التخطي إلى المحتوى الرئيسي

جريمة رود هيل هاوس الأكثر غموضا : من قتل ابن الأربعة أعوام ؟!

 

جريمة من أقدم وأفظع الجرائم التي تمت في إنجلترا ،والتي لا تزال تكتنفها الألغاز والتساؤلات ،فتاة في السادسة عشرة من عمرها ،تعيش في منزلها المعروف ب(رود هيل هاوس ) Road Hill House ،مع والدها وزوجته الثانية، بعد موت أمها منذ ثماني سنوات ،وأخوتها غير الأشقاء ،فجأة يختفي أخاها غير الشقيق ،"فرانسيس كينت" ،يجري البحث عنه في كل مكان ،وفي قبو مبني ملحق بالمنزل يعثرون عليه ،بثياب النوم وملفوف في بطانية ،على صدره ويديه جروح قطعية بسكين ،أما عنقه الصغير فقد قُطع بواسطة شفرة حلاقة !

من فعل ذلك بهذا الطفل الصغير ولماذا ؟!

كانت مربية الأطفال " إليزابيث جوف " أول من اتجهت إليها الشبهات ،غير أنه سرعان ما ثبت عدم تورطها في الأمر ،وكان في المنزل شخص واحد يمكن أن يكون وراء هذه الجريمة المروعة ،إنها أخته غير الشقيقة " كونستانس " Constance Kent ،التي كانت تكن كراهية شديدة لوالدة الطفل ،زوجة أبيها "ماري" ،ويبدو أن الأب قد أصبح يفضل أبناءه من زوجته الثانية ،مما جعل قلب ابنته " كونستانس " يمتلئ بالحقد والمرارة ،وهكذا اتجهت كل الشبهات نحو الشابة الصغيرة .

وبعد مرور ستة عشر يوما على ارتكاب الجريمة ،بعد أن شملتها شكوك أحد أشهر مفتشي الشرطة في ذلك الزمن "جاك ويتشر " ،لكن الفتاة خرجت دون محاكمة ،ولا أحد يعرف ما إذا كانت عائلتها قد استعملت نفوذها لمنع تلطيخ سمعتها ،أم أنه لم تكن هناك أدلة كافية تدينها ،لكن خمس سنوات أخري مرت ،وذهبت "كونستانس " إلي مدرسة في دينان بفرنسا حيث درست وعاشت لفترة.


كونستانس كينت الحقيقية : هل هي مجرمة حقا أم كبش فداء لمجرم لا يمكن فضح اسمه ؟!

لكن القضية لم تمت ،إذ عادت تُفتح من جديد بعد أن اعترفت الفتاة بما فعلته وأقرت بجريمتها أمام كاهن أنجلو سكسوني ،،الذي أبلغ بما سمعه ،لكنه تحفظ على بعض المعلومات ،ورفض إعلانها أمام المحكمة ،بحجة أنه حصل عليها تحت قسم السرية الذي يحيط بسر الاعتراف الكنسي ،في المحاكمة أدينت " كونستانس " بناء على اعترافاتها ،وحُكم عليها أولا بالإعدام ،لكن ومراعاة لصغر سنها وقت ارتكاب الجريمة ،اُستبدل الحكم بالسجن المؤبد ،وقضت الآنسة " كينت " عشرين عاما في السجن ،وفي عام 1885م أفرج عنها ،وكانت في الحادية والأربعين من عمرها ،وكانت المرأة التي قضت زهرة شبابها في السجن قد تغيرت بشكل كامل .

غيرت اسمها إلي " روث إميلي كاي " ،هروبا من ماضيها غير المشرف ،ولحقت بأخيها "ويليام " ،الذي كان قد سبقها في الهجرة إلي استراليا ،وعاشا معا في تسمانيا ،وهناك انخرطت في عدة أنشطة ،منها العمل في المستشفيات ،بعد تلقيها تدريبا مناسبا ،والتدريس للبنات وغيرها .

