"
عمرك ما هتخلفي يا فقرية أبدا .. خليكي كده ! "
صرخت
حماتي في وشي وعنيها بتطق شرار .. كان عندها حق طبعا .. أنا متجوزة ابنها من أكتر
من سبع سنين من غير ما ربنا يكرمني بعيل واحد .. وطبعا أنتوا عارفين معني ست
مبتخلفش في الأرياف وفي الصعيد ..
حماتي
كانت مخنوقة مني مش بس علشان كل علاجات الدكاترة مجابتش نتيجة معايا خالص كمان
علشان مبسمعش الكلام ومش عايزة اسمع نصيحتها وأروح ألف حوالين " الهنتيكة
" !
الهنتيكة
.. متعرفوش ايه الهنتيكة دي .. طيب خليني أحكيلكم عنها شوية علشان تعرفوا أنا مش
عايزة أروح عندها ليه !
....................................
طبعا أنتوا متعرفوش أيه هي الهنتيكة دي .. وده أحسن لكم
على الأقل مش مطلوب منكم تروحوا عندها ولا تشوفوها !
عندنا في أسيوط محدش مسمعش عن البتاعة دي أو ما راحش
عندها .. كل الستات اللي ربنا ما رزقهمش بالخلفة بينصحوهم يروحوا يلفوا حواليها
عشان ربنا يكرمهم ..
حتة حديد عندنا في عرب مطير .. قريتنا الصغيرة الهادية
موجودة فوق تل صغير من الرمل ..
محدش عارف دي جات منين ولا أصلها أيه لكن بيحكوا عنها يا
أخويا حكايات تشيب ..
بيقولوا إن محدش قدر يطلعها من مكانها ولا يزحزها خطوة
واحدة .. كل الناس بتخاف منها وفي نفس
الوقت في ستات كتير بتروح عندها كل جمعة عشان السبب اللي حكيت عليه من شوية ..
بس ليه أحكيلك لما ممكن أخليك تشوف بعنيك .. عايز تشوف
بعنيك ؟!
تعالي بقي .. تعالي وما تخافش !
..............................
" رضوان " و" محمود " شابين صغيرين
من أهالي قرية " عرب مطير " كانا بيمروا من قدام الحتة دي بالصدفة بعد
ليلة شقاوة بريئة .. من سوء حظهم إنهم كان عمرهم ما شافوا البتاعة دي لكن طبعا
سمعوا عنها كتير قوي .. كانوا معديين قدام التل الصغير اللي موجودة عليه حتة
الحديدة لما " محمود " لفت نظر صاحبه ليها :
" أهي هي دي الهنتيكه اللي بيحكوا عليها يا سيدي
"
ضحك " رضوان " وقاله باستظراف :
" يا سلام ! ما هي حلوة أهي ومش بتخوف يعني "
فكر " محمود " لحظة وبعدين قاله ببساطة :
" بقولك أيه لما أنت مش خايف .. ما تيجي نروح
ناحيتها ! "
رد " رضوان " بسرعة :
" لا يا عم بلاش لحسن تكون فيها أذية ولا حاجة !
"
" يا عم ما أنت عامل فيها سبع رجالة في بعض .. ما
تيجي نبص عليها بصة من قريب كده بسرعة ونمشي .. متخافش مش هيحصل حاجة ! "
هرش " رضوان " في رأسه دقيقة وبعدين ابتسم
بإستهانة وقال لصاحبه :
" ماشي .. بس بسرعة علشان ما نتأخرش على الجماعة
أكتر من كده ! "
وفعلا أقتنع " رضوان " وبدأ يمشي من صاحبه
ناحية التل الصغير .. لكن للأسف رحلتهم مكانتش قصيرة زي ما هما متصورين !
..........................
الصبح بدري ندهت علي حماتي .. كانت بتصرخ في الحقيقة
وأول ما شافت وشي صرخت في بشراسة :
" يلا بينا عشان نروح ونيجي قبل ما الشمس تحمي
"
طبعا أنا كنت عارفة هي عايزانا نروح فين لكني حاولت
أخليها تغير رأيها من غير فايدة .. الغريبة إني حلمت حلم غريب قوي الليلة دي :
" حلمت إني كنت في سريري وسمعت صوت بينده علي ..
