التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بيلي جول ( غول ميناء جريز) William F. Gohl

 

"بيلي جول" Billy Gohl هو قاتلٌ متسلسل أمريكي, غيرُ معروف للكثيرين, وقد ارْتكب جرائمه وألقيَ القبضُ عليه في بدايات القرن العشرين. "بيلي" الذي عٌرف بعدَّة ألقاب منها: (غول ميناء غريز) و(قاتل بلدة تمبر), وقد كان الرجل يديرُ مكتبًا يقدِّم خدمات للبحّارة, ويقع في شارع فولسوم/ أبردين/ واشنطن, وهناك كان الكثيرُ من البحارة يترددون على المكتب لتلقِّي أو تركِ رسائلهم, أو البحثِ عن عمل, أو إيداعِ أجورهم كأمانةٍ حتَّى عودتهم من رحلاتهم الطويلة. وكان معظم هؤلاء الرِّجال كثيري التنقُّل والأسفار, ولم يكنِ اختفاؤهم يثير دهشةَ أحد؛ لذلك استغلَّ "بيلي" الأمرَ وباشرَ القيام بسلسلة من جرائمِ القتل, التي كان لها كلُّها هدفٌ وحيد وهو السرقة والاستيلاء على ممتلكات البحارة المساكين, الذين يأتون إلى المكتب لسببٍ ما. كان أسلوبُ "جول" موحَّدًا؛ يجلس في المكتب منتظرًا قدومً أحد البحارة, وحين يتأكد أنه يحمل معه نقودًا أو متعلَّقات ثمينة, يُباغته بإطلاقِ النار عليه, ثمَّ يجرِّد الضحية من كلِّ مُتعلقاتها وأغراضها وملابسها وكلِّ شيء, وتحت أرضية المكتب كانت توجَد ثغرةٌ مسدودة بلوحٍ خشبي متحرك, وعبرَ هذه الثغرة كان "جول" يقذف بضحاياه إلى رافدٍ لنهر تشيهاليس, يجري خلفَ مبنى اتِّحاد البحّارة تمامًا, وبهذه الطريقة الشَّيطانية قضى "بيلي جول" على حياة ما بين 40 و200 بحارٍ مسكين من مختلف الأعمار والفئات.
كان مِن الممكن أن يستمرَّ السفاحُ الهادئ الأعصاب في جرائمه إلى الأبد, لكنْ هفوةٌ صغيرة جدًّا هي التي أوْدت به في نهاية المطاف, ففي عام 1912م وجدتِ السلطاتُ جثةَ بحّار مجهول طافيةً في ميناء أبردين, وكالعادة استدعي السيد "جول" للتعرُّف عليه بصفتِه يعمل في المكتب الذي يقدِّم خدماتٍ للبحارة, ويحتفظ ببياناتٍ عنهم. تعرَّف "بيلي" على الضحية بأنَّ اسمَه هو "أوجست سكلوتر", ثمَّ ذهب وانتهى الأمر.
لكنَّه فعليًّا لم ينتهِ لأنَّ البحار القتيل كان دانماركيَّ الجنسية, ولم يكنْ اسمُه "أوجست سكلوتر" نهائيًّا, بل "فريد نيلسون", فمِن أين إذًا جاء "بيلي جول" بالاسم الذي ذكره للشرطة؟!
الحقيقة أنَّ هذا الاسم الأول كان محفورًا على ساعة يدٍ برفقة جثَّة القتيل, ومِن غير المعلوم مَن هو "سكلوتر" هذا, لكن إذا كان الاسم محفورًا على ساعةٍ ملكِ للقتيل ووجدتْ مع جثته فمِن أين عرف به مديرُ مكتب خدمات البحارة؟!
كانت هذه الغلطةُ الصغيرة هي القاضية, وكان "فريد نيلسون" ضحية لـ"جول" بالفعل, لكنَّه, وعند قيامه بتجريد البحار سيّئ الحظِّ من متعلقاته عثرَ على الساعة معه, فتفقَّدها, ثمَّ خاف من أنْ يحتفظ بها فتكون دليلًا ضدَّه؛ فوضعها مع الجثة, وألقى بكليهما إلى النهرِ بعد أن قرأ الاسمَ المحفور عليها فظنَّ أنه اسمُ القتيل نفسه!
اعْتُقل "بيلي جول" بتهمةِ الاشتباه في كونه قاتلَ البحارة, الذي تركَ وراءه واحدًا وأربعين جثة طافية في ميناء أبردين, وعثرتْ عليها الشرطة بينَ عامي 1909و1912م, وبالإضافة إلى دلائلَ وشبهاتٍ أخرى. سيق "جول" إلى العدالة وحُكم عليه بالسجْن المؤبَّد بعدَ إلغاء عقوبة الإعدام!
لم يقضِ "جول" عقوبتَه كاملة في السجن, بل أصيبَ بمرضٍ عقلي أدَّى إلى احتجازه في مستشفى الولاية الشرقية بواشنطن, حتَّى مات عن ثلاثة وخمسين سنة عام 1927م.
كان للساعة والاسم المحفور عليها الفضلُ الأكبر في الإيقاع بواحدٍ من أكثر القتلة المتسلْسِلين وحشيَّة وكثرةً في عدد الضحايا الأبرياء!