في عام 1932م تقاعدت " روث إميلي كاي " أخيرا بعد أن بلغت الثامنة والثمانين ،وبعد اثني عشر عاما أخري توفيت في مستشفى بمدينة ( سيدني ) ،وقد ناهزت المائة من عمرها ،وقد حدث ذلك عام 1944 وأحرقت جثتها .

القصة لم تقفل عند ذلك الحد ،لأن التساؤل كان لا يزال قائما : هل قامت "كونستانس" فعلا بتلك الجريمة ؟!

إن التفاصيل التي روتها في المحاكمة حول قتلها لأخيها الصغير تعطي انطباعا بأنها تلقت مساعدة من شخص ما ،فطبقا لروايتها أنها ذهبت لتأخذ الطفل من غرفته ،وحملته ملفوفا في البطانية ،حيث أجهزت عليه بشفرة حلاقة مسروقة من أبيها !

كانت القصة تبدو غير منطقية ،وجاء رفض كاهن الاعتراف الخاص بها للإجابة على بعض تساؤلات الادعاء ،ليشكك بقوة في كون الكاهن يعرف تفاصيل مختلفة ،فإذا كانت الفتاة قد أقرت بالذنب على أية حال ،فما هي جدوي إخفاءه التفاصيل التي يعرفها ،إلا إذا ،وكما يدعي البعض ،أن " كونستانس " قد اعترفت بالجريمة لتحمل الذنب عن شخص آخر !

كانت هناك شكوك منذ بداية القضية تجاه الأب " صامويل سافيل كينت " ،الذي كان معروفا بفسوقه الأخلاقي ،وأقامته علاقة مع المربية " ماري برات " حينما كانت زوجته الأولي ،والدة " كونستانس " وأخيها " ويليام " ،تحتضر ،ثم لاحقا تزوج المربية لتصبح السيدة " كينت " الثانية ،وقد قيل أن الرجل متعدد العلاقات قد ارتبط بعلاقة مع مربية أطفاله الجديدة ،الآنسة " جوف " ،وقتل الطفل في نوبة غضب ،أو ربما كان الولد الصغير قد رأي أباه وهو يقيم علاقة مع المربية ،مما دعا الأول إلي التخلص منه !

لكن كان ثمة مشتبه به آخر ،إنه " ويليام " شقيق " كونستانس " الذي يصغرها بعام واحد ،والذي كان على علاقة قوية جدا بأخته ،وقيل أنه قتل الطفل انتقاما من الأب ،الذي يفضل أولاد زوجته الثانية ،وربما كان في الأمر طمع في ميراث ،أو مخاوف من تغيير وصية أو خلافه ،وفي الحالة الثانية فإن تحمل " كونستانس " للذنب فداء لأخيها المحبوب وارد جدا .

لم تكن تلك مجرد تكهنات ،بل إن هناك ممن درسوا القضية جيدا كانوا على يقين من أن الفتاة قد تحملت الذنب ،لتبعد الشبهة عن القاتل الحقيقي ،الأغلبية بين هؤلاء يشكون في الأب نفسه .. وهذا كان رأي الروائي الأشهر " تشارلز ديكنز " !

لم تمت القصة مع موت " كونستانس " أو " روث إميلي كاي " ،بل لقد استلهمت في عدة كتب ،وأعمال تليفزيونية ،وأفلام سينمائية ،كما كتبت عن هذه القصة المؤلفة " نولين كايل " بإسهاب في كتابها ( الذنب الأعظم ) A Greater Guilt ،ولا تزال القصة محل جدال حتى اليوم ،برغم مرور أكثر من سبعين عاما على موت صاحبتها .. التي عاشت معظم حياتها تحت هوية مزيفة !

