التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مَن قتل قطّة هوليوود الشَّقراء؟! who killed marilyn monroe

 

إنَّها أشهر وجْه سينمائي في تاريخ هوليوود, وربما في تاريخ السينما العالمية كله, الشقراء الجميلة, صاحبة الطلة المليحة والقسمات المنمَّقة والتقاسيم المميزة. حقَّقت شهرتها الكبيرة في سنٍّ مبكر, وتحولت من "نورما جين" الفتاة التي تربَّت في الملاجئ وبيوت الأسر الغريبة, وعاشت عمرًا على الخبز البالي, الذي كان يُشتري بالكيس من المخابز المحيطة بمنزلها, المشحون بالفقرِ والغضب والحرمان؛ إلى "مارلين مونرو", المرأة التي يتنافس عليها أهمُّ وأشهر الرجال في العالم.
غير أنَّ الصورة الحقيقية لم تكن بهذا المستوى من البريق والسعادة, فقد كانت "مارلين" امرأة تعيسة في الحب, ولعلَّ أشهرَ تعاسة في حياتها تلك التي تسبب لها فيها عشيقها السري "ج ف كينيدي", الرئيس الأمريكي الموقر, الذي لم يمانع أبدًا في اقتسامها مع أخيه المدلل "روبرت" المعروف بلقب "بوبي كينيدي"!
الحقيقة أنَّ "مارلين" كانت سيدةً لا تجيد اختيار الرجال الذين تصدِّقهم, وتقع في هواهم, وتمخض عن ذلك تعاسةٌ عظمى انتهت بها مُلقاة في فراشها عاريةً وحيدة في الظلام, ميتة, وهي في السادسة والثلاثين من عمرها وحسب, وسببُ موتها غير معروف ومتنازع عليه!
موتُ "مارلين", الذي اعتبر دائمًا انتحارًا بجرعة زائدة من الباربيتورات  Barbiturate, كان لغزًا في حد ذاته, إذ إنَّه لم تكن هناك علاماتٌ على نيتها للانتحار, ولم تترك مذكرة توحي برغبتها في ذلك. ثانيًا كان التشخيص الخاصُّ بطريقة الانتحار يفترض أنها تعاطتْ جرعات مُفرطة من أدوية تؤخذ بالفم, بفحص جهازها الهضمي لم يكنْ هناك أثرلإ لجرعات زائدة من أي مكون دوائي أو كيميائي!
الكارثة أنَّ "مارلين" كانت من بين الأشخاص الذين لا يستطيعون ابتلاعَ الحبوب أو الكبسولات بسهولة؛ عسر البلع, ولذلك فإنَّ فكرة إقدامها على تعاطي جرعات أدوية عن طريق الفم تكاد تكون مستحيلة, مع مراعاةِ خلوِّ الجهاز الهضمي من آثارِ الأدوية, برغم ذلك وجدت آثارٌ دوائية في الأمعاء الغليظة, مما يعني أن الجرعةَ المميتة أعطيت لها عن طريق الشرج, وجدت أيضًا كدمةٌ واضحة على ظهرها, وبرغم الدلائل المحيرة لم يتمّ عملُ اختبارات لكشف السموم على جثتها!
إنَّ العثور على جثة "مارلين" نفسه مليء بالشكوك والنقاط الغامضة, فقد وجدتها مدبرة منزلها Eunice Murray في الثالثة والنصف من صباح يوم الأحد 5 أغسطس 1962م ملقاة فوق سريرها, وتبدو في حالة مخيفة. وصلت مجموعة أخري من الأشخاص، واسْتُدعي طبيب أكد أنها ميتة, وبعدَ ساعة من اكتشاف الجثة تم إبلاغُ شرطة لوس أنجلوس, لكن ماذا حدث حقًّا في ليلة مصرع الممثلة الشهيرة؟!
المعروف أنَّ الشقراء المحبوبة كانت لديها شبكة علاقات واسعة ومريبة, شملت سياسيين ورجال عصابات أيضًا! مِن بين هؤلاء الأصدقاء المشبوهين "جيمي هوفا" و"سام جيانكانا" زعيم المافيا الشهير, وطبقًا لما نشره شقيقه "تشاك جيانكانا" Chuck Giancana في كتابه المثير والمهم: خداع مزدوج double cross, والذي نُشرت الطبعة الأولى منه عام 1992م, كانت "مارلين" قد أصبحت تهديدًا خطيرًا للأخوين "كينيدي" بسبب ثرثرتها الكثيرة, معَ توالي إصابتها بالانهيار العصبي والأزمات النفسية. كان الأخ الأكبر "جون" قد أصبح رئيسًا للولايات المتحدة منذ عام واحد. سيرة الحياة الشائنة لآل "كينيدي", الذين لم يتورعوا عن وضع أيديهم في أيدي المافيا لتحقيق أهدافهم, وعلاقاتهم المشبوهة, يجبُ محوها محوًا كاملًا, و"مارلين" الشقراء كانت في منتصفِ الملعب بين آل "كينيدي" بطموحاتهم ومخاوفهم على سلطاتهم, وبين حليفهم السابق وخصمهم الحالي "سام جيانكانا", الساخط بسبب خيانة "جون كينيدي" للعهد الذي بينهما, والذي جعل الأول يجند كلّ قواه لإنجاح الثاني في انتخابات الرئاسة الأمريكية وسباقها المحموم, وفقًا لرواية شقيق زعيم المافيا, الذي اغتيل بدوْره في عملية أمنية بعد عدة سنوات, قرَّر "سام" استغلالَ "مارلين" للإيقاع بالأخوين "كينيدي" معًا, فتسلَّل بعض رجاله إلى منزلها ليلة 4 أغسطس وقاموا بحقنها بجرعة من مادة كيميائية خاصة, تعطى عن طريق الشَّرج على شكل تحاميل, وتسبِّب غيبوبة تليها الوفاة, وهي مادة تمَّ تركيبها بشكل خاص لأغراض الاغتيالات التي تنفِّذها المافيا, وقد اختيرت طريقةُ التحاميل لتجنُّب وجود ثقب حقنة على الجلد. دخلت الشقراء في غيبوبة, وتُركت لتموت, وغادرَ رجال "جيانكانا" بعد أن تأكدوا أن أدلة تورُّط الأخوين "كينيدي" في علاقة مع نجمةِ هوليوود المثيرة سوف تُكتشف حينما تأتي الشرطة لتحقق في حادث الوفاة الغامضة, لكن أمل زعيم المافيا خاب؛ لأنَّ شخصًا ما كان يراقب من الخارج, وبمجرَّد رحيل رجاله, اتَّصل بـ"بوبي كينيدي" لينبهه لما حصل, وجاءَ آخرون قاموا بإزالة كلّ الأدلة غير المرغوب فيها, ونظَّفوا مسرح الجريمة جيدًا قبيلَ وصول قوات شرطة لوس أنجلوس!
وطبقًا لهذه الرواية تكون "مارلين مونرو" قد راحت ضحية لعبة سياسية وتنافس بين رجال السياسة ورجال العصابات دون أن تكسب شيئًا في المقابل, ودون أن يتضرَّر أحد ممن قتلوها, أو مَن قاموا بالتغطية على حادثة قتلها الغامضة!
يظلُّ موت "مارلين مونرو" لغزًا, وتظلُّ قصة "تشاك جيانكانا" الأكثرَ قبولًا لأنه كان الرجل الأقرب لأن يعرف كلَّ شيء من فم الأفعى.. أي أخيه بنفسه !