مقال مفصل وثري بالمعلومات عن جرائم وحياة " بيلي جول"
 على موقع كابوس 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أكبر من أن يكون ملاكا !!

  لمعت نظرة مريبة في عينيها وهي تراقب الصغير يلهو أمامها ، لم تكن هي بدورها إلا صغيرة مثله ، طفلة لم تتعد أعوامها الإحدى عشرة ، ولم تقفز بعد فوق حاجز شرود الطفولة ونزق الطبيعة الثائرة ، التي تتمشي ف هوادة ، في العروق البارزة ، ملامح رقيقة ، لكن غموضها أضفي عليها طابعا يبعدها عن القلوب ولا يقربها ، كان لها رفاق بالطبع لكنهم كانوا رفاق ضراء لا سراء ، كل مهمتهم أن يوسعوا الصغيرة سخرية ، وأن يتهكموا عليها بكل ما أوتوا من قوة ، تنمر الأطفال الذي لا يدانيه في وحشيته وقسوته شيء .. وبدورها كانت " ماري " الصغيرة أكثر تنمرا وقسوة من رفاقها المشاكسين ، بيد أن الأمر كان مختلفا بالنسبة إليها ، كان الأطفال يكتفون بإلقاء الكلمات اللاذعة ،والسخريات المريرة ، والتعريض ببقع البول التي تلوث ملاءة السرير ، نشرتها أم " ماري " علنا ،معرضة بابنتها التي ( تفعلها ) في فراشها حتى الآن ، وربما تمادوا حتى مرحلة الإيذاء البدني البسيط ، رمي حجر أو قطعة حصى ، أو دس كسرات الزجاج الحادة في طريقها لكي تؤذيها ، كلمات جارحة وأفعال مؤذية ، لكنها لا تزال في مستوي ( الأفعال الطفولية ) ، مهما بلغت قسوتها ...

