التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ماري فلورا بيل Mary Flora Bell

 

من أشهر مجرمي العالم ، كونها مصنفة ضمن تلك القائمة المثيرة للدهشة والفزع ، قائمة ( المجرمين الصغار ) !
ولدت " ماري " يوم 26 مايو 1957م ، لأم تعمل بالدعارة اسمها " بيتي ماكريكيت  " ، وقد كان الوالد الحقيقي لماري الصغيرة غير معروف على وجه الدقة ، إلا إنها حملت اسم زوج أمها ، " بيلي بيل " ، وهو بدوره لم يكن حسن السيرة بل كان متهما في عدة قضايا سطو مسلح ، كانت " ماري " تعتقد أن " بيلي " أباها ، وهذا ما نشرته الأم بين الجيران ، إلا أن مستر " بيل " على الأغلب لم يتعرف بوالدة " ماري " إلا بعد ميلاد الطفلة .
في كل الحالات فلم تكن " ماري " طفلة مرغوب فيها ، على الأرجح حاولت أمها التخلص منها بشتي الطرق ، هجرها أو تركها لأحد آخر يربيها أو حتى محاولة إنهاء حياتها عدة مرات ، لكن " ماري " صمدت ، وقد كبرت في بيت ملوث ، ووفقا لأقوالها فلم تكن أمها تمتنع عن تقديم طفلتها لزبائنها ، وهذا يعني أن " ماري " يمكن أن تكون قد اغتصبت أو انخرطت في دعارة مبكرة وهي بعمر الرابعة فقط !
نشأة " ماري " العنيفة وغير السوية تضمنت أيضا قسوة مفرطة من أمها نحوها ، وتعمدها للتقليل من ابنتها وامتهانها أمام الآخرين ، وغياب مستمر وعدم اهتمام ممن يفترض أن يكون أباها ، ونتيجة لهذه التنشئة السيئة من كل الاتجاهات فقد تمتعت " ماري " بعدة صفات وخصائص منها القسوة المفرطة ، اللامبالاة بالآخرين ، كما كان لديها القدرة على فرض شخصيتها على الآخرين وجعلهم يتتبعون خطاها ويوافقونها على كل تصرفاتها غير السوية ، وقد ارتكبت " ماري بيل " جريمتي قتل .. فقبل أن تتم عامها الحادي عشر استدرجت  طفلا يسمي " مارتن براون ، ، له من العمر أربع سنوات فقط ، إلي منزل مهجور ، وعنوانه 85 طريق سانت مارجريت ،  وقامت بخنقه ، كانت ل" ماري " صديقة ، أو تابعة ، تتمتع بنسبة ذكاء منخفضة ، وتدعي " نورما جويس بيل"، لقبهما هو تشابه أسماء ولا توجد بينهما صلة قرابة ، بعد أن عُثر على الطفل ميتا ، لم يشك أحد في " ماري " ، إلا أنها فيما يبدو كانت فخورة بفعلتها ، فقامت هي ورفيقتها " نورما " ، لاحقا ، باقتحام دار حضانة في سكوتسوود Scotswood ، حيث قامتا ببعض أعمال التخريب ولطختا الحوائط بعبارات عدائية وملاحظات تعلن قتلهما للطفل " براون " ، إلا أن الحادث سُجل كنوع من المزاح والدعاية ولم يؤخذ بشكل جدي .
لاحقا ، وبعد مرور حوالي شهرين ، أقترف الثنائي " بيل " جريمة أخري أكثر قسوة ، إذ قامتا بإقناع طفل صغير اسمه " برايان هاو " بأن يتبعهما إلي مكان ممتلئ بنفايات البناء ومخلفات المصانع ، زاعمتين له بأنه سوف يحصل على الحلوى إن كان ولدا مطيعا ، وهناك طلبتا منه أن يتمدد على الأرض ويغلق عينيه ، لتقوم " ماري " بخنقه وكتم أنفاسه ، وكان جسد الطفل الميت ، حين العثور عليه ، يحفل بعدد من العلامات المحفورة الصغيرة وآثار التشويه ، وحينما حضرت الشرطة راحت تستجوب عددا كبيرا من الأطفال ، زاد عددهم على المائة ، وقد شككت إجابات الثنائي " ماري ونورما " في أن لهما صلة بتلك الجريمة .. حينما تمت مواجهة الفتاتين أخذت كلا منهما تتهم الأخرى بخنق " برايان " ، أما " ماري " فقد أكدت أن " نورما " هي من قامت بحفر تلك العلامات على جسد الصغير بشفرة حلاقة .. ألقي القبض على البنتين رسميا في 5 أغسطس 1986 ، ولم تبدي " ماري " أية تأثر أو ندم على جرائمها ، بل كانت مثالا للبرود وانعدام الإحساس ، وقد قدمتا إلي محكمة في ديسمبر من نفس العام ، حيث استغرقت المحكمة تسعة أيام لإعلان براءة " نورما جويس بيل " ، بينما حُكم على " ماري بيل " بالسجن مدي الحياة ، وتم نقلها لتنفيذ العقوبة في المؤسسات العقابية الخاصة بحديثي السن ، وبعد أن أتمت الفترة الواجب قضاؤها في تلك المؤسسات ، استكملت مدة سجنها في سجن محكمة مور Moore Court open prison ، وهناك قامت " ماري " بالفرار مع شخصين آخرين ، إلا أنها لم تستمتع بحريتها إلا ليومين فقط حيث أعيدت بعدها إلي السجن .
وفي عام 1980 منحت " ماري " عفوا ملكيا ، وأعطيت هوية جديدة لتستطيع أن تستكمل حياتها خارج السجن ،
حاولت " ماري " التخلص من ذكري ماضيها الشائن ، فأصبحت أما في عام 1984م ، وقد منحت هوية ابنتها حصانة منعا لأي حد من تتبع ماضي أمها ، وبسبب الإزعاج الذي لحق بالأم وابنتها بعد اكتشاف هويتهما الحقيقية من قبل مراسلي الصحف والفضوليين والغاضبين ، فقد خاضت " ماري " معركة في المحكمة العليا تمخضت عن تمكنها من الحصول على تمديد لحماية هويتها ، هي وابنتها ، مدي الحياة وذلك في عام 2003 !