كان صوت غريب مش صوت أى حد أعرفه ولا صوت أي حد من اللي في البيت معانا .. جوزي
كان نايم في سابع نومة والظاهر إنه مسمعش الصوت خالص .. ده مكانش غريب لأن الصوت
أصلا كان واطي قوي .. قمت من السرير بالراحة وخرجت من الأوضة .. الدنيا كانت صيف
لكن الغريب إن البيت فجأة بقي بارد ذي التلج .. ضميت هدومي علي وبدأت أنزا السلم
.. الصوت كان جاي من تحت .. نزلت درجة أتنين تلاتة وعند حودة السلم لقيت راجل غريب
واقف .. ربطت الإيشارب كويس بسرعة وضميت هدومي علي .. بصيت له بخوف وقلق .. مين ده
؟
ودخل هنا إزاي ؟
فضلت فترة واقفة خرسانة مش قادرة أتكلم بص لي شوية بهدوء
وبعدين نطق وقالي :
" في الصبح الساعة تمانية "
" نعم ؟! "
كرر تاني بنفس الهدوء :
" بكرة الصبح الساعة تمانية "
مفهمتش منه حاجة .. لكن اللي حيرني فعلا أنه بدأ ينزل
لتحت ويبعد :
" أستني ! "
ندهت عليه بصوت عالي فبص لي وابتسم ابتسامة مخيفة بادرة
وكرر :
" بكرة الصبح الساعة تمانية .. أوعي تاخدي حاجة ..
أنت وبس ! "
فجأة الراجل أختفي ..
لا ما نزلش السلم وبعدها أختفي ده أتبخر قدام عيني على
السلم ..
أترعش جسمي كله وحسيت برعب وفزع .. جريت على فوق لقيت
جوزي واقف قدام باب الأوضة ..
كان صوته نعسان على الآخر وهو بيسألني :
" كنتي فين الساعة دي "
رديت عليه بسرعة عشان ما يشكش :
" كنت في الحمام .. أنت أيه اللي صحاك ؟! "
أتاوب ومردش علي .. حاولت أنام لكني معرفتش بعد شوية
سمعت صوت جوزي بيسأل بحيرة :
" هو أية اللي نزلك الحمام اللي تحت .. ما هو فيه
حمام هنا يا فالحة "
طبعا عملت نفسي نايمة ومردتش عليه .. الحقيقة إني ما
نمتش خالص لأن صوت الراجل الغريب البارد كان لسه بيرن في وداني !
.............................
وصل " محمود " و" رضوان " عند
الهنتيكه ..
كانت حتة الحديدة اللي محدش يعرف هي ايه بالضبط واقفة في
انتظارهم فوق التل الرملي ..
شكلها غريب متعرفش أصلا دي بيتعمل بيها أيه .. المهم
أنهم داروا حواليها شوية وبدأوا يلمسوها بحذر ..
كانت باردة زي التلج .. ومصدية كمان
لمسها " محمود " بحذر وبعدين قال لصاحبه :
" هي دي كانوا بيعملوا أيه بيها يا عم ؟! "
لم يجب " رضوان " .. صمت لحظة وهو بيبص لصاحبه
ولحتة الحديدة دي ..
رجع " محمود " يلمسها تاني والمرة دي كان
بيتمتم بكلمات هاية مش مفهومة ..
كل حاجة حصلت بسرعة .. محمود كان مغمض عينينه وبيهمس
بكلمات بصوت غير مسموع ..
وفجأة ..
لمعت الهنتيكة !
لمعت فجأة .. برقت زي الدهب للحظة ..
تفاجأ الصديقين ورجع " محمود " لورا .. بعد
ثانية لقط " رضوان " أنفاسه وسأل صاحبه :
" أنت كنت بتقول ايه وأنت بتمسك البتاعة دي "
بص له " محمود " بدهشة وقاله :
" أنا ؟ مكنتش بقول حاجة ! "
بعصبية رد عليه " رضوان " :
" لا كنت بتقول .. كنت بتقول أيه ؟! "
خرس " محمود " ومردش لكن نظرة غريبة لمعت في
عنيه وبعدين فجأة قال لصاحبه بمنتهي الهدوء :
" تعالي نحفر "
صرخ " رضوان " في وشه بعصبية :
" نحفر أيه .. يلا نمشي ! "
لكن " محمود " لم يسمع اعتراضه .. أنحني على
الأرض حوالين قاعدة الهنتيكه وبدأ يحفر بضوافره ..
حفر وحفر حوالي نصف ساعة متواصلة ونظرة مخيفة بتلمع في
عنيه .. ورغم كل محاولات صاحبه لمنعه إلا إنه فشل في كده خالص ..
وفجأة ظهر التمثال ..
تمثال صغير مغطي بالغبار والرمل .. شهق " رضوان
" بفزع لما شافه ..
لكن " محمود " ابتسم بسعادة .. الغريبة إنه
مستغربش لما شاف التمثال ده بيظهر تحت أيده ..
وكأنه كان عارف أنه هيلاقيه .. وكأنه كان بيحفر أصلا
عشان يلاقيه !
مسك " محمود " التمثال بين أيديه وبدأ يمسحه بجلابيته لحد ما ظهرت
ملامح التمثال بوضوح ..
كان تمثال لواحدة ست .. شعرها مصفف بطريقة غريبة وعنيها
واسعة قوي بشكل غير طبيعي ..
وكانت لابسة ثياب محبوكة على جسمها قوي وماسكة في أيدها
رمز غريب شبه الصليب كده ..
