لتصيح وتطلق الشعارات، وتقف في وجه رجال الأمن، والتي قُبض
عليها، وأحيطت بالقيود الحديدية، وحُملت في عربة الترحيلات المخيفة إلى قسم
الشرطة، والتي حقق معها رجال الشرطة، وربما وكيل نيابة أنيق له هيبة وعليه سيماء
الوقار، والتي اختفت يومين، ولم يعرف أحد أين هي وماذا حدث ويحدث معها، والتي ظهرت
من جديد، مثلما تظهر العفاريت في ليل البيوت المسكونة بعد تجربة مريرة.. وها هي
جالسة أمامها، بوجه أنثوي مزين بأناقة، وبثياب مهندمة، وببسمة تحتل شفتيها، وكأنها
عفريتة أو شيخة تملك قوى خارقة، وتحس أنها لا تملك إلا أن تنحني أمامها، طالبة
منها أن تسمح لها بأن تمس طرف ثوبها وتقبل يديها!
أما
الحماة فقد كانت خواطرها مختلفة تمامًا؛ ولذلك استغرقت فترة صمتها وقتًا أطول،
وبينما انفكت عقدة لسان زوجة ابنها، وأخذت تحادث "بتول" بل وتمازحها
بتهذيب أيضًا، ظلت الحماة صامتة تراقب، بعينين حادتين، تفاصيل عروس ابنها الثاني،
ورأسها مليء بأفكار تدور دورة محمومة حول بعضها وتكاد تتشابك بالأيدي وتأخذ بخناق
بعضها بعضًا!
لقد
كانت العروس لا تعجبها من مبدأ الأمر.. تلك الفتاة المشاغبة، العنيدة، التي نفذت
إرادتها على الجميع، وعصت أمر أبيها ورغبته، ورغبة خطيبها في أن تبقى بالبيت،
معززة مكرمة؛ لترعى بيتها وزوجها، وتنجب له الأولاد، وتطبخ وتغسل وتمسح وتكنس،
وتؤدي دورها كامرأة على أكمل وجه.. بدأتها بالعصيان والتمرد، ثم أكملت عليها بتلك
المصيبة التي حدثت لها، القبض عليها، وحبسها كالمشبوهين، والله وحده يعرف ماذا جرى
معها أثناء هذين اليومين اللذين اختفت خلالهما، ولا أين كانت، ولا ماذا فعل رجال
الأمن الغلاظ الشداد بها وبمن معها.. لو كانت رجلًا لغفرت لها كل ما تقدم من ذنبها وما تأخر كذلك، فالرجل
يواجه أخطارًا تخصه وحده في النهاية، يمكن أن يُضرب وأن يُسجن وأن يُعدم كذلك، لكن
كل ذلك يجري عليه وحده، حتى عاره يمكن التخلص منه بالتبرؤ منه ببساطة.. لكن عار
البنت يمس أهلها قبل أن يمسها، وما سميت البنت (عار) في الصعيد إلا لهذا السبب؛
لأن كل ما تفعله لا يمسها هي فقط، بل يمس أسرة كاملة، ورجال قد يضعون رؤوسهم في
الطين مدى الدهر من أجل فعلة بنت واحدة لا تساوي شيئًا!
إنها
لا تكره "بتول"، والحقيقة أنها لا تحبها أيضًا، خضعت لاختيار ولدها
بينما كانت تفضل أن تختار هي له مثلما اختارت لأخيه.. إن مواصفاتها الخاصة وشروطها
في زوجة ولدها لا تنطبق على تلك الفتاة، لكنها سكتت على مضض، ليست تلك بالبنت التي
تأتمنها على ولدها، أو على بيته، أو على تربية عياله.. إنها تريد لولدها عشًا
هادئًا يكون هو فيه السيد المطلق الآمر الناهي، والعش الهادئ لا تعمره برأيها، سوى
دجاجة طيبة، أو بطة بلدي على الأصح، تصلح لتعميره وملئه بالكتاكيت وتربيتها.. هذه
التي تجلس أمامها أنثى نسر، وليست بطة ولا دجاجة على الأرجح..
مالها
ومال الصحافة والمظاهرات وأمور الرجال هذه؟!
للبنت
في رأيها خط مستقيم لا يجب أن تحيد عنه، وإن حادت عنه فإما أنها فاجرة أو قادرة،
والاثنتان لا تصلحان زوجات ولا أمهات.. ربما تكون "بتول" زوجة مناسبة
لرجال العالم كلهم، إلا لولدها فهي تراه جديرًا بما هو أفضل منها.. عندما تختار الأم لابنتها زوجًا فإنها تختاره مناقضًا
لصورة زوجها، بينما تفضل لابنها زوجة تشبهها هي تمام الشبه، الغرور البارد للحموات
اللائي يعتقدن أن مواصفات العالم متوقفة على مواصفاتهن، وأن بنات العالم يجب أن
يكن صورة منهن.. إنها تريد لابنها بيتًا شبيهًا ببيت أخيه الهادئ، وببيتها هي قبل
وفاة زوجها، والمؤكد أن تلك الفتاة لا تشبه زوجة ابنها الهادئة المطيعة الوديعة،
التي لا رأي لها في شيء.. والمؤسف أنها- أي "بتول"- لا تشبه الحماة
أيضًا كثيرًا للأسف!