 

 

 

 

 

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لويز بيت، دوقة الموت : السفاحة المبتسمة ! Louise Peete: Duchess of Death

  لويز بيت .. بدموعها خدعت قضاة ومحلفين ومحققين ! النشأة الأولي : سرقة وعهر : جنوح مبكر ! جاءت " لوفي لويز بريسلار إلي الحياة في يوم 20 سبتمبر 1880 ، في مدينة " بينفيل " بولاية لويزيانا الأمريكية لأب ثري يعمل ناشرا ولديه صحيفة خاصة .. وقد كان والداها مثقفين ومن الطراز المثالي ، ولكن الفتاة التي ألٌحقت بمدرسة خاصة في ( نيوأورليانز ) قد تم طردها من المدرسة وهي بعمر الخامسة عشرة لسببين هما : السرقة وسلوك مسلك غير أخلاقي .. فقد كانت الفتاة المثقفة الثرية تمتهن البغاء في أوقات الفراغ ! جنوح مبكر وعجيب وغير مبرر إطلاقا . وكانت " لويز " غاوية للرجال فلم تستطع أن تبقي بدونهم طويلا ، وعندما وصلت إلي سن الثالثة والعشرين ، أي في عام 1903 ، تزوجت من بائع متجول يدعي " هنري بوسلي " ، وبقيا معها ثلاث سنوات ، انتهت بأن أطلق الزوج النار على رأسه ! والسبب أنه وجد زوجته المصونة برفقة رجل آخر في الفراش ، فلما واجهها كلمته ببرود وسماجة ، وثبت أنها لا تشعر إطلاقا بجريمة الخيانة التي ارتكبتها .. وأمام برودها أحترق الزوج داخليا فلم يجد حلا يريحه سوي الانتحار ...

أكبر من أن يكون ملاكا !!

  لمعت نظرة مريبة في عينيها وهي تراقب الصغير يلهو أمامها ، لم تكن هي بدورها إلا صغيرة مثله ، طفلة لم تتعد أعوامها الإحدى عشرة ، ولم تقفز بعد فوق حاجز شرود الطفولة ونزق الطبيعة الثائرة ، التي تتمشي ف هوادة ، في العروق البارزة ، ملامح رقيقة ، لكن غموضها أضفي عليها طابعا يبعدها عن القلوب ولا يقربها ، كان لها رفاق بالطبع لكنهم كانوا رفاق ضراء لا سراء ، كل مهمتهم أن يوسعوا الصغيرة سخرية ، وأن يتهكموا عليها بكل ما أوتوا من قوة ، تنمر الأطفال الذي لا يدانيه في وحشيته وقسوته شيء .. وبدورها كانت " ماري " الصغيرة أكثر تنمرا وقسوة من رفاقها المشاكسين ، بيد أن الأمر كان مختلفا بالنسبة إليها ، كان الأطفال يكتفون بإلقاء الكلمات اللاذعة ،والسخريات المريرة ، والتعريض ببقع البول التي تلوث ملاءة السرير ، نشرتها أم " ماري " علنا ،معرضة بابنتها التي ( تفعلها ) في فراشها حتى الآن ، وربما تمادوا حتى مرحلة الإيذاء البدني البسيط ، رمي حجر أو قطعة حصى ، أو دس كسرات الزجاج الحادة في طريقها لكي تؤذيها ، كلمات جارحة وأفعال مؤذية ، لكنها لا تزال في مستوي ( الأفعال الطفولية ) ، مهما بلغت قسوتها ...

قضية " راشيل دوبكينز " The Murder of Rachel Dobkin.

  قضية قتل غريبة ومميزة اُرتكبت في خضم الحرب العالمية الثانية، والتي لم يتوقع أحد أن يتم الكشف عن مرتكبها نهائيا، بل ربما الجاني نفسه لم يتخيل أن القضية ستسجل كجريمة قتل عمد على الإطلاق . في البداية نقول أن الجاني كان ذكيا جدا، إذ أنتهز فرصة اشتداد الحرب العظمي الثانية، وازدياد عنف الغارات الألمانية على مدينة لندن، ليحاول اخفاء سر جريمته، التي أعتقد أنها يسوف تعتبر حالة وفاة ناجمة عن القصف الجوي، ولن تعلق به أية شبهة، تاريخيا تعرضت بريطانيا لسلسلة ممنهجة ومطردة من الغارات والهجمات الألمانية، التي ركزت جهودها على تدمير عاصمة الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، فبدأت القوات الجوية الألمانية من يوم 7 سبتمبر عام 1940 في قصف لندن في غارات منتظمة وكبيرة، مخلفة خسائر مهولة، وذلك تنفيذا لأوامر الفوهرر المتعلقة بذلك الأمر والتي صدرت قبلها بيوم واحد، وبلغ من عنف تلك الغارات وشدتها أنها تسببت فيما عرف بحريق لندن الثاني ( 29 ديسمبر 1940)، وقد بلغ من جسارة الألمان أنهم لم يتورعوا عن صب نيران طائراتهم على لندن حتى في وضح النهار، لكن وبداية من شهر نوفمبر 1940م أصبحت الغارات ليلية بشكل أساس...