ابتسم " محمود " وقال لصاحبه ببساطة :
" العنخ ! علامة الحياة عند الفراعنة ! "
مكانش التمثال نفسه اللي يخوف لكن النظرة الشيطانية
الرهيبة اللي مرتسمة على وش صاحبة التمثال كانت مخيفة قوي في الحقيقة ..
مسك " رضوان " كم صاحبه وهزه بقوة وقاله :
" يلا بينا .. يلا بينا يا محمود "
لم يقاومه " محمود " .. سابه يقوده وينزله من
فوق التل ..
" محمود " مالك ؟! "
سأل " رضوان " بقلق .. لكن صديقه مردش عليه ..
ولا قاله إنه أحتفظ بالتمثال المخيف في جيبه !
مشي الصديقان ناحية القرية .. محمود كان هادي ومبتسم
وساكت تماما ..
مشي الأتنين شوية وفجأة بص " رضوان " وراه
بقلق .. كان سامع صوت خطوات ماشية وراهم !
بص وراه لكن مكانش في حد .. يرجعوا يمشوا تاني لكن بعد
دقايق أنتفض جسم " رضوان " كله .. لأنه سمع صوت الخطوات تاني .. كانت
أعلي وأوضح المرة دي !
وقف " رضوان " لحظة وبص لصاحبه وسأله بصوت
مرتعش من الخوف :
" محمود أنت خدت التمثال ؟! "
لكن " محمود " استمر يمشي وهو ساكت ولا كأنه
سامع حاجة ..
غضب " رضوان " من تجاهل صاحبه له ومسكه من
كتفه وصرخ في وشه بعنف :
" رد علي .. أنت خدت الزفت ده .. رد ! "
...............................
في الصبح بدري خرجت مع حماتي من البيت .. خرجت برضايا
المرة دي وروحنا عند الهنتيكه ..
حتة الحديدة دي هي اللي هتخليني أخلف .. وهي دي اللي
البلد كلها بتحكي عنها ؟!
المهم لفيت حواليها شوية وحماتي كانت بتصلي على النبي
وتتسمي وتقرا قرآن وتدعي لي بالخلف الصالح .. وكمان كانت بتردد كلمات غريبة مكنتش
فاهمة معناها ..
خلصنا في ربع ساعة .. فجأة قعدت حماتي على الأرض وبدأت
تحفر في الأرض .. أتخضيت أنا من الخطوة المفاجئة دي .. حماتي كان شكلها غريب قوي
وهي بتحفر في الأرض بضوافرها وأيديها .. تغيرت ملامحها وظهرت نظرة مخيفة في عنيها ..
وطيت ومسكت كتفها وقلت لها :
" بتعملي ليه كده يا أما .. يلا بينا نروح !"
لكنها زقت أيدي وبصت لي .. كانت عنيها محمرة وشكلها يخوف
فسبتها وأنا مرعوبة منها ..
استمرت حماتي تحفر وتحفر في الأرض لحظات طويلة .. وبعين
ظهرت فتحة شكلها غريب تحت الهنتيكه .. كانت فتحة فيها حاجات زي ما تكون بقايا
اسمنت وطوب ودبش ..
وكأن كان في حد بيبني هنا وساب بقايا المونة والطوب ..
ابتسمت حماتي ودورت وشها وبصت لي بطريقة غريبة ..
كانت عنيها محمرة ونظرة شريرة غريبة بتلمع في عنيها ..
وفجأة أختفت حماتي من قدامي !
كانت قدامي .. جنب رجليا راكعة على الأرض وبتحفر في
الأرض .. لكن فجأة بصيت ملقتهاش !
أتلفت حواليا بفزع .. راحت فين .. الولية راحت فين ؟!
يا نهار أسود ..
يا نهار أسود ..
وطيت وبصيت كويس في الحفرة اللي ظهرت تحت الهنتيكه وصرخت
وندهت على حماتي ..
ندهت مرة وأتنين وتلاتة لكن مسمعتش أي إجابة عليا ..
صرخت وجريت في كل حتة وأنا بنده على حماتي ..جريت في كل
حتة زي المجنونة .. بصيت هنا وهناك وتحت رجليا وفي كل حتة ..
لكن حماتي مكنلهاش أي أثر في أي حتة
لطمت على وشي .. هقول أيه للجماعة في البيت .. هقولهم
أيه !
..............................
أخيرا وصل " محمود " و" رضوان "
للقرية ..
بيوتهم كانت قريبة من بعض علشان كده " رضوان "
سحب صاحبه اللي مكانش شكله كويس أبدا ودخله بيته بعد ما حاول يفتش جيوبه ويدور على
التمثال ده :
" محمود فين التمثال ؟! لو كنت خدته هاته ... ده
شكله نحس ومش بعيد يكون فيه لعنة فراعنة .. لو معاك هاته وتعالي نرميه ! "
لكن محمود مردش على صاحبه .. بصله بهدوء وابتسم وسابه
ودخل بيتهم بمنتهي الهدوء !