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أكبر من أن يكون ملاكا !!

  لمعت نظرة مريبة في عينيها وهي تراقب الصغير يلهو أمامها ، لم تكن هي بدورها إلا صغيرة مثله ، طفلة لم تتعد أعوامها الإحدى عشرة ، ولم تقفز بعد فوق حاجز شرود الطفولة ونزق الطبيعة الثائرة ، التي تتمشي ف هوادة ، في العروق البارزة ، ملامح رقيقة ، لكن غموضها أضفي عليها طابعا يبعدها عن القلوب ولا يقربها ، كان لها رفاق بالطبع لكنهم كانوا رفاق ضراء لا سراء ، كل مهمتهم أن يوسعوا الصغيرة سخرية ، وأن يتهكموا عليها بكل ما أوتوا من قوة ، تنمر الأطفال الذي لا يدانيه في وحشيته وقسوته شيء .. وبدورها كانت " ماري " الصغيرة أكثر تنمرا وقسوة من رفاقها المشاكسين ، بيد أن الأمر كان مختلفا بالنسبة إليها ، كان الأطفال يكتفون بإلقاء الكلمات اللاذعة ،والسخريات المريرة ، والتعريض ببقع البول التي تلوث ملاءة السرير ، نشرتها أم " ماري " علنا ،معرضة بابنتها التي ( تفعلها ) في فراشها حتى الآن ، وربما تمادوا حتى مرحلة الإيذاء البدني البسيط ، رمي حجر أو قطعة حصى ، أو دس كسرات الزجاج الحادة في طريقها لكي تؤذيها ، كلمات جارحة وأفعال مؤذية ، لكنها لا تزال في مستوي ( الأفعال الطفولية ) ، مهما بلغت قسوتها ...

