التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الابنة الثالثة عشرة ( الجزء الثاني )


 

وكانت هذه أول مرة يدخل فيها الطبيب إلى غرفة البارون " منليك " الخاصة على طول مكوثه وخدمته في هذا القصر.. لقد دخل جناح البارونة مرات كثيرة بالطبع بحكم عمله ، ولكن حجرة البارون الخاصة فهذه أول مرة  .. ترى لماذا لم يستدعيه في حجرة المقابلات أو حتى في حجرات الاستقبال الخاصة ؟!

وبمجرد أن دخل الطبيب من باب الغرفة حتى وجد البارون واقفاً في منتصفها منتصباً كالرمح .. وأمامه خادمه الشخصي " لوجو " الذي أشار إليه البارون إشارة صغيرة برأسه فأسرع مغادراً بعد أن قام بإغلاق باب الغرفة بإحكام من الخارج !

كان البارون قد حسم أمره الآن .. ربما كان متردداً في الأيام السابقة .. ولكن الآن ؛ وبعد مولد ابن أخيه الثالث ؛ فلا مجال للتردد !

************

بمجرد انصراف " لوجو " دعا البارون الطبيب إلى الجلوس قبالته على أحد المقاعد .. وبدأ في سؤاله عن حال زوجته وعن فرص خروج الجنين حياً وعما إذا كان يتوقع حدوث الولادة في القريب أم أن الأمر سيطول أكثر من ذلك ..

وأخذ الطبيب يجيب عن أسئلة البارون بما عرف عنه من رزانة وهدوء محاولاً بث أكبر قدر ممكن من الاطمئنان في نفس البارون .. ولكن فجأة ووسط كلام الطبيب قاطعه البارون قائلاً بلهجة عادية وكأنما جاء الأمر عفواً :

" لو خيرت أيها الطبيب بين ضحية واحدة وبين ضحيتين فماذا تختار ؟! "

تظاهر الطبيب بالدهشة ؛ مع أنه في الحقيقة  قد أدرك قصد البارون تماماً ؛ وتساءل بهدوء :

" ماذا تقصد يا سيدي ؟! "

فأجابه البارون وهو يميل بمقعده إلى الأمام ليقرب وجهه من وجه الطبيب :

" أقصد أنك أبرع طبيب نساء في فرنسا .. لا بل في أوربا كلها .. ولابد أنك تدرك أنه من الصعب أن تنجو البارونة مما أصابها ! "

أرتبك الطبيب لهذه الصراحة وتلعثم وهو يقول :

" عفواً يا سيدي .. ولكنك لست طبيباً ولا يمكنك إصدار الأحكام في مثل هذه الحالات .. أنا شخصياً ورغم كوني طبيب ليس من حقي أن أصدر مثل هذه الأحكام النهائية ! "

" ولكنك تعرف بخبرتك بالطبع ما إذا كانت الحالة التي تواجهك صعبة أم لا .. ولابد أنك تدرك مدي خطورة وصعوبة حالة زوجتي  ! "

" نعم نعم .. إنها حالة صعبة .. ولكن ليس بإمكاننا الآن التنبؤ بحجم الضرر الذي أصاب الرحم ولا باحتمالات موت البارونة أثناء الولادة !"

وهنا فقد البارون أعصابه فصرخ في وجه الطبيب بصراحة كان يحاول تجنبها طوال الوقت :

" أنا لا تعنيني احتمالات موت البارونة .. بل كل ما يعنيني هو احتمالات حياة ابني !! "

" أعتقد يا سيدي أن الأمرين متلازمين وعلى نفس القدر من الأهمية .. فبحياة البارونة نضمن حياة الجنين .. إذا ماتت البارونة فسيعني هذا موت الجنين على الفور ! "

" ليس إذا كان الجنين خارجاً بالفعل عند حدوث وفاة البارونة ! "

" عذراً يا مولاي .. ولكن كيف سيحدث ذلك ؟! "

وهنا أبتسم البارون ساخراً وقال متلطفاً :

" لا تراوغني في الحديث يا عزيزي .. أنت تعرف تماماً ما أرمي إليه .. أنني الآن أسألك بصراحة : هل من الممكن القيام بعملية شق لاستخراج الجنين الليلة ؟! "

************

لم يعرف أحد ما الذي حدث في هذه الليلة بالضبط .. كل ما قيل أن البارون كان في حجرته الخاصة وبرفقته طبيب زوجته الخاص يتناقشان بحدة وبصوت مرتفع .. وفجأة قطعت مشادتهما صرخات حادة قادمة من جناح البارونة !