حتى من غير ما يقوله تصبح على خير ..
وقف " رضوان " شوية .. كان بيتمني أن صاحبه
يغير رأيه ويرجع له ويقوله :
" تعالي نخلص من التمثال ده ! "
لكن للأسف ده محصلش .. أخيرا قرر " رضوان "
يمشي ويروح بيتهم ..
لكنه حس للغرابة أن في حاجة في جيبه .. أتخيل أنه منديل
مكور أو علبة السجاير .. لكن لا .. دي كانت حاجة تقيلة ..
بتردد مد " رضوان " أيده في جيبه .. وبيد
مرتعشة خرج ايده من جيبه .. تجمد في مكانه وهو بيطلع أيده من جيبه .. وفيها
التمثال .. التمثال الفرعوني القبيح اللي لقيوه تحت الهنتيكه !
.................................
وصلت البيت وأنا هموت .. جريت كل المسافة من عند التل
لحد وسط القرية اللي فيها بيتنا .. زقيت باب البيت الكبير اللي كان موارب ودخلت
جري وصرخت منادية على كل اللي في البيت :
" ألحقوني .. ألحقوني .. أمي مش لاقيها .. أمي ضاعت
"
أتلم كل اللي في البيت حواليا .. مليون سؤال نزلوا على
دماغي زي المية الساقعة :
" أيه وفين وإزاي وراحت فين ؟! "
لكن في النهاية جريوا كلهم ورايا على التل الرملي .. عند
الهنتيكه !
وصلنا هناك في دقايق وبدأوا كلهم يقلبوا المكان ويدورا
على حماتي ..
الغريبة أن الحفرة اللي حفرتها حماتي تحت الهنتيكة كانت
مردومة !
إزاي أتردمت في لحظات .. ومين اللي ردمها !
أخيرا ، وبعد أن أقتنعوا بأنها مش موجودة في أي حتة
حوالينا ، قرروا يحفروا حوالين الهنتيكه ممكن تكون رجلها زلت ووقعت في الحفرة ..
طبعا أنا وافقت على الفكرة رغم إني من جوايا مكنتش مصدقة
إن ده ممكن يكون صحيح ..
لو كان ده حصل كنت هشوفها وهي بتوقع قدامي .. كنت هسمع
صراخها حتى .. لكن ده محصلش !
المهم طبعا مرضتش أقولهم كده .. متنسوش إني أول واحدة
متهمة في إختفاء حماتي لإني الوحيدة اللي كنت معاها !
المهم بدأوا فعلا يحفروا .. بأيديهم وضوافرهم لحد ما
وصلوا لكومة الطوب والدبش ..
لكن الحفرة كانت فاضية .. مفيهاش حاجة ..
صرخ سلفي الكبير ولطم على وشه زي النسوان وبعد كده قام
منتور ومسك في أنا ..
صرخ بأعلي صوته واتهمني بأني أنا السبب في ضياع حماتي ..
لكن أخواته وجوزي حاشوه عني ..
رجعنا البيت كلنا .. كنا في حالة مش ممكن تتوصف ..
وأتقسم البيت نصين .. نص عايز يبلغ البوليس عن إختفاء حماتي .. والنص التاني شايف
أن الموضوع مش محتاج بوليس ولا نيابة .. ده محتاج شيخ !
.............................
رجع " رضوان " بيتهم .. كان بيترعش من الخوف
وريقه ناشف وحاسس ببرودة شديدة في معدته وحواليه وفي كل مكان .. دخل زي السهم وهو
تايه حتى مردش على أمه اللي سألته كان فين بعد ما قالت له حمدالله على السلامة ..
لأنه أصلا مسمعهاش ..
طلع فوق على أوضته ورمي نفسه علي سريره .. ومد أيده في
جيبه وطلع التمثال !
تمثال قبيح ومخيف .. ونظرات صاحبة التمثال النارية عمره
ما شاف نظرات شيطانية زيها .. لكنه خد باله لأول مرة من حاجة غريبة ..
التمثال ملامحه كانت شبه ملامح حد يعرفه .. ست شافها قبل
كده .. شافها قريب .. لكن فين فين ؟!
ده اللي قعد طول الليل يحاول يفتكره وهو ماسك التمثال في
أيده وبيبحلق فيه بشدة ..
محسش " رضوان " بالوقت .. محسش إنه عدي عليه
أكتر من خمس ساعات وهو بيبص للتمثال .. ومصدقش نفسه لما سمع آذان الفجر من جامع
القرية الصغير !
معقول ؟!
أخيرا حط " رضوان " التمثال جنبه ونام .. نام
نوم مزعج متقطع مليان كوابيس .. لكنه صحي في النهاية عشان يشوف أغرب حاجة شافها في
حياته !