لويز بيت، دوقة الموت : السفاحة المبتسمة ! Louise Peete: Duchess of Death

  لويز بيت .. بدموعها خدعت قضاة ومحلفين ومحققين ! النشأة الأولي : سرقة وعهر : جنوح مبكر ! جاءت " لوفي لويز بريسلار إلي الحياة في يوم 20 سبتمبر 1880 ، في مدينة " بينفيل " بولاية لويزيانا الأمريكية لأب ثري يعمل ناشرا ولديه صحيفة خاصة .. وقد كان والداها مثقفين ومن الطراز المثالي ، ولكن الفتاة التي ألٌحقت بمدرسة خاصة في ( نيوأورليانز ) قد تم طردها من المدرسة وهي بعمر الخامسة عشرة لسببين هما : السرقة وسلوك مسلك غير أخلاقي .. فقد كانت الفتاة المثقفة الثرية تمتهن البغاء في أوقات الفراغ ! جنوح مبكر وعجيب وغير مبرر إطلاقا . وكانت " لويز " غاوية للرجال فلم تستطع أن تبقي بدونهم طويلا ، وعندما وصلت إلي سن الثالثة والعشرين ، أي في عام 1903 ، تزوجت من بائع متجول يدعي " هنري بوسلي " ، وبقيا معها ثلاث سنوات ، انتهت بأن أطلق الزوج النار على رأسه ! والسبب أنه وجد زوجته المصونة برفقة رجل آخر في الفراش ، فلما واجهها كلمته ببرود وسماجة ، وثبت أنها لا تشعر إطلاقا بجريمة الخيانة التي ارتكبتها .. وأمام برودها أحترق الزوج داخليا فلم يجد حلا يريحه سوي الانتحار ...

الهفوة التي قضت على 22 مليون إنسان .. كيف أدي عناد رجل واحد إلي تحطيم العالم !!

  بعضُ الأخطاء التي وقعت كانت قدريةً بنسبة مائة في المائة, لم تكن ناجمة عن غباء أو خطأ في الإدراك لدى مقترفها, بل بشكل كامل هو تدبيرٌ من فعْل القضاء والقدر, وفي حالات معينة يكون هذا الخطأ سببًا ليس في دمارِ حياة إنسان ما وحسب, بل ربما- ولا سيَّما في حالتنا هذه- قد يكون سببًا في خراب العالم وتدمير حياة الملايين من الناس الأبرياء! أشهرُ هذه الأخطاء القدرية الصِّرفة هو الغلطة التي وقع فيها وليُّ عهد النمسا والمجر, الأميرُ المكروه الذي يتميز بالصَّلافة والغطرسة, وليّ العهد الذي وصلت إليه معضلةُ الوراثة دون انتظار, ولسبب جريمة غامضة وحادثة شهيرة حدثت لمن كان وريثًا شرعيًّا ومؤكدًا لعرش هذه الإمبراطورية, التي لم تعمِّر طويلًا, وحفل تاريخها بالمآسي والرزايا, واستكمالًا لتربُّص القدر بمملكة النمسا والمجر, وصلَ وليُّ العهد, الأرشيدوق "فرانز فرديناند" Archduke Franz Ferdinand 50 عامًا, وزوجته الأميرة "صوفي" Sophie , 46 عامًا, يوم 28 يونيو عام 1914م, إلى مدينة سراييفو, العاصمة الرسمية لإقليم البوسنة والهرسك, الذي كانت إمبراطورية النمسا تضع يدَها عليه, بمعنى أنَّ الزيارة كانت ...

قضية " راشيل دوبكينز " The Murder of Rachel Dobkin.

  قضية قتل غريبة ومميزة اُرتكبت في خضم الحرب العالمية الثانية، والتي لم يتوقع أحد أن يتم الكشف عن مرتكبها نهائيا، بل ربما الجاني نفسه لم يتخيل أن القضية ستسجل كجريمة قتل عمد على الإطلاق . في البداية نقول أن الجاني كان ذكيا جدا، إذ أنتهز فرصة اشتداد الحرب العظمي الثانية، وازدياد عنف الغارات الألمانية على مدينة لندن، ليحاول اخفاء سر جريمته، التي أعتقد أنها يسوف تعتبر حالة وفاة ناجمة عن القصف الجوي، ولن تعلق به أية شبهة، تاريخيا تعرضت بريطانيا لسلسلة ممنهجة ومطردة من الغارات والهجمات الألمانية، التي ركزت جهودها على تدمير عاصمة الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، فبدأت القوات الجوية الألمانية من يوم 7 سبتمبر عام 1940 في قصف لندن في غارات منتظمة وكبيرة، مخلفة خسائر مهولة، وذلك تنفيذا لأوامر الفوهرر المتعلقة بذلك الأمر والتي صدرت قبلها بيوم واحد، وبلغ من عنف تلك الغارات وشدتها أنها تسببت فيما عرف بحريق لندن الثاني ( 29 ديسمبر 1940)، وقد بلغ من جسارة الألمان أنهم لم يتورعوا عن صب نيران طائراتهم على لندن حتى في وضح النهار، لكن وبداية من شهر نوفمبر 1940م أصبحت الغارات ليلية بشكل أساس...