لويز بيت، دوقة الموت : السفاحة المبتسمة ! Louise Peete: Duchess of Death

  لويز بيت .. بدموعها خدعت قضاة ومحلفين ومحققين ! النشأة الأولي : سرقة وعهر : جنوح مبكر ! جاءت " لوفي لويز بريسلار إلي الحياة في يوم 20 سبتمبر 1880 ، في مدينة " بينفيل " بولاية لويزيانا الأمريكية لأب ثري يعمل ناشرا ولديه صحيفة خاصة .. وقد كان والداها مثقفين ومن الطراز المثالي ، ولكن الفتاة التي ألٌحقت بمدرسة خاصة في ( نيوأورليانز ) قد تم طردها من المدرسة وهي بعمر الخامسة عشرة لسببين هما : السرقة وسلوك مسلك غير أخلاقي .. فقد كانت الفتاة المثقفة الثرية تمتهن البغاء في أوقات الفراغ ! جنوح مبكر وعجيب وغير مبرر إطلاقا . وكانت " لويز " غاوية للرجال فلم تستطع أن تبقي بدونهم طويلا ، وعندما وصلت إلي سن الثالثة والعشرين ، أي في عام 1903 ، تزوجت من بائع متجول يدعي " هنري بوسلي " ، وبقيا معها ثلاث سنوات ، انتهت بأن أطلق الزوج النار على رأسه ! والسبب أنه وجد زوجته المصونة برفقة رجل آخر في الفراش ، فلما واجهها كلمته ببرود وسماجة ، وثبت أنها لا تشعر إطلاقا بجريمة الخيانة التي ارتكبتها .. وأمام برودها أحترق الزوج داخليا فلم يجد حلا يريحه سوي الانتحار ...

الهفوة التي قضت على 22 مليون إنسان .. كيف أدي عناد رجل واحد إلي تحطيم العالم !!

  بعضُ الأخطاء التي وقعت كانت قدريةً بنسبة مائة في المائة, لم تكن ناجمة عن غباء أو خطأ في الإدراك لدى مقترفها, بل بشكل كامل هو تدبيرٌ من فعْل القضاء والقدر, وفي حالات معينة يكون هذا الخطأ سببًا ليس في دمارِ حياة إنسان ما وحسب, بل ربما- ولا سيَّما في حالتنا هذه- قد يكون سببًا في خراب العالم وتدمير حياة الملايين من الناس الأبرياء! أشهرُ هذه الأخطاء القدرية الصِّرفة هو الغلطة التي وقع فيها وليُّ عهد النمسا والمجر, الأميرُ المكروه الذي يتميز بالصَّلافة والغطرسة, وليّ العهد الذي وصلت إليه معضلةُ الوراثة دون انتظار, ولسبب جريمة غامضة وحادثة شهيرة حدثت لمن كان وريثًا شرعيًّا ومؤكدًا لعرش هذه الإمبراطورية, التي لم تعمِّر طويلًا, وحفل تاريخها بالمآسي والرزايا, واستكمالًا لتربُّص القدر بمملكة النمسا والمجر, وصلَ وليُّ العهد, الأرشيدوق "فرانز فرديناند" Archduke Franz Ferdinand 50 عامًا, وزوجته الأميرة "صوفي" Sophie , 46 عامًا, يوم 28 يونيو عام 1914م, إلى مدينة سراييفو, العاصمة الرسمية لإقليم البوسنة والهرسك, الذي كانت إمبراطورية النمسا تضع يدَها عليه, بمعنى أنَّ الزيارة كانت ...

قضية " راشيل دوبكينز " The Murder of Rachel Dobkin.