............................
محدش أكل ولا نام في البيت في اليوم المهبب ده .. كله
كان بيصرخ ويولول ويفكر فين ممكن تكون حماتي راحت !
مش موجودة في البيت ولا عند الهنتيكه ولا تحتها .. طيب
ممكن تكون سابتني هناك ورجعت القرية من ورايا وراحت بيت أي حد من القرايب والمعارف
؟!
مع أن ده مستحيل يحصل لكن برضه طوق نجاة ولازم نجرب ..
علشان كده كلنا خدنا بعضنا ولفينا بيوت القرية بيت بيت نسأل عليها .. لكن طبعا
ملقنهاش عند أي حد !
الكارثة إن اللي عملناه ده خلي المشكلة تكبر والبلد كلها
بقت تسأل معانا والكل طبعا مش لاقي حد يستجوبه ويطلع عنيه غيري أنا .. مش أنا اللي
كنت معاها لما أختفت !
وأخيرا قرب الفجر فضي البيت من الزوار واللي جايين
يسألوا واللي جايين يحشوا مناخيرهم وخلاص ..
حسيت بتعب شديد جدا وقررت أطلع أوضتي أريح جتتي خصوصا
وأن كلهم الحمد لله أتخمدوا في أماكنهم من التعب واللف طول النهار والليل !
طلعت فوق بشويش وكنت حاسة كإني عاملة عملة .. أو كأني
هعمل عملة دلوقتي حالا !
البيت فوق كان ضلمة كحل فنورت نور الصالة الصغيرة وبعدين
مديت أيدي وفتحت باب أوضتي ..
ومخدتش بالي وأنا بعمل كده أن كان في نور ضعيف جاي من
جوا الأوضة .. أيه ده
ممكن يكون نور اللمبة السهاري ؟!
فتحت الباب بالراحة .. لكن مكانش نور السهاري هو اللي
مولع ده كان حاجة تانية خالص ..
نفس الراجل اللي ظهر لي على السلم ليلة إمبارح ، واللي
أقنعت نفسي أنه كان مجرد حلم ، كان واقف قدامي في قلب الأوضة ..
أتفزعت وكنت هصرخ لكني حسيت ببرودة شديدة في معدتي وشعرت
كأن في كتلة تلج جوا حلقي وأتكتم صوتي خالص ..
بنفس صوته الغريب كرر الراجل نفس الكلام اللي قالهولي
إمبارح :
" في الصبح الساعة تمانية "
كرر تاني بنفس الهدوء :
" بكرة الصبح الساعة تمانية "
" بكرة الصبح الساعة تمانية .. أوعي تاخدي حاجة ولا تجيبي حد معاكي .. أنت وبس
! "
نفس الكلام .. هو نفسه اللي قاله إمبارح .. مزدش عليه
غير تحذيره لي من إني أجيب حد معايا !
فجأة أختفي الراجل .. وأطفي النور اللي كان في الأوضة
وبقيت واقفة لوحدي وسط الأوضة الغرقانة في الضلمة .. كنت واقفة متجمدة مكاني ومش
قادرة أنطق ولا أتحرك ..
بعد لحظة أتفاجأت بنور مبهر في عنيا ..
كان جوزي اللي طلع ورايا ودخل الأوضة من غير ما أحس بيه
ونور النور الكبير ..
عميت عنيا للحظة وخبيتهم بإيدي .. مد جوزي أيديه ورفع
أيديا من فوق وشي .. بص في وشي للحظة وبعدين سألني بخوف :
" صباح .. أيه في اللي عنيكي ده ! "
.............................
فتح " رضوان " عنيه لقي نفسه راقد في مكان
غريب ..
أوضة واسعة جدا مختلفة خالص عن أوضته .. مكانش نايم على
سريره .. لا كان على لوح خشب طويل له رجلين زي الطرابيزة كده بالظبط ..
وكان ملفوف بقماش أبيض خفيف .. مسك القماش ورفعه فأكتشف
إنه من غير هدوم خالص .. أتفزع وحس برعب وبدأ يبص كويس على الأوضة اللي هو فيها ..
الغريب أن حواليه كان عدد كبير من الطرابيزات الخشب اللي
شبه اللي هو نايم عليها ..
أيه ده ؟! معقول يكون اللي بيفكر فيه صح ؟!
معقول يكون مات في حادثة ودي المشرحة ؟!
بس مات في حادثة إزاي وهو كان نايم في بيتهم ؟!
حس " رضوان " برعب كبير وبص حواليه ولقي إن
الأوضة اللي هو فيها منورة بمشاعل نارية زي اللي بيشفوها في الأفلام التاريخية
وأفلام الأساطير !
مشاعل ؟!
الأوضة كانت كبيرة ولون كل حاجة فيها مش واضح كويس يمكن
بسبب تأثير دخان المشاعل ..