هرع البارون ؛ وفي إثره الطبيب ؛ إلى حجرة زوجته ليجد أمامه منظراً عجيباً لم يري مثله من قبل في حياته .. والمؤكد أنه لا يتمني رؤيته مرة أخري !

كانت زوجته ساقطة على الأرض بالقرب من فراشها وسط بركة من الدماء السوداء الغزيرة .. وحولها ثلاث وصيفات واثنتين من مساعدات الطبيب وكلهن ملطخات بالدماء مثلها .. وهي تصرخ دون توقف وهن يشاركنها الصرخات !!

أما بطن البارونة المنتفخ فقد تحول الآن إلى حفرة غائرة في مقدمة البطن وواضحة تماماً وكأن البارونة لا ترتدي ست قطع من الملابس فوق بعضها !

ولكن أين الجنين .. هذا هو بيت القصيد !

ذُهل " فرانسوا منليك " لهذا المنظر بالغ الغرابة .. وأخذ يتلفت حوله كالمجنون باحثاً عن أي أثر لوليده دون جدوى !

أما الطبيب فقد هرع نحو  البارونة محاولاً فحصها وتبين حقيقة الأمر دون فائدة .. فقد حالت صرخاتها المريعة وحالتها العصبية الهستيرية دون تمكنه من لمسها .. كانت البارونة في الواقع تبدو على أعتاب الجنون نفسه !

وأعتاب الجنون نفسها هي التي كان البارون يقف عندها وهو يدور ويدور باحثاً عن وليده .. عن وريثه .. عن أي طفل وليد .. عن أي جنين دون جدوى !

الحق أن الطبيب والبارون وقفا عاجزين عن تبين حقيقة ما حدث وسط الحالة  الهستيرية التي تعانيها البارونة وكل من حولها من نساء .. ولكن الأمر الواضح أن البارونة قد ولدت .. ولكن أين المولود هذا هو السؤال المهم !

وقبل أن يفق " منليك " من الصدمة والذهول سمع صوتاً غريباً قادماً من أسفل فراش زوجته .. كان صوتاً غريباً جداً وكأنه صوت نقيق ضفدع .. وقبل أن يجد فرصة لاستطلاع حقيقة الأمر فوجئ  بشيء غريب يزحف خارجاً من تحت الفراش .. وفي هذه اللحظة انطلقت صرخات الوصيفات ومساعدات الطبيب المرعوبة وهرعن إلى الخارج لا يلوين على شيء وهن يصرخن بلوثة :

" الشيطان .. الشيطان ! "

أما البارونة  فقد ظلت مكانها دقيقة تنصت لصوت النقيق وتنظر برعب لمقدمة الكائن الغريب الذي يزحف خارجاً من ظلام أسفل الفراش .. وفجأة شهقت بفزع ووضعت يدها على قلبها .. وفي اللحظة التالية مباشرة توقفت أنفاسها وشهقاتها ورعبها .. كان كل شيء فيها قد توقف .. كانت  البارونة قد أسلمت الروح !