الهفوة التي قضت على 22 مليون إنسان .. كيف أدي عناد رجل واحد إلي تحطيم العالم !!

  بعضُ الأخطاء التي وقعت كانت قدريةً بنسبة مائة في المائة, لم تكن ناجمة عن غباء أو خطأ في الإدراك لدى مقترفها, بل بشكل كامل هو تدبيرٌ من فعْل القضاء والقدر, وفي حالات معينة يكون هذا الخطأ سببًا ليس في دمارِ حياة إنسان ما وحسب, بل ربما- ولا سيَّما في حالتنا هذه- قد يكون سببًا في خراب العالم وتدمير حياة الملايين من الناس الأبرياء! أشهرُ هذه الأخطاء القدرية الصِّرفة هو الغلطة التي وقع فيها وليُّ عهد النمسا والمجر, الأميرُ المكروه الذي يتميز بالصَّلافة والغطرسة, وليّ العهد الذي وصلت إليه معضلةُ الوراثة دون انتظار, ولسبب جريمة غامضة وحادثة شهيرة حدثت لمن كان وريثًا شرعيًّا ومؤكدًا لعرش هذه الإمبراطورية, التي لم تعمِّر طويلًا, وحفل تاريخها بالمآسي والرزايا, واستكمالًا لتربُّص القدر بمملكة النمسا والمجر, وصلَ وليُّ العهد, الأرشيدوق "فرانز فرديناند" Archduke Franz Ferdinand 50 عامًا, وزوجته الأميرة "صوفي" Sophie , 46 عامًا, يوم 28 يونيو عام 1914م, إلى مدينة سراييفو, العاصمة الرسمية لإقليم البوسنة والهرسك, الذي كانت إمبراطورية النمسا تضع يدَها عليه, بمعنى أنَّ الزيارة كانت ...

القضية الغريبة ل " آلان روبيشو" ! The Mysterious Death of Allen Robicheaux

  بالرغم من أنَّ قصتنا هذه المرَّة لا تتضمن جريمةً بالمعنى المعروف, أي عدوان أو أذى من نوع ما يوقعه شخصٌ بشخص آخر؛ فإنها تضمَّنت لغزًا مروِّعًا احتاج لعشرين عامًا كاملة ليتم حلُّه, وتدميرًا لأسرة, وحياة بائسة لامرأة مسنَّة قضت نحبَها وهي لا تعرف أين زوجها, أو ماذا حصل له؟! إنَّ قضايا الاختفاء الغامض كثيرة, وتقريبًا تبدأ كلها بنفس الطريقة؛ يعود شخص ما إلى المنزل ليجد أحد أقاربه وقد اختفى, أو يخرج أحدهم في رحلة عملٍ أو نزهة ثمَّ ينقطع أثره, ولا يعرف أحدٌ أين ذهب. كان الشخص الذي اكتشفَ حالة الاختفاء هذه المرة هي الزوجة "لوسي ماي", سيدة في السبعينيات, تعيشُ في منزل بشارع فرانكلين/ جريتنا/ لوس أنجلوس, وكان من الواجب أن يكون زوجها "آلن روبيشو" Allen P. Robicheaux موجودًا بانتظارها يوم 15 ديسمبر 1973م عند عودتها من زيارة عائلية, لكنه لم يكن كذلك. انتظرت المرأة عودةَ زوجها لكنه لم يعدْ, لا في هذا اليوم, ولا فيما تلاه من أيام, فأينَ يمكن أن يكون الرجل ذو الثلاثة والسبعين عامًا قد اختفى؟! لم تكن هناك دلائلُ على حصول عنفٍ في المنزل, لا مذكرات تقول إنَّه ينوي مغادرة البيت لبضع...