المكان كان هاديء تماما ومفيش أي حس حواليه ... لكن بعد
شوية أتفتح باب الأوضة ودخلت مجموعة من الناس أشكالهم غريبة بشكل لا يصدق ..
كان أربع رجالة صلع ولابسين ملابس غير عادية أبدا ..
دخلوا ورا بعض بهدوء فشعر " رضوان " برعب فجأة
وألتف كويس بالملاية اللي عليه وغمض عنيه لحد ما مروا من قدامه وبعدين أتجهوا لمنضدة
خشبية قريبة منه وبدأوا يتعاملوا مع الجسم المدد عليها ..
في البداية رفعوا الملاية وشاف " رضوان " ،
اللي كان بيبص عليهم بطرف عينه وهو خايف يشوفوه ، تحت الملاية جسم طويل ونحيف
ملفوف بضمادات ، زي اللي بيحطوها للمجروحين كده ، من راسه لحد رجليه ..
لكن الغريب أن الجسم ده مكانش ملفوف بضمادات وبس .. لا
الغريب بقي أن كان في أحزمة حوالين الجسم .. أحزمة كتيرة كانت بتشده للطرابيزة
اللي هو نايم عليها..
بدأ الرجال يفكوا الأحزمة دي واحد واحد .. اللي خوف
" رضوان " فعلا " إنهم بمجرد ما بدأوا يفكوا الأحزمة المحيطة به ..
بدأ الجسم الراقد ده يتحرك ..
كان بيتحرك بقوة وبيحاول يحرر نفسه من الضمادات .. ومن
تحت الضمادات سمع " رضوان " صوت زمجرة منخفضة .. زمجرة صوت كأنه صوت
نسائي ..
رفع الرجالة الجسم رغم مقاومته وشالوه وبدأوا يتحركوا
بيه ..
خاف ليشفوفوه فغطي وشه بملايته وقفل عنيه وحاول يتنفس
بصوت واطي على قد ما يقدر ..
لكن واضح أن الملفوف بالضمادات ده كان بيقاوم بشدة ..
لأن " رضوان " سمع أصوات شد وجذب .. وبعدين
بنص عينه المفتوحة من تحت حتة صغيرة مرفوعة من الملاية شاف مشهد مذهل ..
كانوا تلاتة من الرجالة شايلين الجسم النحيل ده اللي كان
بيعافر معاهم وبيقاوم بشراسة ..
الراجل الرابع كان ماشي قدامهم مش مهتم .. لحد ما حصلت
حاجة مرعبة .. لحظة قاوم فيها الجسم بعنف فأرتبك الرجالة اللي شايلينه وفجأة وقع
منهم على الأرض وأتحلت كام ضمادة من اللي ملفوفين حواليه ..
برعب وهو بيختلس النظر " رضوان " شاف الجسم
بيوقف على رجليه وبيحاول يفك الضمادات اللي حواليه اللي بدأت تتساقط من فوقه بشكل
غريب وكأنها بتسيح ..
تراجع التلات الرجالة برعب لكن الراجل الرابع ، وكان
أنحفهم وشكله مخيف جدا ، أتجه بهدوء ناحية الجسم المغطي بالضمادات وتمتم بكلمات
غامضة بلغة غريبة فأتجمد الجسم مكانه .. وبعدها بمنتهي السرعة بدأت كل الضمادات
اللي سقطت من فوقه ترجع وتلف نفسها حواليه بمنتهي السرعة .. وكأنه !
كأنه سحر !
جف ريق " رضوان " وأحس بذعر هائل خاصة وهو بدأ
يفهم اللي بيدور حواليه ..
لكن بعد لحظة سمع صوت الراجل النحيف المخيف بينهر الرجالة
اللي معاه بعنف .. كان بيتكلم بلغة غريبة جدا ومختلفة عن أي حاجة سمعها "
رضوان " قبل كده في التليفزيون لكن الكارثة الحقيقية أنه لقي نفسه فاهم كل
كلمة بيقولوها :
" ثلاثة من سحرة آمون غير قادرين على السيطرة على
تلك الحقيرة ! "
رد واحد من الرجال التلاتة وكان باين عليه أنه مرعوب على
الآخر :
" مولاي ! إنها بالغة القوة .. إنها " بنت عنتا " الجبارة يا مولاي ! "
فابستم الراجل الأول باستهانة وقال لهم بلهجة احتقار :
" آه نسيت ! أنتم تخافونها ! أليس كذلك ؟! "
ولكن قبل ما أى واحد فيهم يرد كمل الرجال كلامه باحتقار
أكبر :
" لذلك لم تجرؤا على تنفيذ أوامر الأمير لكم ..