************

في هدأة الليل تحركت عربة مقفلة من قصر البارون " منليك " .. كانت كل نوافذ العربة وبابها الوحيد كلها مغلقة بإحكام شديد .. وتحركت العربة بهدوء تحت دجى الظلام وأخذت طريقها عبر التلال الجنوبية حتى وصلت منطقة " نوفارا " المنعزلة الموحشة .. وهناك فُتح باب العربة وهبط منها " لوجو " ؛ الخادم الشخصي للبارون وكاتم أسراره ؛ ثم تبعه البارون نفسه بعد قليل .. وبمجرد هبوط البارون من العربة أشار إلى " لوجو " إشارة معينة صامتة فتحرك الخادم متفقداً المنطقة ليتأكد من خلوها التام من أي مخلوق بشري .. فلما أطمأن إلى ذلك وتأكد منه عاد إلى حيث يقف البارون وأومأ له برأسه في صمت .. وعندئذ تحرك الاثنان ودخلا إلى العربة وبدآ في إنزال عدد من الصناديق الطويلة المتينة المحكمة الغلق .. أنزل البارون بنفسه "؛ بمساعدة " لوجو " صندوقاً وراء صندوق .. وقاموا بصفها إلى جوار بعضها حتى أفرغا العربة تماماً .. كانت الصناديق عددها ست على وجه التحديد .. وبعد فترة وجيزة بدأ " لوجو " في حفر حفرة عميقة واسعة محاولاً تعميق الحفر إلى أقصي قدر ممكن .. وما أن انتهى من إعداد الحفرة حتى ضرب البارون أحد الصناديق الست بقدمه فأنزاح من مكانه وأنزلق داخل الحفرة .. وبعدها قاما بالردم على الصندوق حتى أختفي تماماً في جوف الأرض .. وتكرر هذا الأمر ست مرات حتى تم دفن كل الصناديق ومواراتها باطن الأرض ..

ولما أنتهي ذلك .. وجه " لوجو " اهتمامه إلى تسوية التربة في المنطقة التي دُفنت فيها الصناديق الستة بعناية لإخفاء أي أثر لما حدث الليلة ..وقد تم كل ذلك دون أن يتبادل الرجلان كلمة واحدة !

وفي تباشير الفجر كان البارون في عربته عائداً إلى القصر ..وحده !

فقد كوفئ " لوجو " المخلص على عمله ومساعدته في إخفاء الصناديق ؛ بما تحتويه ؛ مكافأة عظيمة جعلته  غير محتاج لخدمة البارون ؛ أو أي سيد آخر بعد ذلك .. كانت مكافأة " لوجو " حفرة سابعة بجوار الصناديق رقد فيها جثة هامدة .. بعد أن أطلق البارون عليه النار من خلفه خمس مرات !

وفي اليوم التالي أعُلن نبأ وفاة البارونة " جوليا منليك " زوجة البارون " فرانسوا منليك " أثناء الولادة .. وعرف الجميع أن البارونة توفيت ولحقت بها أبنتها الوليدة ، الابنة الثالثة عشرة للبارون " منليك " .. وتم دفن الصغيرة بعد أن أعطيت أسماً افتراضيا ؛ في حديقة القصر .. أما البارونة  فقد حظيت بطقوس دفن فاخرة وتولي رئاسة قداس جنازتها ابن عمها البابا ( بيوس الرابع  ) بنفسه .. ثم حُمل جسدها إلى ( مقبرة أسرة منليك ) ليدفن هناك !

وبعد مرور أيام الحداد .. وكما أكد الجميع أنه بسبب شدة حزنه أقدم البارون " منليك " على بيع كل أملاكه وأراضيه وعقاراته وجمع كل ما له من أموال وأشتري سفينة خاصة وحمل عليها كل أمواله وكنوزه بالإضافة إلى بناته الإثنتي عشرة وهاجر إلى الأرض الجديدة ..أمريكا وهناك أستقر في  ( نيواورليانز ) !

وحسنا فعل البارون .. فبعد أيام من رحيله هب الشعب الفرنسي في

ثورة رهيبة وحطموا سجن الباستيل وفتكوا بالنبلاء والأغنياء الذين أصبحوا طعمة سائغة للمقصلة .. وتم مصادرة كل الأموال والثروات .. وأخيراً جاءت النهاية بجز رقبة الملك نفسه ورقبة جلالة الملكة لتنتهي قصة الملكية في فرنسا إلى حين .. وتنتهي علاقة البارون " منليك " بوطنه فرنسا إلى الأبد !!

ورغم أن البارون قد أنقذ كل أمواله وكنوزه عندما هاجر إلى العالم الجديد .. ألا أنه لم يأخذ كل ما يخصه من فرنسا . فقد نسي هناك شيء ما .. شيء هام كان حرياً به ألا ينساه !

