"بيلي جول" Billy
Gohl هو قاتلٌ
متسلسل أمريكي, غيرُ معروف للكثيرين, وقد ارْتكب جرائمه وألقيَ القبضُ عليه في
بدايات القرن العشرين. "بيلي" الذي عٌرف بعدَّة ألقاب منها: (غول ميناء
غريز) و(قاتل بلدة تمبر), وقد كان الرجل يديرُ مكتبًا يقدِّم خدمات للبحّارة, ويقع
في شارع فولسوم/ أبردين/ واشنطن, وهناك كان الكثيرُ من البحارة يترددون على المكتب
لتلقِّي أو تركِ رسائلهم, أو البحثِ عن عمل, أو إيداعِ أجورهم كأمانةٍ حتَّى
عودتهم من رحلاتهم الطويلة. وكان معظم هؤلاء الرِّجال كثيري التنقُّل والأسفار, ولم
يكنِ اختفاؤهم يثير دهشةَ أحد؛ لذلك استغلَّ "بيلي" الأمرَ وباشرَ
القيام بسلسلة من جرائمِ القتل, التي كان لها كلُّها هدفٌ وحيد وهو السرقة
والاستيلاء على ممتلكات البحارة المساكين, الذين يأتون إلى المكتب لسببٍ ما. كان
أسلوبُ "جول" موحَّدًا؛ يجلس في المكتب منتظرًا قدومً أحد البحارة, وحين
يتأكد أنه يحمل معه نقودًا أو متعلَّقات ثمينة, يُباغته بإطلاقِ النار عليه, ثمَّ يجرِّد
الضحية من كلِّ مُتعلقاتها وأغراضها وملابسها وكلِّ شيء, وتحت أرضية المكتب كانت
توجَد ثغرةٌ مسدودة بلوحٍ خشبي متحرك, وعبرَ هذه الثغرة كان "جول" يقذف
بضحاياه إلى رافدٍ لنهر تشيهاليس, يجري خلفَ مبنى اتِّحاد البحّارة تمامًا, وبهذه
الطريقة الشَّيطانية قضى "بيلي جول" على حياة ما بين 40 و200 بحارٍ
مسكين من مختلف الأعمار والفئات.
كان مِن الممكن أن يستمرَّ السفاحُ الهادئ الأعصاب في
جرائمه إلى الأبد, لكنْ هفوةٌ صغيرة جدًّا هي التي أوْدت به في نهاية المطاف, ففي
عام 1912م وجدتِ السلطاتُ جثةَ بحّار مجهول طافيةً في ميناء أبردين, وكالعادة استدعي
السيد "جول" للتعرُّف عليه بصفتِه يعمل في المكتب الذي يقدِّم خدماتٍ
للبحارة, ويحتفظ ببياناتٍ عنهم. تعرَّف "بيلي" على الضحية بأنَّ اسمَه
هو "أوجست سكلوتر", ثمَّ ذهب وانتهى الأمر.
لكنَّه فعليًّا لم ينتهِ لأنَّ البحار القتيل كان
دانماركيَّ الجنسية, ولم يكنْ اسمُه "أوجست سكلوتر" نهائيًّا, بل
"فريد نيلسون", فمِن أين إذًا جاء "بيلي جول" بالاسم الذي
ذكره للشرطة؟!
الحقيقة أنَّ هذا الاسم الأول كان محفورًا على ساعة يدٍ
برفقة جثَّة القتيل, ومِن غير المعلوم مَن هو "سكلوتر" هذا, لكن إذا كان
الاسم محفورًا على ساعةٍ ملكِ للقتيل ووجدتْ مع جثته فمِن أين عرف به مديرُ مكتب
خدمات البحارة؟!
كانت هذه الغلطةُ الصغيرة هي القاضية, وكان "فريد نيلسون"
ضحية لـ"جول" بالفعل, لكنَّه, وعند قيامه بتجريد البحار سيّئ الحظِّ من
متعلقاته عثرَ على الساعة معه, فتفقَّدها, ثمَّ خاف من أنْ يحتفظ بها فتكون دليلًا
ضدَّه؛ فوضعها مع الجثة, وألقى بكليهما إلى النهرِ بعد أن قرأ الاسمَ المحفور
عليها فظنَّ أنه اسمُ القتيل نفسه!
اعْتُقل "بيلي جول" بتهمةِ الاشتباه في كونه
قاتلَ البحارة, الذي تركَ وراءه واحدًا وأربعين جثة طافية في ميناء أبردين, وعثرتْ
عليها الشرطة بينَ عامي 1909و1912م, وبالإضافة إلى دلائلَ وشبهاتٍ أخرى. سيق
"جول" إلى العدالة وحُكم عليه بالسجْن المؤبَّد بعدَ إلغاء عقوبة
الإعدام!
لم يقضِ "جول" عقوبتَه كاملة في السجن, بل
أصيبَ بمرضٍ عقلي أدَّى إلى احتجازه في مستشفى الولاية الشرقية بواشنطن, حتَّى مات
عن ثلاثة وخمسين سنة عام 1927م.
كان للساعة والاسم المحفور عليها الفضلُ الأكبر في
الإيقاع بواحدٍ من أكثر القتلة المتسلْسِلين وحشيَّة وكثرةً في عدد الضحايا
الأبرياء!
مقال مفصل وثري بالمعلومات عن جرائم وحياة " بيلي جول"
على موقع كابوس
تعليقات
إرسال تعليق