وتركتم لي مهمة تحنيطها وتواريتم خلف الجدران تنظرون لي وأنا أنفذ أمر الكاهن
الأكبر وأنتم ترتجفون خوفا ! "
مفيش حد من الرجال نطق بحرف فنهرهم كبيرهم بعنف :
" هيا أحملوها ولنمض لدفنها قبل أن تفيق ! "
نظر له واحد من الرجال بذعر هائل وسأله :
" أسندفنها وهي حية ؟! "
ابتسم النحيف بخفة وبانت السعادة في عنيه وقال بمرح :
" طبعا .. هذا جزاء من يخون " خع إم واست
" الساحر الأكبر ! ستفيق من لعنتي .. لكنها ستفيق في قبرها ! "
ومن غير أى كلمة إضافية حمل الرجالة التلاتة جسم المرأة
المتجمد ومشيوا بيها ورا كبيرهم وخرجوا بيها من الأوضة وقفلوا الباب وراهم ..
قفل " رضوان " عينيه وراسه هتنفجر من الحيرة
والأسئلة اللي مش عارف إجابتها :
كاهنة .. آمون .. الكاهن .. خع إم واست ؟!
سمع الحاجات دي فين قبل كده .. فين فين ؟!
لكن حتى إذا مكانش قادر يحدد إجابات كل الأسئلة دي فكان
في أمر واحد واضح جدا .. إنه مش في بيتهم .. ولا في زمنه !
لقد سافر إلى زمن آخر .. لكن لا لا ده كابوس !
أكيد كابوس .. كابوس !
وفي اللحظة دي أتفتح باب الأوضة تاني .. ولقي نفس الأربع
رجالة بيقودهم النحيف ذو السحنة الشريرة يدخلون ..
الكارثة بقي أنهم المرة دي أتجهوا ناحيته هو بالتحديد ..
تجمد " رضوان " من الذعر وسمع كبير الرجال
بيقول بإشمئزاز :
" هيا .. لنتخلص من تابعها الحقير هذا ! حضروه
للدفن ! "
صرخ " رضوان " .. حاول يقوم ويجري وبدأ يصرخ
بأعلي صوته .. لكن الغريب إنه وجد نفسه مش قادر يتحرك خالص وحتى صوته ، رغم أنه
كان بيصرخ بأعلى حسه ، مكانش طالع نهائيا !
أرتعش قلبه لما قربوا ناحيته جدا .. وسالت دموع الرعب من
عينه .. وهنا زاد رعبه أكتر لما أتمدت أيدهم عليه .. وشعر بأيديهم وضوافرهم بتخدش
وشه بعنف وغل ..
صرخ " رضوان " صرخ من غير صوت ومد أيديه يدافع
عن نفسه .. وبدأ يقطع وشوش الرجالة التلاتة بضوافره ويصيبهم بخدوش عميقة وكأن له
مخالب حادة ..
لكن أيه ده ؟!
هو مش كان عاجز عن الحركة من لحظة ..
لكنه مهتمش ورد على هجومهم عليه بعنف .. وقدر يرفع جذعه
عن الطرابيزة الخشبية .. وهنا عرف لأول مرة أن رجليه مربوطين سوا بشرايط طويلة من
قماش أبيض ..
وفجأة ، وهو منهمك في رد عدوان الرجالة التلاتة عليه ،
سمع " رضوان " صوت صرخة بعيدة ..
صرخة واحدة ست .. ميزها بسهولة رغم أنه كان مشغول بصراعه مع الرجالة الأغراب ..
كانت صوت صرخة أمه !
.............................
فتحت عنيا لقيت جوزي واقف قدامي بيبص لي بدهشة وخوف ..
الغريب أني أنتبهت إني قافلة عنيا رغم إني كنت قبلها بلحظة شايفة كل حاجة حواليا
بوضوح كامل ..
لكن لما فتحت عنيا وأنتبهت لكلام جوزي مديت أيدي ومسحت
عنيا والغريب إني لقيت حاجة دسمة وطرية زي السمن كده مغطية جفوني من بره ..
حسيت بالخوف والدهشة خصوصا أن عنيا مكانش عليها أي حاجة
من ثانية واحدة ..
جوزي كان لسه بيبص لي بخوف وغضب فقولتله علشان أنهي
الموضوع :
" ده تلاقيه من البكا والرمل والتراب اللي ملوا
عنيا وإحنا عند الهنتيكة ! "
مردش علي كلامي .. بص لي بغضب وراح ناحية السرير ومدد
عليه ..