************

ومرت أعوام أخري وصارت الآنسات الثلاث " جوليا " و" بولين " و" صوفيا " فتيات ناضجات جميلات .. ومشت البنات الأخريات في طريق النضج والنمو بسرعة خارقة وأصبحن صبيات حسناوات يخطفن الأبصار بجمالهن الناضج المثير .. ولكن لم تبلغ إحداهن ما بلغته الآنسة " ماريانا " من جمال وفتنة .. كانت " ماريانا " تشبه إلى حد بعيد لؤلؤة القلب في عقد كل حبة فيه جميلة بما يكفي .. وكما كانت أجمل شقيقاتها كانت كذلك أشجعهن وأكثرهن ذكاء وتكيفاً مع الوضع الجديد .. فقد تجاوزت مرحلة الحزن المرير بعد وفاة أمها الحنون بسرعة وساعدت أباها وشقيقاتها على تجاوزها .. ولعل البارون ؛ دون وجود " ماريانا "

بجواره ؛ كان أقدم على العودة إلى فرنسا أو إدمان الخمر أو إلقاء نفسه في البحر .. أو أي عمل جنوني آخر !

والحق أن البارون مرت عليه فترة مريرة بالغة السوء بعد وفاة زوجته ورحيله عن وطنه .. ولكن الحق أكثر أن وفاة البارونة كان آخر سبب لحزن البارون ومرارته !

وحتى فقده للوريث المنشود لم يكن هو سبب حزنه وكآبته !

ولو شئنا الحق أكثر وأكثر لقلنا إن البارون لم يكن حزيناً على وجه الدقة .. بل كان نادماً وخائفاً .. نادماً على الخطأ الفظيع الذي تورط فيه بسبب شوقه الجنوني للحصول على وريث وخائفاً من نتائج عمله الوبيلة التي يمكن أن تلاحقه حتى في قبره .. فلم تكن نتائج أخطاء البارون قد دفنت بعد .. في الحقيقة أنها لم تمت بعد بل ما زالت على قيد الحياة !

الجزء الأول هنا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أكبر من أن يكون ملاكا !!

  لمعت نظرة مريبة في عينيها وهي تراقب الصغير يلهو أمامها ، لم تكن هي بدورها إلا صغيرة مثله ، طفلة لم تتعد أعوامها الإحدى عشرة ، ولم تقفز بعد فوق حاجز شرود الطفولة ونزق الطبيعة الثائرة ، التي تتمشي ف هوادة ، في العروق البارزة ، ملامح رقيقة ، لكن غموضها أضفي عليها طابعا يبعدها عن القلوب ولا يقربها ، كان لها رفاق بالطبع لكنهم كانوا رفاق ضراء لا سراء ، كل مهمتهم أن يوسعوا الصغيرة سخرية ، وأن يتهكموا عليها بكل ما أوتوا من قوة ، تنمر الأطفال الذي لا يدانيه في وحشيته وقسوته شيء .. وبدورها كانت " ماري " الصغيرة أكثر تنمرا وقسوة من رفاقها المشاكسين ، بيد أن الأمر كان مختلفا بالنسبة إليها ، كان الأطفال يكتفون بإلقاء الكلمات اللاذعة ،والسخريات المريرة ، والتعريض ببقع البول التي تلوث ملاءة السرير ، نشرتها أم " ماري " علنا ،معرضة بابنتها التي ( تفعلها ) في فراشها حتى الآن ، وربما تمادوا حتى مرحلة الإيذاء البدني البسيط ، رمي حجر أو قطعة حصى ، أو دس كسرات الزجاج الحادة في طريقها لكي تؤذيها ، كلمات جارحة وأفعال مؤذية ، لكنها لا تزال في مستوي ( الأفعال الطفولية ) ، مهما بلغت قسوتها

قضية " راشيل دوبكينز " The Murder of Rachel Dobkin.