الرجل الذي حول زوجته إلي نقانق !

  "لويزا بيكنيز"   Louisa Bicknese هي امرأةٌ أمريكية سيئةُ الحظ, في البداية بدَا وكأنها أكثرُ النساء حظًّا في العالم؛ إذْ تزوَّجت برجل مهاجر, ألماني الأصل, ورجلِ أعمال ثري, يملك أكبرَ مصنع للنقانق في شيكاغو. كان الزوج يدْعى "أدولف لوتجيرت" Adolph Louis Luetgert , وكان أرملَ معَ طفلين, تزوَّجته "لويزا" عام 1878م, وعاشا معًا حتى عام 1897م, حيث رزقَا بأربعة أطفال. كان للسيد "لوتجيرت" مصنعٌ شهير للنقانق, ولُقِّب بملك النقانق, لكن طباعه كانت سيئةً إلى حدٍّ ما, فقد كان عنيفًا تجاه زوجته, كما شوهِد ذاتَ مرَّة وهو يطاردها حاملًا مسدسًا. لكن على أي حال, ففي أوَّل أيام شهرِ مايو من ذلك العام خرجتِ الزوجة لزيارةِ أختها, وقال الأبُ ذلك لأطفاله حينما سألوا عنْ والدتهم في اليوم التّالي, غير أنَّ "لويزا" لم تعدْ من زيارة أختها مطلقًا. بدأتِ الشكوك والتساؤلات, ولاحقًا قامَ شقيق الزوجة المفقودة بالإبلاغ عن فقدانها. ثمَّ ظهرت أدلةٌ مقلقة حول تورُّط الزوج في مصاعبَ مالية, وعلاقته بأرملةٍ ثرية, مما دفع البعضَ إلى الاعتقاد بأنه تخلص من زوجته ليتزوَّج الأرم...

القضية الغريبة ل " آلان روبيشو" ! The Mysterious Death of Allen Robicheaux

  بالرغم من أنَّ قصتنا هذه المرَّة لا تتضمن جريمةً بالمعنى المعروف, أي عدوان أو أذى من نوع ما يوقعه شخصٌ بشخص آخر؛ فإنها تضمَّنت لغزًا مروِّعًا احتاج لعشرين عامًا كاملة ليتم حلُّه, وتدميرًا لأسرة, وحياة بائسة لامرأة مسنَّة قضت نحبَها وهي لا تعرف أين زوجها, أو ماذا حصل له؟! إنَّ قضايا الاختفاء الغامض كثيرة, وتقريبًا تبدأ كلها بنفس الطريقة؛ يعود شخص ما إلى المنزل ليجد أحد أقاربه وقد اختفى, أو يخرج أحدهم في رحلة عملٍ أو نزهة ثمَّ ينقطع أثره, ولا يعرف أحدٌ أين ذهب. كان الشخص الذي اكتشفَ حالة الاختفاء هذه المرة هي الزوجة "لوسي ماي", سيدة في السبعينيات, تعيشُ في منزل بشارع فرانكلين/ جريتنا/ لوس أنجلوس, وكان من الواجب أن يكون زوجها "آلن روبيشو" Allen P. Robicheaux موجودًا بانتظارها يوم 15 ديسمبر 1973م عند عودتها من زيارة عائلية, لكنه لم يكن كذلك. انتظرت المرأة عودةَ زوجها لكنه لم يعدْ, لا في هذا اليوم, ولا فيما تلاه من أيام, فأينَ يمكن أن يكون الرجل ذو الثلاثة والسبعين عامًا قد اختفى؟! لم تكن هناك دلائلُ على حصول عنفٍ في المنزل, لا مذكرات تقول إنَّه ينوي مغادرة البيت لبضع...