معطف الحرب الأزرق ( قصة قصيرة )

    تسير وسطهم مرفوعة الرأس ، ترمق الطريق الملقي أمامها بنصف عين ، وعين ونصف عليهم .. كان مصيرها معروفا ونهايتها مكتوبة من قبل ، وقد تجرعتها ألوف النسوة قبلها .. خرجت من بيتها مرتدية آخر معطف عندها ، بلا قميص حقيقي تحته ، إنه صدر سترة أخيها وكمي زوجها الراحل ، المغدور الأول والمغدور الثاني ، القتيل الأول والقتيل الثاني ، من بين ألوف وملايين الأسماء .. ماذا كان اسميهما ؟! لعل أحدا لم يسأل هذا السؤال بينما كان يتم إلقائهما في حفرة ضحلة ، ورمي الجير فوق جثتيهما .. ولعلهما يرقدان في قبر واحد فقد ظلا دوما معا ! فقدت الأخ والزوج ، صديق الدم وصديق الرفقة والقلب ، صارت وحيدة وتهدمت المدينة فوق رأسها ، مثلما تهدم بيتها وسقط العالم مكوما فوق بعضه .. لماذا لا يموت الجميع في لحظة واحدة ؟! لماذا يبقي البعض ليدفن البعض ، ثم يلحق بهم بعد أوجاع وآلام ولحظات مريرة ، الجير الحي مخيف ، وطلقة في الرأس مخيفة ، لكن الوحدة وسط وحوش متربصة أكثر تخويفا وترهيبا ! هجر الجميع المدينة ، من بقي على قيد الحياة ، إن كان قد بقي أحد على قيد الحياة ، لا ينجو أحد من الحرب ، فيما عدا القتلى وحدهم ربما ، يعاين الأ...

الرجل الذي حول زوجته إلي نقانق !

  "لويزا بيكنيز"   Louisa Bicknese هي امرأةٌ أمريكية سيئةُ الحظ, في البداية بدَا وكأنها أكثرُ النساء حظًّا في العالم؛ إذْ تزوَّجت برجل مهاجر, ألماني الأصل, ورجلِ أعمال ثري, يملك أكبرَ مصنع للنقانق في شيكاغو. كان الزوج يدْعى "أدولف لوتجيرت" Adolph Louis Luetgert , وكان أرملَ معَ طفلين, تزوَّجته "لويزا" عام 1878م, وعاشا معًا حتى عام 1897م, حيث رزقَا بأربعة أطفال. كان للسيد "لوتجيرت" مصنعٌ شهير للنقانق, ولُقِّب بملك النقانق, لكن طباعه كانت سيئةً إلى حدٍّ ما, فقد كان عنيفًا تجاه زوجته, كما شوهِد ذاتَ مرَّة وهو يطاردها حاملًا مسدسًا. لكن على أي حال, ففي أوَّل أيام شهرِ مايو من ذلك العام خرجتِ الزوجة لزيارةِ أختها, وقال الأبُ ذلك لأطفاله حينما سألوا عنْ والدتهم في اليوم التّالي, غير أنَّ "لويزا" لم تعدْ من زيارة أختها مطلقًا. بدأتِ الشكوك والتساؤلات, ولاحقًا قامَ شقيق الزوجة المفقودة بالإبلاغ عن فقدانها. ثمَّ ظهرت أدلةٌ مقلقة حول تورُّط الزوج في مصاعبَ مالية, وعلاقته بأرملةٍ ثرية, مما دفع البعضَ إلى الاعتقاد بأنه تخلص من زوجته ليتزوَّج الأرم...