بعد شوية وأنا لسه واقفة في نص الأوضة بفكر في اللي
سمعتوه من الراجل الغريب الي ظهر لي من شوية سمعت صوت جوزي بيقولي فجأة :
" أنت عارفة طبعا أننا لو ملقيناش الحاجة أنتي
هتروحي في توكر ! "
أندهشت لكلامه المفاجئ وحسيت بغضب هائل :
" ليه وأنا مالي ؟! هو أنا اللي خفيتها ؟! "
بص لي بعيون محمرة من الغضب وصرخ في وشي :
" كانت معاكي لما اختفت .. محدش كان موجود هناك
غيرك ! أنتي كنت موجودة وشوفتي كل حاجة ومع كده مش عايزة تتكلمي وتقولي أمي راحت
فين .. وإحنا دورنا عليها في كل حتة وملقينهاش .. هتكون راحت فين يعني .. أنشقت الأرض وبلعتها
! "
مكنتش مركزة مع صراخ جوزي وكلامه لإن صوت الراجل الغريب
كان لسه بيتردد في وداني وكأنه موجود قدامي ..
لكن الجملة الأخرانية لفتت انتباهي وخلتني أحس برعشة في
جسمي ..
فعلا وليه لأ ؟!
هو ده الحل الصحيح !
الأرض أتشقت وبلعتها .. صح كده !
مردتش عليه عشان ما أزودش غضبه .. وروحت ناحية السرير
وعملت نفسي هنام :
" أنتي كمان جايلك نفس تتخمدي ؟! "
للمرة التانية مردتش عليه .. وغمضت عنيا متظاهرة بالنوم
.. دلوقتي بس عرفت أنا هعمل أيه بالظبط !
بكرة من النجمة هكون هناك .. وأنا متأكدة .. حاجة في
عقلي قالت لي كده .. إني هلاقي الإجابة هناك .. هناك الإجابة والحل في انتظاري !
..................................
فتح " رضوان " عنيه بسرعة .. كانت أمه واقفة
قدامه وعلى وشها رعب كبير وخدوش عميقة بترشح دم !
أمه كانت واقفة بتبص له بذعر وأول ما فتح عنيه بدأت تبعد
عنه وكأنها خايفة تقرب ناحيته ..
" مالك .. مالك يا ضنايا ؟! أيه اللي حصلك ؟!
"
كان نايم على سريره في أوضته وفي بيتهم كالعادة .. مفيش
طرابيزات خشب ولا موتي حواليه ولا كهنة ولا آمون ولا " خع إم واست " ..
لكن برضه مكانش كل شيء زي العادة !
بص لأيديه أول حاجة فأتفاجأ بطول ضوافره اللي أستطالت
فجأة وبقت شبه مخالب الحيوانات المفترسة .. وكانت ضوافره وأيديه ملطخة بالدم !
دم أمه اللي قطع وشها بمخالبه وهي بتحاول تصحيه !
وحتى السرير من تحته مكانش زي العادي .. حواليه كان في
عدد كبير من حتت القماش المتساوية البيضاء النضيفة .. قماش كأنه مصنوع من الكتان
..
نفس القماش اللي كان ملفوف بيه في الحلم الرهيب اللي صحي
منه من شوية ..
أمه كانت واقفة وعلى وشها انزعاج كبير ورعب عمره ما شافه
على وشها أبدا قبل كده ..
" مالك يا حبييبي .. شوفت أيه وأنت نايم ! أعوذ
بالله من الشيطان الرجيم "
لكن " رضوان " مكانش منتبه لأمه .. تركز كل اهتمامه
على ساعة الحيط المتعلقة على الجدار قدامه .. واللي كان عقربها الكبير بيقرب
بإصرار على الساعة سبعة ..
الساعة سبعة .. سبعة .. لازم يتحرك دلوقتي حالا !
نط من السرير وراح ناحية الدولاب ومسك جلابية نضيفة وبدأ
يغير هدومه .. لكن أمه سألته بإصرار :
" رايح فين .. رايح فين دلوقتي .. أيه ده ؟! "
انتبه أن أمه واقفة جنب سريره وماسكة تمثال الست الشريرة
اللي لقيوه هو وصاحبه " محمود " إمبارح تحت الهنتيكه ..
بسرعة أخد التمثال منها .. وقالها وهو بيكمل لبس
الجلابية بتاعته بسرعة بسرعة :
" ده مسخوط بتاع واحد صاحبي أديهالولي أمبارح أمانة
! "
فتمتمت أمه برعب :
" أعوذ بالله ! المساخيط دي كلها سحر أعوذ بالله
وبتأذي يا ولدي .. أكيد هو اللي عمل فيك كده .. متخليهوش في البيت يا ولدي والنبي
! "
ابتسم " رضوان " لأول مرة النهاردة وقال لأمه
بغموض :
" ما أنا رايح أرجعه لصاحبه !"
خرج " رضوان " من بيتهم بسرعة البرق .. من غير
ما يفطر ولا يعبر حد من أخواته وأولاد عمامه اللي كانوا بيصبحوا عليه ..
مكانش مركز خالص .. مش مهم مش مهم كل ده !
المهم يروح هناك .. المهم يوصل هناك وقبل الساعة تمانية
!
انتظروا الجزء
الثاني لتعرفوا تفاصيل أكثر تشويقا ورعبا !
تعليقات
إرسال تعليق