جلسوا
هناك يلفهم الحرج، وخواطر الحماة غير المحببة طغت على تفكيرها، وعقدت لسانها،
فجعلتها غير قادرة على مجاراة أم العروس أو العروس ذاتها، أو حتى زوجة ابنها نفسها
في الحديث.. تركتهن يتحدثن، بينما انشغل الرجال بحديث مختلف عن الأسعار والبنزين
والإشاعات، وندرة بعض السلع وغلاء المعيشة، وظلت هي تسلط نظراتها على الفتاة التي
جلست جلسة مهذبة.. لكن الحماة لم يفتها أن تلحظ النظرات الخفية والابتسامات
المتبادلة بين ابنها وبين خطيبته.. فجأة طفا مشهد غريب، وأخذ يبرز رويدًا رويدًا
من قاع عقل الحماة المظلم، ثم بدأت المياه تتساقط عنه وهو يسبح إلى أعلى، وتتضح
تفاصيله شيئًا فشيئًا.. مشهد مثير وغريب رأته منذ فترة لا تجيد حسابها قصرًا أو
طولًا، لكنه لا زال ملتصقًا جيدًا بجدران جمجمتها.. وسهل عليها أن تستعيده بيسر
متى أرادت؛ لأن تفاصيله أصلًا قليلة جدًا، ويصعب جدًا نسيانها أو اختلاطها بتفاصيل
مشاهد أخرى مماثلة، كان مشهد فتاة تُجر على الأرض ونصفها الأعلى عاريًا تقريبًا،
ولا يسترها سوى حاملة الصدر فقط، بينما جذعها وضلوعها وبطنها عارية تمامًا، ونصفها
الأسفل مغطى ببنطال من الجينز الأزرق.. بينما عباءة مفتوحة مجرورة تحتها وقد
انفتحت كل أزرارها في مشهد مثير للذعر والهول!
إنها
البنت التي سمعتهم يطلقون عليها لقب (ست البنات).. الفتاة التي عراها رجال الأمن
في إحدى المظاهرات، وجرجروها على الأرض بثياب مفتوحة في فضيحة معلنة، ومشهد مخيف
حقًا لم يتصور أحد أبدًا أن يحدث في العلن.. يحدث في الخفاء نعم، بل وأكثر منه
كذلك، والجميع يعرفون ذلك، لكن في العلن فالجميع ينتفض للعرض المهدر والشرف
المنتهك.. المؤكد أننا في بلد يخشى أهلها الفضيحة العلنية، لكنهم لا يخشون أن
يكونوا سيئين وربما مجرمين طالما شملهم الله الرحيم بستره!
وكمصرية
مخضرمة أصيلة لم تلقِ أم "حسين" في وعيها أي لوم أو عتاب على الرجال
الأشاوس، الذين عروا فتاة وجرجروها على
الأرض، بل كان كل تفكيرها منصبًا على ماذا فعل أهل البنت بابنتهم
(الفاجرة)، التي ذهبت إلى مكان يوجد فيه رجال مستعدون لتعريتها وسحلها.. منطق
العبودية المتأصل الذي لا يلوم السيد على جلد عبده، بل يبحث عن مبرر أنيق خلاصته
أن العبد يستحق الجلد، فقد كان يحاول الهروب من أسر سيده، وبتلك النظرة الموغلة في
القدم والهمجية، بدأت تتطلع إلى عروس ابنها، التي تجلس بجوار أمها وتبادل الولد
النظرات بطريقة خفية خبيثة، بدت لها الفتاة وكأنها تغيرت تغيرًا كبيرًا منذ آخر
مرة رأتها فيها، خُيل إليها أن كل فعل وكل حركة، وكل نظرة تخرج من البنت محملة
بخبرة ودهاء فتاة تمرمطت في أقسام البوليس، وخضعت لأيدي المحققين.. فتاة (رد
سجون)، سيقت بأيدي رجال الأمن، وتعرضت للتعنيف وربما الضرب والتعذيب.. وربما ما هو
أكثر!
ارتجف
قلب الحماة عند تلك النقطة واسود وجهها، التفتت بكامل جسدها إلى "بتول"،
وأخذت تتأملها بصراحة وفجاجة، غير ملقية بالًا لأي ممن يوجدون حولها، لا ابنها ولا
أهل البنت نفسها، وخواطر كثيرة تدور في رأسها..
تداعت ذكريات أكثر وأكثر إلى رأسها، الذي بدا
وكأنه لا يحتفظ إلا بأنباء السوء، وبدأت كلمات كثيرة تختلط وتصرخ وتمتزج داخل
رأسها:
ضرب..
سحل..
تعرية..
سجن..