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أكبر من أن يكون ملاكا !!

  لمعت نظرة مريبة في عينيها وهي تراقب الصغير يلهو أمامها ، لم تكن هي بدورها إلا صغيرة مثله ، طفلة لم تتعد أعوامها الإحدى عشرة ، ولم تقفز بعد فوق حاجز شرود الطفولة ونزق الطبيعة الثائرة ، التي تتمشي ف هوادة ، في العروق البارزة ، ملامح رقيقة ، لكن غموضها أضفي عليها طابعا يبعدها عن القلوب ولا يقربها ، كان لها رفاق بالطبع لكنهم كانوا رفاق ضراء لا سراء ، كل مهمتهم أن يوسعوا الصغيرة سخرية ، وأن يتهكموا عليها بكل ما أوتوا من قوة ، تنمر الأطفال الذي لا يدانيه في وحشيته وقسوته شيء .. وبدورها كانت " ماري " الصغيرة أكثر تنمرا وقسوة من رفاقها المشاكسين ، بيد أن الأمر كان مختلفا بالنسبة إليها ، كان الأطفال يكتفون بإلقاء الكلمات اللاذعة ،والسخريات المريرة ، والتعريض ببقع البول التي تلوث ملاءة السرير ، نشرتها أم " ماري " علنا ،معرضة بابنتها التي ( تفعلها ) في فراشها حتى الآن ، وربما تمادوا حتى مرحلة الإيذاء البدني البسيط ، رمي حجر أو قطعة حصى ، أو دس كسرات الزجاج الحادة في طريقها لكي تؤذيها ، كلمات جارحة وأفعال مؤذية ، لكنها لا تزال في مستوي ( الأفعال الطفولية ) ، مهما بلغت قسوتها

قضية " راشيل دوبكينز " The Murder of Rachel Dobkin.