  قضية قتل غريبة ومميزة اُرتكبت في خضم الحرب العالمية الثانية، والتي لم يتوقع أحد أن يتم الكشف عن مرتكبها نهائيا، بل ربما الجاني نفسه لم يتخيل أن القضية ستسجل كجريمة قتل عمد على الإطلاق . في البداية نقول أن الجاني كان ذكيا جدا، إذ أنتهز فرصة اشتداد الحرب العظمي الثانية، وازدياد عنف الغارات الألمانية على مدينة لندن، ليحاول اخفاء سر جريمته، التي أعتقد أنها يسوف تعتبر حالة وفاة ناجمة عن القصف الجوي، ولن تعلق به أية شبهة، تاريخيا تعرضت بريطانيا لسلسلة ممنهجة ومطردة من الغارات والهجمات الألمانية، التي ركزت جهودها على تدمير عاصمة الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، فبدأت القوات الجوية الألمانية من يوم 7 سبتمبر عام 1940 في قصف لندن في غارات منتظمة وكبيرة، مخلفة خسائر مهولة، وذلك تنفيذا لأوامر الفوهرر المتعلقة بذلك الأمر والتي صدرت قبلها بيوم واحد، وبلغ من عنف تلك الغارات وشدتها أنها تسببت فيما عرف بحريق لندن الثاني ( 29 ديسمبر 1940)، وقد بلغ من جسارة الألمان أنهم لم يتورعوا عن صب نيران طائراتهم على لندن حتى في وضح النهار، لكن وبداية من شهر نوفمبر 1940م أصبحت الغارات ليلية بشكل أساسي، استمرت

لويز بيت، دوقة الموت : السفاحة المبتسمة ! Louise Peete: Duchess of Death

  لويز بيت .. بدموعها خدعت قضاة ومحلفين ومحققين ! النشأة الأولي : سرقة وعهر : جنوح مبكر ! جاءت " لوفي لويز بريسلار إلي الحياة في يوم 20 سبتمبر 1880 ، في مدينة " بينفيل " بولاية لويزيانا الأمريكية لأب ثري يعمل ناشرا ولديه صحيفة خاصة .. وقد كان والداها مثقفين ومن الطراز المثالي ، ولكن الفتاة التي ألٌحقت بمدرسة خاصة في ( نيوأورليانز ) قد تم طردها من المدرسة وهي بعمر الخامسة عشرة لسببين هما : السرقة وسلوك مسلك غير أخلاقي .. فقد كانت الفتاة المثقفة الثرية تمتهن البغاء في أوقات الفراغ ! جنوح مبكر وعجيب وغير مبرر إطلاقا . وكانت " لويز " غاوية للرجال فلم تستطع أن تبقي بدونهم طويلا ، وعندما وصلت إلي سن الثالثة والعشرين ، أي في عام 1903 ، تزوجت من بائع متجول يدعي " هنري بوسلي " ، وبقيا معها ثلاث سنوات ، انتهت بأن أطلق الزوج النار على رأسه ! والسبب أنه وجد زوجته المصونة برفقة رجل آخر في الفراش ، فلما واجهها كلمته ببرود وسماجة ، وثبت أنها لا تشعر إطلاقا بجريمة الخيانة التي ارتكبتها .. وأمام برودها أحترق الزوج داخليا فلم يجد حلا يريحه سوي الانتحار

الهفوة التي قضت على 22 مليون إنسان .. كيف أدي عناد رجل واحد إلي تحطيم العالم !!

  بعضُ الأخطاء التي وقعت كانت قدريةً بنسبة مائة في المائة, لم تكن ناجمة عن غباء أو خطأ في الإدراك لدى مقترفها, بل بشكل كامل هو تدبيرٌ من فعْل القضاء والقدر, وفي حالات معينة يكون هذا الخطأ سببًا ليس في دمارِ حياة إنسان ما وحسب, بل ربما- ولا سيَّما في حالتنا هذه- قد يكون سببًا في خراب العالم وتدمير حياة الملايين من الناس الأبرياء! أشهرُ هذه الأخطاء القدرية الصِّرفة هو الغلطة التي وقع فيها وليُّ عهد النمسا والمجر, الأميرُ المكروه الذي يتميز بالصَّلافة والغطرسة, وليّ العهد الذي وصلت إليه معضلةُ الوراثة دون انتظار, ولسبب جريمة غامضة وحادثة شهيرة حدثت لمن كان وريثًا شرعيًّا ومؤكدًا لعرش هذه الإمبراطورية, التي لم تعمِّر طويلًا, وحفل تاريخها بالمآسي والرزايا, واستكمالًا لتربُّص القدر بمملكة النمسا والمجر, وصلَ وليُّ العهد, الأرشيدوق "فرانز فرديناند" Archduke Franz Ferdinand 50 عامًا, وزوجته الأميرة "صوفي" Sophie , 46 عامًا, يوم 28 يونيو عام 1914م, إلى مدينة سراييفو, العاصمة الرسمية لإقليم البوسنة والهرسك, الذي كانت إمبراطورية النمسا تضع يدَها عليه, بمعنى أنَّ الزيارة كانت