حبس..
متحرشين..
كشوف..
وعذرية!
ارتجفت
بقوة عند تلك النقطة، ولمع لون أسود شرير على ملامحها، التي تغيرت تغيرًا حادًا
مفاجئًا تمامًا..
كانت
"بتول"، في تلك اللحظة، منخرطة في حديث ودي مع "هند"، التي
انتقلت لتجلس بجوارها وبجوار أمها، وكل منهما تعرض طلاء أظافرها على الأخرى،
وتتأمل أظافر الثانية، وتبتسم معبرة عن إعجابها باللون الذي تغطي به أظافرها،
ومتسائلة عن اسم الماركة التي تستخدمها الأخرى، وعما إذا كانت تساعد على حماية
الأظافر، أم تعمل على إضعافها وتقصفها!
لكن
"بتول" في وسط الكلام انتبهت لنظرات حماتها المستقبلية النارية المسلطة
عليها، دهشت كثيرًا لأن المرأة تنظر إليها بتلك الطريقة الصريحة، دون أن تبذل حتى
جهدًا لمواربة نظراتها، وإخفاء طريقتها الفجة في النظر.. أم "بتول"
بدورها كانت واعية بحرب النظرات التي كانت تدور بين ابنتها وبين والدة
"حسين".. وقد غاص قلبها حينما وجدت المرأة تنظر إلى ابنتها بتلك
الطريقة!
فجأة
وقفت أم "حسين"، ولفت طرحتها جيدًا حول رأسها ورقبتها، وهتفت بصوت حازم
حاد بعض الشيء:
-
نفوتكم بعافية بقى يا جماعة.. نسيب البنية ترتاح!
نهض
"حسين" ، وتبعه أخوه، وعلى وجهه علامات الدهشة الكاملة، ببنما وقفت
"هند" لوقوف زوجها وأخيه وحماتها، وراحت تنظر بتعجب نحو حماتها،
والد
"بتول" وأخوها قاما بدورهما، وتبعتهما البنت.. أما الأم فقد ظلت جالسة
وحدها تنظر إلى الجميع وعلى وجهها كدر وغبرة!
قال
والد "بتول" متلعثمًا:
-
ما لسه بدري يا ست الحاجة.. ده إحنا بعتنا نجيب العشا والحلو!
بصلف
وقلة ذوق واضحة ردت الحماة، وهي تسحب زوجة ابنها نحوها من ذراعها:
-
عشاكم وصل يا حاج.. مرة تانية بقى عشان مش عاملين حسابنا نطولوا بره!
أخيرًا
قال "حسين" متوترًا:
-
خلينا شوية يا ماما.. لسه بنتكلم أنا وعمي في شوية حاجات!
سلطت
عليه الأم نظرة مروعة، وقالت بغيظ مستتر:
-
مرة تانية يا ضنا أمك.. نروحوا نشوفوا حالنا..
ثم
ركزت أنظارها على "بتول"، وهي تكمل ببرود:
-
وأهو نسيبوا بنت الناس ترتاح، كبدي عليها اللي شافته محدش شافه.. تلاقيها يا عيني
مش ناسية اللي عملوه فيها جوه!
ارتج
على والد "بتول"، ولم يفهم تلميح أم خطيب ابنته، بينما نهضت زوجته، التي
ظلت جالسة حتى اللحظة، وردت على برود أم خطيب ابنتها ببرود مماثل قائلة:
-
محدش عمل حاجة في بنتنا يا حاجة.. دول بس قرروهم وخدوا منهم كلمتين، وحبسوا البنات
مع بعض عشان يحرموا يعملوا كده تاني!
ردت
أم "حسين" فورًا، وكأن إجابتها معدة وحاضرة:
-
طيب يا أختي، الحمد لله، غمة وانزاحت.. على سلامتها يا أختي.. على سلامتها!
لكن
نبرة السخرية في كلام المرأة لم تفت أذني أم "بتول"، فقالت وهي تسير
خلفهم إلى الخارج:
-
سالمة يا حبيبتي إن شاء الله وزي الفل.. عقبال ما نفرح بليلتهم يا رب!
أمن
"حسين" على دعاء والدة خطيبته وحبيبته جهرًا، فتورد وجه
"بتول" خجلًا وفرحًا، بينما قالت الحماة ملقية بآخر كلماتها التي تحرق
الدم هذه الليلة:
-
إن شاء الله يا حبيبتي، عن قريب إن شاء الله.. كله بأوانه يا أختي.. كله بأوانه!
خرجوا
أخيرًا من باب الشقة، بينما همت "بتول" بأن تتبعهم لتودع خطيبها، لكن
أمها أمسكتها من ذراعها وأخرتها قليلًا.. ثم تصدرت هي أمام الباب لتسلم على
"حسين" وأسرته، قبل أن ينصرفوا.. وتقوم الأم بإغلاق الباب خلفهم بصمت..
وقد
فهمت كل شيء يدور حولها جيدًا!
تعليقات
إرسال تعليق