  قضية قتل غريبة ومميزة اُرتكبت في خضم الحرب العالمية الثانية، والتي لم يتوقع أحد أن يتم الكشف عن مرتكبها نهائيا، بل ربما الجاني نفسه لم يتخيل أن القضية ستسجل كجريمة قتل عمد على الإطلاق . في البداية نقول أن الجاني كان ذكيا جدا، إذ أنتهز فرصة اشتداد الحرب العظمي الثانية، وازدياد عنف الغارات الألمانية على مدينة لندن، ليحاول اخفاء سر جريمته، التي أعتقد أنها يسوف تعتبر حالة وفاة ناجمة عن القصف الجوي، ولن تعلق به أية شبهة، تاريخيا تعرضت بريطانيا لسلسلة ممنهجة ومطردة من الغارات والهجمات الألمانية، التي ركزت جهودها على تدمير عاصمة الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، فبدأت القوات الجوية الألمانية من يوم 7 سبتمبر عام 1940 في قصف لندن في غارات منتظمة وكبيرة، مخلفة خسائر مهولة، وذلك تنفيذا لأوامر الفوهرر المتعلقة بذلك الأمر والتي صدرت قبلها بيوم واحد، وبلغ من عنف تلك الغارات وشدتها أنها تسببت فيما عرف بحريق لندن الثاني ( 29 ديسمبر 1940)، وقد بلغ من جسارة الألمان أنهم لم يتورعوا عن صب نيران طائراتهم على لندن حتى في وضح النهار، لكن وبداية من شهر نوفمبر 1940م أصبحت الغارات ليلية بشكل أساسي، استمرت

لويز بيت، دوقة الموت : السفاحة المبتسمة ! Louise Peete: Duchess of Death

  لويز بيت .. بدموعها خدعت قضاة ومحلفين ومحققين ! النشأة الأولي : سرقة وعهر : جنوح مبكر ! جاءت " لوفي لويز بريسلار إلي الحياة في يوم 20 سبتمبر 1880 ، في مدينة " بينفيل " بولاية لويزيانا الأمريكية لأب ثري يعمل ناشرا ولديه صحيفة خاصة .. وقد كان والداها مثقفين ومن الطراز المثالي ، ولكن الفتاة التي ألٌحقت بمدرسة خاصة في ( نيوأورليانز ) قد تم طردها من المدرسة وهي بعمر الخامسة عشرة لسببين هما : السرقة وسلوك مسلك غير أخلاقي .. فقد كانت الفتاة المثقفة الثرية تمتهن البغاء في أوقات الفراغ ! جنوح مبكر وعجيب وغير مبرر إطلاقا . وكانت " لويز " غاوية للرجال فلم تستطع أن تبقي بدونهم طويلا ، وعندما وصلت إلي سن الثالثة والعشرين ، أي في عام 1903 ، تزوجت من بائع متجول يدعي " هنري بوسلي " ، وبقيا معها ثلاث سنوات ، انتهت بأن أطلق الزوج النار على رأسه ! والسبب أنه وجد زوجته المصونة برفقة رجل آخر في الفراش ، فلما واجهها كلمته ببرود وسماجة ، وثبت أنها لا تشعر إطلاقا بجريمة الخيانة التي ارتكبتها .. وأمام برودها أحترق الزوج داخليا فلم يجد حلا يريحه سوي الانتحار

الهفوة التي قضت على 22 مليون إنسان .. كيف أدي عناد رجل واحد إلي تحطيم العالم !!

  بعضُ الأخطاء التي وقعت كانت قدريةً بنسبة مائة في المائة, لم تكن ناجمة عن غباء أو خطأ في الإدراك لدى مقترفها, بل بشكل كامل هو تدبيرٌ من فعْل القضاء والقدر, وفي حالات معينة يكون هذا الخطأ سببًا ليس في دمارِ حياة إنسان ما وحسب, بل ربما- ولا سيَّما في حالتنا هذه- قد يكون سببًا في خراب العالم وتدمير حياة الملايين من الناس الأبرياء! أشهرُ هذه الأخطاء القدرية الصِّرفة هو الغلطة التي وقع فيها وليُّ عهد النمسا والمجر, الأميرُ المكروه الذي يتميز بالصَّلافة والغطرسة, وليّ العهد الذي وصلت إليه معضلةُ الوراثة دون انتظار, ولسبب جريمة غامضة وحادثة شهيرة حدثت لمن كان وريثًا شرعيًّا ومؤكدًا لعرش هذه الإمبراطورية, التي لم تعمِّر طويلًا, وحفل تاريخها بالمآسي والرزايا, واستكمالًا لتربُّص القدر بمملكة النمسا والمجر, وصلَ وليُّ العهد, الأرشيدوق "فرانز فرديناند" Archduke Franz Ferdinand 50 عامًا, وزوجته الأميرة "صوفي" Sophie , 46 عامًا, يوم 28 يونيو عام 1914م, إلى مدينة سراييفو, العاصمة الرسمية لإقليم البوسنة والهرسك, الذي كانت إمبراطورية النمسا تضع يدَها عليه, بمعنى أنَّ الزيارة كانت