القضية الغريبة ل " آلان روبيشو" ! The Mysterious Death of Allen Robicheaux

  بالرغم من أنَّ قصتنا هذه المرَّة لا تتضمن جريمةً بالمعنى المعروف, أي عدوان أو أذى من نوع ما يوقعه شخصٌ بشخص آخر؛ فإنها تضمَّنت لغزًا مروِّعًا احتاج لعشرين عامًا كاملة ليتم حلُّه, وتدميرًا لأسرة, وحياة بائسة لامرأة مسنَّة قضت نحبَها وهي لا تعرف أين زوجها, أو ماذا حصل له؟! إنَّ قضايا الاختفاء الغامض كثيرة, وتقريبًا تبدأ كلها بنفس الطريقة؛ يعود شخص ما إلى المنزل ليجد أحد أقاربه وقد اختفى, أو يخرج أحدهم في رحلة عملٍ أو نزهة ثمَّ ينقطع أثره, ولا يعرف أحدٌ أين ذهب. كان الشخص الذي اكتشفَ حالة الاختفاء هذه المرة هي الزوجة "لوسي ماي", سيدة في السبعينيات, تعيشُ في منزل بشارع فرانكلين/ جريتنا/ لوس أنجلوس, وكان من الواجب أن يكون زوجها "آلن روبيشو" Allen P. Robicheaux موجودًا بانتظارها يوم 15 ديسمبر 1973م عند عودتها من زيارة عائلية, لكنه لم يكن كذلك. انتظرت المرأة عودةَ زوجها لكنه لم يعدْ, لا في هذا اليوم, ولا فيما تلاه من أيام, فأينَ يمكن أن يكون الرجل ذو الثلاثة والسبعين عامًا قد اختفى؟! لم تكن هناك دلائلُ على حصول عنفٍ في المنزل, لا مذكرات تقول إنَّه ينوي مغادرة البيت لبضع

الرجل الذي حول زوجته إلي نقانق !

  "لويزا بيكنيز"   Louisa Bicknese هي امرأةٌ أمريكية سيئةُ الحظ, في البداية بدَا وكأنها أكثرُ النساء حظًّا في العالم؛ إذْ تزوَّجت برجل مهاجر, ألماني الأصل, ورجلِ أعمال ثري, يملك أكبرَ مصنع للنقانق في شيكاغو. كان الزوج يدْعى "أدولف لوتجيرت" Adolph Louis Luetgert , وكان أرملَ معَ طفلين, تزوَّجته "لويزا" عام 1878م, وعاشا معًا حتى عام 1897م, حيث رزقَا بأربعة أطفال. كان للسيد "لوتجيرت" مصنعٌ شهير للنقانق, ولُقِّب بملك النقانق, لكن طباعه كانت سيئةً إلى حدٍّ ما, فقد كان عنيفًا تجاه زوجته, كما شوهِد ذاتَ مرَّة وهو يطاردها حاملًا مسدسًا. لكن على أي حال, ففي أوَّل أيام شهرِ مايو من ذلك العام خرجتِ الزوجة لزيارةِ أختها, وقال الأبُ ذلك لأطفاله حينما سألوا عنْ والدتهم في اليوم التّالي, غير أنَّ "لويزا" لم تعدْ من زيارة أختها مطلقًا. بدأتِ الشكوك والتساؤلات, ولاحقًا قامَ شقيق الزوجة المفقودة بالإبلاغ عن فقدانها. ثمَّ ظهرت أدلةٌ مقلقة حول تورُّط الزوج في مصاعبَ مالية, وعلاقته بأرملةٍ ثرية, مما دفع البعضَ إلى الاعتقاد بأنه تخلص من زوجته ليتزوَّج الأرم