  قضية قتل غريبة ومميزة اُرتكبت في خضم الحرب العالمية الثانية، والتي لم يتوقع أحد أن يتم الكشف عن مرتكبها نهائيا، بل ربما الجاني نفسه لم يتخيل أن القضية ستسجل كجريمة قتل عمد على الإطلاق . في البداية نقول أن الجاني كان ذكيا جدا، إذ أنتهز فرصة اشتداد الحرب العظمي الثانية، وازدياد عنف الغارات الألمانية على مدينة لندن، ليحاول اخفاء سر جريمته، التي أعتقد أنها يسوف تعتبر حالة وفاة ناجمة عن القصف الجوي، ولن تعلق به أية شبهة، تاريخيا تعرضت بريطانيا لسلسلة ممنهجة ومطردة من الغارات والهجمات الألمانية، التي ركزت جهودها على تدمير عاصمة الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، فبدأت القوات الجوية الألمانية من يوم 7 سبتمبر عام 1940 في قصف لندن في غارات منتظمة وكبيرة، مخلفة خسائر مهولة، وذلك تنفيذا لأوامر الفوهرر المتعلقة بذلك الأمر والتي صدرت قبلها بيوم واحد، وبلغ من عنف تلك الغارات وشدتها أنها تسببت فيما عرف بحريق لندن الثاني ( 29 ديسمبر 1940)، وقد بلغ من جسارة الألمان أنهم لم يتورعوا عن صب نيران طائراتهم على لندن حتى في وضح النهار، لكن وبداية من شهر نوفمبر 1940م أصبحت الغارات ليلية بشكل أساس...

الرجل الذي حول زوجته إلي نقانق !

  "لويزا بيكنيز"   Louisa Bicknese هي امرأةٌ أمريكية سيئةُ الحظ, في البداية بدَا وكأنها أكثرُ النساء حظًّا في العالم؛ إذْ تزوَّجت برجل مهاجر, ألماني الأصل, ورجلِ أعمال ثري, يملك أكبرَ مصنع للنقانق في شيكاغو. كان الزوج يدْعى "أدولف لوتجيرت" Adolph Louis Luetgert , وكان أرملَ معَ طفلين, تزوَّجته "لويزا" عام 1878م, وعاشا معًا حتى عام 1897م, حيث رزقَا بأربعة أطفال. كان للسيد "لوتجيرت" مصنعٌ شهير للنقانق, ولُقِّب بملك النقانق, لكن طباعه كانت سيئةً إلى حدٍّ ما, فقد كان عنيفًا تجاه زوجته, كما شوهِد ذاتَ مرَّة وهو يطاردها حاملًا مسدسًا. لكن على أي حال, ففي أوَّل أيام شهرِ مايو من ذلك العام خرجتِ الزوجة لزيارةِ أختها, وقال الأبُ ذلك لأطفاله حينما سألوا عنْ والدتهم في اليوم التّالي, غير أنَّ "لويزا" لم تعدْ من زيارة أختها مطلقًا. بدأتِ الشكوك والتساؤلات, ولاحقًا قامَ شقيق الزوجة المفقودة بالإبلاغ عن فقدانها. ثمَّ ظهرت أدلةٌ مقلقة حول تورُّط الزوج في مصاعبَ مالية, وعلاقته بأرملةٍ ثرية, مما دفع البعضَ إلى الاعتقاد بأنه تخلص من زوجته ليتزوَّج الأرم...

القضية الغريبة ل " آلان روبيشو" ! The Mysterious Death of Allen Robicheaux

  بالرغم من أنَّ قصتنا هذه المرَّة لا تتضمن جريمةً بالمعنى المعروف, أي عدوان أو أذى من نوع ما يوقعه شخصٌ بشخص آخر؛ فإنها تضمَّنت لغزًا مروِّعًا احتاج لعشرين عامًا كاملة ليتم حلُّه, وتدميرًا لأسرة, وحياة بائسة لامرأة مسنَّة قضت نحبَها وهي لا تعرف أين زوجها, أو ماذا حصل له؟! إنَّ قضايا الاختفاء الغامض كثيرة, وتقريبًا تبدأ كلها بنفس الطريقة؛ يعود شخص ما إلى المنزل ليجد أحد أقاربه وقد اختفى, أو يخرج أحدهم في رحلة عملٍ أو نزهة ثمَّ ينقطع أثره, ولا يعرف أحدٌ أين ذهب. كان الشخص الذي اكتشفَ حالة الاختفاء هذه المرة هي الزوجة "لوسي ماي", سيدة في السبعينيات, تعيشُ في منزل بشارع فرانكلين/ جريتنا/ لوس أنجلوس, وكان من الواجب أن يكون زوجها "آلن روبيشو" Allen P. Robicheaux موجودًا بانتظارها يوم 15 ديسمبر 1973م عند عودتها من زيارة عائلية, لكنه لم يكن كذلك. انتظرت المرأة عودةَ زوجها لكنه لم يعدْ, لا في هذا اليوم, ولا فيما تلاه من أيام, فأينَ يمكن أن يكون الرجل ذو الثلاثة والسبعين عامًا قد اختفى؟! لم تكن هناك دلائلُ على حصول عنفٍ في المنزل, لا مذكرات تقول إنَّه ينوي مغادرة البيت لبضع...