القضية الغريبة ل " آلان روبيشو" ! The Mysterious Death of Allen Robicheaux

  بالرغم من أنَّ قصتنا هذه المرَّة لا تتضمن جريمةً بالمعنى المعروف, أي عدوان أو أذى من نوع ما يوقعه شخصٌ بشخص آخر؛ فإنها تضمَّنت لغزًا مروِّعًا احتاج لعشرين عامًا كاملة ليتم حلُّه, وتدميرًا لأسرة, وحياة بائسة لامرأة مسنَّة قضت نحبَها وهي لا تعرف أين زوجها, أو ماذا حصل له؟! إنَّ قضايا الاختفاء الغامض كثيرة, وتقريبًا تبدأ كلها بنفس الطريقة؛ يعود شخص ما إلى المنزل ليجد أحد أقاربه وقد اختفى, أو يخرج أحدهم في رحلة عملٍ أو نزهة ثمَّ ينقطع أثره, ولا يعرف أحدٌ أين ذهب. كان الشخص الذي اكتشفَ حالة الاختفاء هذه المرة هي الزوجة "لوسي ماي", سيدة في السبعينيات, تعيشُ في منزل بشارع فرانكلين/ جريتنا/ لوس أنجلوس, وكان من الواجب أن يكون زوجها "آلن روبيشو" Allen P. Robicheaux موجودًا بانتظارها يوم 15 ديسمبر 1973م عند عودتها من زيارة عائلية, لكنه لم يكن كذلك. انتظرت المرأة عودةَ زوجها لكنه لم يعدْ, لا في هذا اليوم, ولا فيما تلاه من أيام, فأينَ يمكن أن يكون الرجل ذو الثلاثة والسبعين عامًا قد اختفى؟! لم تكن هناك دلائلُ على حصول عنفٍ في المنزل, لا مذكرات تقول إنَّه ينوي مغادرة البيت لبضع

الرجل الذي حول زوجته إلي نقانق !

  "لويزا بيكنيز"   Louisa Bicknese هي امرأةٌ أمريكية سيئةُ الحظ, في البداية بدَا وكأنها أكثرُ النساء حظًّا في العالم؛ إذْ تزوَّجت برجل مهاجر, ألماني الأصل, ورجلِ أعمال ثري, يملك أكبرَ مصنع للنقانق في شيكاغو. كان الزوج يدْعى "أدولف لوتجيرت" Adolph Louis Luetgert , وكان أرملَ معَ طفلين, تزوَّجته "لويزا" عام 1878م, وعاشا معًا حتى عام 1897م, حيث رزقَا بأربعة أطفال. كان للسيد "لوتجيرت" مصنعٌ شهير للنقانق, ولُقِّب بملك النقانق, لكن طباعه كانت سيئةً إلى حدٍّ ما, فقد كان عنيفًا تجاه زوجته, كما شوهِد ذاتَ مرَّة وهو يطاردها حاملًا مسدسًا. لكن على أي حال, ففي أوَّل أيام شهرِ مايو من ذلك العام خرجتِ الزوجة لزيارةِ أختها, وقال الأبُ ذلك لأطفاله حينما سألوا عنْ والدتهم في اليوم التّالي, غير أنَّ "لويزا" لم تعدْ من زيارة أختها مطلقًا. بدأتِ الشكوك والتساؤلات, ولاحقًا قامَ شقيق الزوجة المفقودة بالإبلاغ عن فقدانها. ثمَّ ظهرت أدلةٌ مقلقة حول تورُّط الزوج في مصاعبَ مالية, وعلاقته بأرملةٍ ثرية, مما دفع البعضَ إلى الاعتقاد بأنه تخلص من زوجته ليتزوَّج الأرم